جراسا -

خاص - نضال سلامة - ما أن أنهيت السماع لشكوى هذا المواطن المكلوم حتى انسكبت الدموع حرّى حزنا ليس فقط على زهرة شباب ذبلت في بلاد الغربة دون أن يكترث لها أحد بل حزنا على كرامة الأردني المهدورة بأيدي الحكومة ممثلة بوزارة الخارجية في بلاد الاغتراب دون أن تنبس للخارجية بنت شفة في انصاف مواطنيها مما يعانون من ظلم في بلاد الاغتراب التي قضوا فيها سنوات بعيدين عن الوطن بهدف السعي للقمة العيش .

13 رصاصة أطلقت من مسدس شرطي امريكي مجرم على الشاب الأردني رامز عثمان والذي غادر الأردن مع أسرته وهو في عمر الطفولة " 5 سنوات" وقضى شبابه في بلاد الغربة وتزوج فيها علما أنه يحمل جواز سفر أردني ولم يكن يحمل اقامة أميركية حيث قضى تلك السنوات مخالفا للإقامة كما أكد والده جعفر عورتاني الذي قصد مكاتب "جراسا" و بثُ شكواه .

جعفر عورتاني روى لـ" جراسا" مسلسل المعاناة بدءا من رحلة الغربة الى أميركا مرورا بفاجعة فقدان ابنه "رامز" وانتهاء بفصول الذل التي يعيشها بين أروقة وزارة الخارجية الأردنية .

السيد جعفر أشار لـ"جراسا" أنه غادر بأسرته الى أميركا في العام 1991 علما أن أسرته تضم ولدين و 3 بنات وذلك بهدف تأمين العلاج المناسب لابنته الكبرى التي تعاني من شلل بالدماغ ، وخلال تواجده بأميركا في رحلة العلاج مع ابنته بحث عن عمل ليعتاش منه وقضى 18 عاما في اميركا .

وبعد 18 عاما تراجعت حالته الصحية فنصحه أولاده بالعودة الى الأردن والاستقرار فيها وهو ما تم في العام 2008 وتحديدا يوم 13 - 5 حيث دخل الأراضي الأردنية تمهيدا للاستقرار في الوطن .

في شهر رمضان المبارك من العام 2010 والرواية لوالد الضحية :" تلقيت اتصالا هاتفيا من أسرتي في ولاية شيكاغو الأميركية حيث تعيش هناك وأخبروني أن ابني رامز قد تعرض لإطلاق نار وأصيب مما دفعني للدخول في حالة هستيرية اضطرتني للاتصال مع أحد أشقائي للتوجه اليهم والاطمئنان حيث أكد لي أن ابني رامز أطلقت عليه 13 رصاصة من مسدس شرطي أمريكي "

وحول تفاصيل الحادثة أوضح السيد جعفر " أنه بعد البحث والتحري من قبل عائلتي تبين أن الذي أطلق النار هو شرطي أمريكي حيث قام بالاتصال هاتفيا مع ابني في يوم الجريمة طالبا منه الالتقاء في منزله " منزل الشرطي الأمريكي" وبالفعل توجه ابني رامز الى منزل الشرطي وما أن قرع جرس الباب قام الشرطي بفتح الباب وفاجأ رامز بـ 13 رصاصة على عدة نواحي من جسمه أردته قتيلا على الفور ، وبعد ذلك قام بسحب جثته والقائها تحت درج المنزل " ودون أن يعرف السبب حتى اللحظة .

ويضيف والد الضحية "رامز" أنه قام بمراجعة وزارة الخارجية الأردنية بهدف مساعدته في مخاطبة السفارة الأمريكية والتوجه الى هناك لمتابعة القضية وقابله حينها الناطق الاعلامي السابق للوزارة محمد الكايد وجمعه مع عدد من المستشارين وبعد أيام من اللقاء لم تتحقق أية نتائج .

وأضاف السيد "جعفر" أن الخارجية منحتني كتابا للسفارة الأمريكية يسمح لي بالتوجه الى ولاية شيكاغو لزيارة قبر ابني والاطلاع على مجريات القضية وبالفعل قمت بمراجعة السفارة وقابلت القنصل الأمريكي الذي أبدى تأثرا واضحا بقضيتي ووافق على منحي تأشيرة دخول لأميركا ، إلا أنني حينما وصلت مطار شيكاغو قامت السلطات باحتجازي لمدة 5 ساعات ورفضت السماح لي بدخولي عملا أن بناتي كانوا باستقبالي في المطار و قاموا بإرجاعي الى الأردن .

وأوضح عورتاني أنه قام بإيصال شكواه الى وزارة الخارجية مجددا بعد عودته وكافة الدوائر الأمنية والرسمية ولكن بلا جدوى بل استأسدت وزارة الخارجية عليي قائلة " من أنت حتى تتقدم بالشكوى علينا الى دائرة المخابرات العامة ونحن أولاد عشائر وحمايل " ؟

وحتى اللحظة لازال السيد جعفر يتجرع مرار فقدان ولده ومرار عدم أخذ حقه وتقديم القاتل الذي لم يحضر سوى جلسة واحدة من جلسات المحاكمة المستمرة منذ 4 سنوات بفعل مماطلة محامي الشرطي الأميركي للقضية في ظل تقصير وزارة الخارجية والعديد من المحامين الأردنيين الشرفاء للدفاع عن الضحية "رامز" ومعاقبة قاتله .

ولازلنا نحن معه كأردنيين أحرار نتجرع مرارة الاستحياء من جنسيتنا لا لشئ سوى أن خارجيتنا العتيدة هي من تفرض علينا ذلك وحكومتنا الرشيدة هي التي علّمت حكومات الدنيا عدم احترام كرامة الأردني أينما كان على العكس تماما من التوجيهات الملكية العليا السامية والقاضية بصون كرامة الأردني حيثما حلّ .

هذه المعاناة الانسانية وهذه القضية التي راح ضحيتها أردني لم ينصفه أحد حتى اللحظة نطرحها على أبواب الجهات المعنية علها تتحرك قبل أن يضيق الصدر بما فيه و نطرق باب من لا يغلق بابه في وجوه الأردنيين أبدا .