في نهاية كل شهر، وربما في نهاية كل أسبوع، تُسلمني أم العيال "الليسته" من الطلبات وحاجيات المنزل: فريكة، رز نوع صن وايت 10 كيلو ، سكر 5 كيلو، شامبو دوف للمدام، وشامبو جونسون للولد، وصابونه الجمل (لحضرتي طبعاً)، "زروف" نفايات، مفارش سفره، غولدن جلي، أربع طيور دجاج، كيلو ونصف (كفته).... و"الليسته" تطول.
أحمل "الليسته" واذهب إلى السوبر ماركت، أدفع عربة التسوق وفي يدي اليمنى "الليسته" وفي يدي الأخرى قلماً كي أشطب على السلع التي قمت بشرائها، وعادة ما يكون هناك عروض مُغرية على بعض السلع كأن تكون نفس السلعة ولكن بمسمى آخر، وبسعر قد يصل إلى النصف، افتح جوالي واتصل ب أم العيال: مرحبا، فيه رز نوع صن رايز 10كيلو أجيب منه؟، تُجيب : بقولك صن وايت..صن وايت، ولا تجيب غيره، أجيب: حاضر يا ستي، وأغلق الهاتف، ثم أتجول إلى رف آخر وإذا بعرض آخر على "غولدن" الجلي ولكن بماركه أخرى وبسعر ارخص وبكمية اكبر، افتح جوالي واتصل بها: مرحبا فيه منظف جلي نوع الزهرة ( بُزّبط ؟ )، تجيب: بقولك "غولدن" مش غيره. والى رف آخر وإذا بعرض على العدس المجروش، وهو ليس من ضمن الطلبات الموجودة في "الليسته"، اتصل معها: أجيب عدس مجروش؟ تُجيب: انته جننتني اليوم، أسمع: شو فيه مكتوب عندك في "الليسته" جيبه، لا تزيد ولا تنقص، أُكمل جولتي وأتقيد ببنود "الليسته" بنداً بنداً ، حرفاً حرفاً، زنقه زنقه، وبالتمام والكمال.
أعود إلى المنزل، أحمل في كلتا يديّ مجموعه هائلة من "الكياس"، أضعها على باب منزلي ثم أعود مرة أخرى لجلب الباقي من الحاجيات من (طنبون) السيارة، وقد يتطلب الأمر تكرار ذلك عدة مرات، في هذه الأثناء، سمعت أحد الجيران "يُعاير" زوجته فيقول: "شايفه أبو عامر، هوه إللي بيجيب كل أشي للبيت، ومرته قاعدة بالدار،وما بتدّخل بأشي، مش مثل حضرتك، لازم كل ما أروح على السوبر ماركت ( تشخصي) بجنبي بالسيارة وترافقيني".
رئيس حكومتنا القادم، الذي يخوض "ولادة من نوع جديد"، فعندما يخرج إلى النور، (على خير وهداة بال، ويجيبه بالسلامة)، فسواء أكان كان بتوافق النواب ، أو بعدم رضاهم، يسارياً أو يمينياً، إسلامياً أخوانياً، أو إسلامياً وسطياً، أو أسلامياً " نُص كم"، أو اقتصادياً مُخضرماً، أو ليبرالياً تقدمياً، أو كما يحلو لرئيس حكومتنا الحالي تسميته نفسه "بالمحافظ التقدمي"، أو أياً كان توجهه الديني أو الأيديولوجي، هذا الرئيس القادم، حاله لا تختلف عن حالي كثيراً، فكلينا يحمل "الليسته"، ولا يحود عنها، وكلينا يَظهر للناس انه " صاحب الولاية العامة"، وهو في حقيقة الأمر يتلقى تعليماته، مثل حضرتي، على "الخلوي".
ملعون أبو "الخلوي" شو بعمل عمايل!!!!