جراسا -

ايهاب سلامة - مطالبة قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش قوات التحالف العربي بضرب غزة الذي يخضع لسيطرة حركة حماس بالامس خلال خطبة بصلاة الجمعة في مقر المقاطعة برام الله تضع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمأزق سياسي واخلاقي يتحتم عليه كرئيس لدولة فلسطين بمحاسبة الهباش ومحاكمته .

تحريض الهباش وهو ايضا يعمل مستشارا لابي مازن للشؤون الدينية والإسلامية، ضد اهلنا في قطاع غزة الذين تعرضوا لما لم يتعرض له شعب في التاريخ الحديث من جرائم ومجازر من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي اوصل رسالة قد يفسرها البعض ان الرئيس الفلسطيني موافق ضمنا على تحريض مستشاره المقرب، ودعوته الى ضرب غزة، والا لردت الرئاسة الفلسطينية بالنفي او التوضيح او الرفض؟.

لغة شخص يحمل مسمى قاضي قضاة فلسطين، حين تكون ممزوجة بالدم والمطالبة بقتل الفلسطينيين والتحريض ضدهم، يجب التوقف عندها مليا، ولا يجب ان تمر بسلام دونما موقف واضح وجلي من القيادة الفلسطينية في رام الله.

محليا، اثارت تصريحات الهباش ردود فعل غاضبة، حيث عقب القيادي في جماعة الاخوان المسلمين الشيخ حمزة منصور لـ"جراسا" على تصريحات الهباش معتبرا انها لا يمكن ان تصدر عن شخص لديه الحد الادنى من الانتماء لفلسطين، وزاد انه "لا يمكن لهذا الرجل ان يكون فلسطينيا ابدا".

وشن منصور هجوما على الهباش ووصف تاريخه بـ"الاسود" معتبرا تصريحاته بانها "جريمة ضد الشعب الفلسطيني"، ووجه كلامه الى السلطة الفلسطينية التي قال انها ان كانت جادة في ملف المصالحة الفلسطينية فلا يجب ان تسكت على هذه التصريحات الخطيرة مطالبا اياها بعزله من منصبه.

وقال منصور .. كان الاولى بالهباش ان يدعو الى رفع الحصار عن غزة لا ضربها واكد ان المقاومة الفلسطينية موجهة ضد الاحتلال الاسرائيلي، التي وصفها بانها رفعت راس الامة بصمودها وتضحياتها .
امين عام حزب الشورى الاسلامي د. فراس العبادي قال بدوره ان مطالبة الهباش بضرب غزة واهلنا فيها يعد جريمة لا يجب السكوت عنها من قبل السلطة الفلسطينية، التي يفترض بها توفير الحماية للشعب الفلسطيني لا المطالبة باراقة دمه وذبحه.

واضاف العبادي ان سكوت السلطة الفلسطينية على تصريحات شخص يحمل لقب قاضي قضاة فلسطين، بدت كفتوى لسلطات الاحتلال تجيز لهم التنكيل والاعتداء على اهلنا في غزة بضوء اخضر فلسطيني، الامر الذي طالب العبادي فيه الرئيس عباس بضرورة توضيح موقف السلطة الفلسطينية من هذه التصريحات، مطالبا في الوقت ذاته بعزل الهباش ومحاكمته.

فلسطينيا، ردت حماس بلسان القيادي في الحركة محمود الزهار عبر صفحته على "فيسبوك" وعقب فيها على تصريحات الهباش بالقول ان من تمنى هزيمة المقاومة أمام "إسرائيل وخاب ظنه" يطالب الان التحالف العربي بضرب حماس" واعتبر الزهار أن "هذا أرخص أنواع الجواسيس".

فيما عقب الدكتور اسماعيل الاشقر القيادي البارز في الحركة بعنف على تصريحات الهباش واصفا اياه بـ"الرجل المشبوه" و"شخص توتيري" يسعى لتأليب العالم على شعبه ويتعامل مع الاحتلال ضد شعبه الفلسطيني" محملا الرئيس محمود عباس المسؤولية الكاملة عن تصريحات الهباش".

كتائب شهداء الأقصى - الجناح العسكري لحركة فتح في غزة شنت عبر القيادي الرفيع فيها مجدي مطر هجومًا لاذعًا مستشار عباس ، وقالت إن تصريحات الهباش بعيدة كل البعد عن ديننا الإسلامي ، ولا علاقة لها بالوطنية والعادات والتقاليد الأصيلة وطالبت الرئيس عباس "بطرد هذه الآفة من المؤسسة الرسمية، لأنه يضر فيها وبهيبتها وبأبناء الشعب الفلسطيني بعد أن ثبت انحرافه وفساده".

النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني نجاة أبو بكر، طالبت الرئيس عباس، في تصريحات صحفية، بإقالة الهباش ، وقالت ان موقفه "يسجل في لائحة الخطايا التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، وهذه الدعوة خطيئة يرتكبها عالم دين، بدعوته إلى للعنف والدمار".

وتابعت "يبدو أن النزعة الشخصية والدفاع عن الكرسي غلب على الفكر الشرعي، ويبدو أن الهباش نسي أنه يتحدث على المنبر وهو يقف أمام الله.. مضيفة "كان الأولى أيها أن تلجأ إلى ترياق الفكر الإنساني بدلًا من الفكر الاشتباكي، وكان عليك أن تتوقف عن الدعوة إلى القتل والتدمير".

في السياق، دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد، في منشور له عبر صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، إلى التوقف عن استخدام دور العبادة لبث التحريض والكراهية والعنتريات الفارغة، الشيء الذي يسيء إلى السياسة والدين معًا.

في الاثناء، توالت ردود فعل عنيفة وغاضبة عبر مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، حملت هجوما لاذعا على قاضي قضاة فلسطين، وطالبت الرئيس الفلسطيني بطرده من منصبه ومحاكمته، معتبرين ان تصريحاته دعوة صريحة لذبح الشعب الفلسطيني، فيما طالب اخرون النائب العام الفلسطيني بضرورة توجيه تهمة الخيانة بحق الهباش ومحاكمته.

وبين هذا وذاك، يرى مراقبون انه يتوجب على الرئاسة الفلسطينية ان توضح موقفها من تصريحات الهباش الخطيرة، وعدم الاكتفاء بالصمت الامر الذي يبعث على القلق، ما فسره متابعون للشأن الفلسطيني على ذات مواقع التواصل انه يعطي سلطات الاحتلال الاسرائيلي، ذريعة، و"شرعية" وبمثابة "فتوى"  تجيز للاحتلال تكرار عدوانه على غزة واهلها، الامر الذي بات يتطلب موقفا جليا وحازما لتوضيح الامور من اللبس، من الرئيس عباس نفسه ؟!