سائق محترف!


حالة طريفة حدثت معي في الثلجة الماضية وما زلت أُعاني من تبعاتها حتى هذه اللحظة ، حيث أنني أقود سيارة ذات دفع رباعي صنعت لتتغلب على الظروف الصعبة مهما بلغت ( على ذمة مصنعيها ) .
وفي ذات يوم الثلجة إضطررت الى الخروج من المنزل ومعي أولادي ، كانت الشوارع زلقة ، والقيادة تحتاج الى مزيد من التأني والحذر ، وفي طريق العودة كان أحد الشوارع الرئيسية والذي يؤدي الى تلة مرتفعة قد أغلق بسبب تراكم الثلوج ، ولم تستطع معظم السيارات إكمال السير فتوقفت ، قررت الإنعطاف الى شارع فرعي ، لأستطيع الإلتفاف من حوله مستعينة بالشوارع الفرعية لعلني أجد سبيلا للوصول الى المنزل بأمان ، وما أن بدأت السير في ذلك الشارع الضيق حتى إكتشفت بأنه غير معبد ، ووجدت نفسي وأولادي في مأزق أكبر من الذي حاولنا الهروب منه ، حيث أن السيارة قد علقت ولم أتمكن من تحريكها .
إجتمع الناس حول السيارة منهم أهل النخوة وكثير منهم ممن تجمعوا للمشاهدة والتسلية أو للمراقبة وإبداء الرأي والتنظير ، وللصدفة فقد كان أصحاب " الونشات " والذين كانوا يُملؤون الشوارع رعبا قد إختفوا ولم نرى منهم أحدا .
وتناوب على محاولة إخراج السيارة خمسة أشخاص ، بدا كل منهم متحمسا جدا في البداية ، وكانت ثقته بنفسه عالية ، ولكن ما أن يجلس خلف المِقود حتى يتبين فشله وعدم قدرته على (زحزحة) السيارة من مكانها .
*جاء أول شخص لإخراج السيارة من الوحل ، قال أنه يقود السيارات السريعة ومعتاد على التقنية الحديثة ، وما أن جلس خلف المقود ، حتى أعلن عدم قدرته على إخراج السيارة ( مستغرباً من عدم تجاوبها مع قيادته المتطورة وتقنياته الحديثة ) .
*جاء بعده شخص وقال بأنه سائق معتّق ومعتاد على تلك الظروف ، ولكن ما لبث حتى إنسحب وأعلن فشله!!! ( مستغربا بأنه "راهن، يراهن، راهن" على أنه سيخرجها ولكن "عجلة الحظ" لم تسعفه ) .
*جاء بعده شخص إدّعى بأنه يستطيع إخراج السيارة ولكن بدون أي مساعدة إن هو قام بالدوس على بدالة البنزين وبنفس الوقت قام هو بدفع السيارة بيديه ، وبالطبع فشل مباشرة ( مستغربا من أن قوته لم تمكنه من خرق طبيعة الحياة ) .
* جاء شخص متمرس وله باع وخبرة طويلة في قيادة السيارات ، جلس خلف المقود بثقة وقناعة ثم نظر الى الجميع وقال (هذه السيارة أوتوماتيك وأنا معتاد على التعشيق اليدوي ) وما لبث أن إنسحب ، وله مع سيارتنا حكايات أخرى .
* فجاء شخص من بعيد صائحاً ( أنا هو أنا هو ) وقبل أن يركب خلف المقود ، أغلق الباب ودخل من الشباك ، ثم جلس يناجي السيارة ( بالدعاء تارة وباكلام المعسول تارة ثم بالبكاء قليلا ) ولكنه ما أن بدأ حتى قضى على ما تبقى من وقود السيارة ، ( وزاد من الطين بِلة ) عندما أصبحت السيارة بعرض الشارع مما زاد الأمر تعقيدا .
بقينا على تلك الحال ساعتين ( تفيد .. السنتين ) وبعد أن أعدنا تعبئة خزان الوقود ، وننتظر من سيقود السيارة لإخراجها من الوحل والثلج .
والمضحك أن الونشات بدأت بالتوافد ولكن بما أن صاحبنا المتخصص "بالتعشيق اليدوي" قد جلب ورشة عظيمة مكونة من (150 ميكانيكي/ة ) في محاولة لإستبدال الأتوماتيك بالتعشيق اليدوي ، وعقد على إحضار سائقاً محترفاً كما وعد ( مع أن المكتوب باين من عنوانه ) .
ونحن لا نملك إلا أن ندعوا الله لكي نتمكن من الوصول الى البيت بأمان وسلامة .
لكن للأسف ما زالت السيارة عالقة ، وأنا وأولادي ما زلنا ننتظر من سيخرجها من ذلك الغَرَزْ ، مع أن السيارة ذات دفع رباعي ، ومحدثة ، وفيها مواصفات عظيمة ، كل ما تحتاجه هو " شوفير " محترف لا يسمع تنظير من سبقه ، ويقدر الوضع جيداً ثم يستعين بخير ما وُجد ويخرج السيارة من ذلك الموقف مع أنني مقتنعة بأن الأمر سيطول وستبقى السيارة عالقة الى أجل غير مسمى .



تعليقات القراء

أردوغااااان
راااااااااااائعة.. و فعلا لن ينجح ذلك السائق هذه المرة أيضا.. فقد جربناه قبل ذلك و فشل فشلاً ذريعاً... لك الله يا أردن..
21-02-2013 07:11 PM
علي السكر
جميل ومعبر عن الواقع وانصحك بالبحث عن سيارة اخرى لان سيارتك الله يعوض
21-02-2013 07:52 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات