دلالات الزيارة الملكية الى موسكو


باهتمام بالغ تابعت وسائل الاعلام الروسية مطبوعة ومرئية وغيرها الزيارة الملكية والتي هي الحادية عشرة منذ العام 2001 التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني الى روسيا، وافردت مساحات واسعة في نشراتها الاخبارية وتصدرت الزيارة ولقاء جلالته مع الرئيس بوتين والمباحثات الثنائية في ضواحي العاصمة الروسية موسكو الصفحات الاولى ونشرات الاخبار، وتناولها المحللون والسياسون بتقدير عالي واهتمام بالغ وذلك لان الزيارة تشكل اضافة نوعية للعلاقات القائمة بين البلدين الصديقين وترسيخا لحرص جلالته على التواصل مع الاصدقاء الروس خاصة في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة وعملية السلام والمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية وما تتعرض له من تعثر والزيارة المرتقبة للرئيس اوباما الى اسرائيل ، اضافة الى الاوضاع في المنطقة وخاصة الازمة السورية التي تقارب العامين . لم يترك جلالته لحظة تمر في مباحثاته مع القيادة الروسية الا وحرص على استثمارها ليس لتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات بين البلدين والشعبين الصديقين لا سيما في مجال التصنيع العسكري الذي تجاوز مراحل متقدمة من التعاون وسجل العديد من النجاحات فحسب بل لخدمة القضايا والمصالح العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والسعي الحثيث للتوصل الى حل عادل يقوم على الشرعية الدولية باقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة الى جانب اسرائيل ومنح الفلسطينيين الحق باقامة دولتهم المستقلة . كما وركزت المباحثات على ضرورة العمل الدولي المشترك لمواجهة الارهاب في العالم وفي منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص في اعقاب ما تعرضت له بعض دول المنطقة من اعمال ارهابية تحت مسميات مختلفة وحجج واهية ولعل اهمها " الربيع العربي". وتسجل الزيارة خطوة ملكية في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بالموضوع السوري والازمة التي يعيشها الشعب السوري الشقيق ، حيث يدرك جلالته حساسية الموقف وصعوبة الوضع السوري الداخلي وحجم المعاناة التي يعيشها السوريون وكيف لا وجلالته يشهد يوميا تدفق الالاف من المهجري واللاجئين من سوريا الى الاراضي الاردنية ، كما سبق جلالته العديد من الساسة العرب والاوروبيين في ادراكه بالدور الروسي الكبير الذي ممكن لروسيا ان تلعبه في التخفيف من معاناة الاشقاء في سوريا ، خاصة وان روسيا اصبحت اليوم لاعبا رئيسيا في الازمة والصراع الدائر الى حد لا يمكن اغفاله ومن هنا تاتي الزيارة الملكية وقبيل زيارة وزير خارجية سوريا وليد المعلم ورئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب الى موسكو لاجراء المشاورات ايضا مع القيادة الروسية بعد مبادرة الخطيب للتفاوض مع بعض رموز النظام السوري لحل الازمة وحقن الدم في سوريا ، اضافة الى العديد من اللقاءات التي اجراها الابراهيمي واخرون في موسكو تاتي الزيارة لتضيف مساهمة ملكية اردنية واستثمارا للعلاقات الشخصية التي تربط الزعيمين جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي بوتين في محاولة لاحتواء الازمة والضغط من جانب روسيا التي تعد حليفا واضحا لنظام الاسد في سوريا على بشار الاسد لوقف نزيف الدم الذي يجري منذ عامين تقريبا.ولا ننسى هنا القول بان الزيارة تعد من انجح الزيارات التي قام بها جلالته الى روسيا من حيث التوقيت وعدد اعضاء الوفد المرافق لجلالته ، حيث سيجري اعضاء الوفد لقاءات مع مسؤولين روس من مختلف المستويات لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك والاستثمارات وزيادة حجم التبادل التحاري الذي سجل نموا ملحوظا في العام الماضي وصل الى (425) مليون دولار ، اضافة الى التعاون العلمي والثقافي والبحث عن وسائل زيادة هذا التعاون .فالزيارة تاريخية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وستسهم بشكل كبير وفعال في تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة باسرها وهو ما تعودناه من قيادتنا الهاشمية على مر الازمان والعصور في سعيها الدائم والدؤوب لمد يد العون للاشقاء واستثمار علاقاتها مع العالم من اجل قضايا الامة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات