الاخوان بين ظاهر الانس وباطن الجان


شعارات براقة يرفعها الاخوان المسلمون في كل انحاء الوطن العربي حيث يتواجدون, في الاعتصامات في الاضرابات في المنتديات ومن على شاشات الفضائيات , يستميلون العواطف ويشحذون الهمم ,حتى جرف تيارهم الديني والجهادي المزور في طريقه كل ضعاف النفوس من غير الملمين بالسياسة العربية وفي الفكر الاخواني المبني أصلا على المنفعة الشخصية,تلك المنفعة التي لا تتحرك إلا وفقاً للبوصلة الصهيونية.

فاذا كان الرئيس التونسي بن علي ظالماً ,والقذافي الليبي طاحناً ,ومبارك المصري قاتلاً ,وصالح اليمني مشعوذاً ,وبشار السوري مراوغاً قد اجتمعوا على طاولة واحدة وقرروا حكم بلادهم بالقبضة الحديدية كما يدعي الاخوان المسلمين الى درجة الاضطهاد والترويع وكبت الحريات وتهميش الاحزاب المعارضة . فلماذا إذاً يتمسك الاخوان المسلمين الذين اطاحوا بهولاء الحكام الظالمين حسب وصفهم بذات الصفة ,ويحكمون بلادهم بذات الطابع , ويمارسون على شعوبهم سياسة التنفيع والتقريع ؟.

فلا اعتقد أن الاخوان المسلمين قد وصلوا الى الحكم في بلدان الربيع الاحمر دون مساعدات خارجية ,وعلى رأسها الخادم الاكبر للثورات العربية المارد الصهيوني المتغلغل بالجسد العربي بوساطة اذرعه من السياسيين والتجار والمستثمرين والعملاء الظاهرين والمخفيين.

فمن الصعب ان يقبل العقل البشري او يصدق أن القوى العظمى في العالم وعلى رأسها امريكا التي يتحكم بسياساتها الخارجية والاقتصادية والعسكرية اللوبي الصهيوني الداعم المطلق لاسرائيل بأن يسمح لقوى اسلامية تعارض مصالحهم من جهة , وتؤثر على اسرائيل ووجودها من جهة اخرى.

فالمنطق يقول ان زعماء الدول العربية الذين ثوّرت امريكا شعوبهم ضدهم ثورة مبرمجة ومصطنعة قد انتهت صلاحياتهم في الخدمة ولم يعودوا يقدموا لهم النفع المطلوب , وجاء الان دور قادة أخرين تم اعدادهم للحكم بطريقة اخرى مغايرة للانقلابات العسكرية, تحمل اسلوباً ثورياً جديداً يحمل عنوان " الشعب يريد" .
, فلو تساءلنا ماذا يريد الشعب العربي من وراء ثوراتهم ؟, ولمصلحة من ستؤول نتائجها يا ترى ؟, فصدقونني لن تجدوا جوابا لثائر غير المنفعة الشخصية المؤدية بالنهاية للمنفعة الصهيونية, فلو افترضنا جدلاً أن الهدف من الثورات العربية ضد حكامها كان منطلقه التخلص من الظلم والاضطهاد والبحث عن الحريات وكرامة المواطن العربي, فلماذا تحن شعوب تلك البلدان هذه الايام والتي اطاحت امريكا واسرائيل بزعمائها لحكم العسكر القديم؟.

فمن شاهد رجال أمن الاخوان في مصر على الشاشات وهم يسحلون المتظاهرين الذين آزروهم في الثورة ضد مبارك , لا يصدق بأن هذا المشاهد تتم بأيد تدعي الأسلمة, بل سيعتقد على الفور بانها مشاهد قديمة مما فعله اليهود الملاعين للشعب الفلسطيني في انتفاضاتهم المتعاقبة ضد الاحتلال.
ومن شاهد جلسة مجلس النواب التونسي قبل اكثر من اسبوع ورأى بأم عينه كيف طرد رئيس مجلس النواب المحسوب على التيار الاسلامي اثنان من المعارضين لسياسة حزب النهضة الاسلامي , لا يلبث إلا الى الحنين لماضي بن علي والذي عبر عنه مناصرو شكري بلعيد الذي قتل بايدٍ غامضة تشير لحزب النهضة الاسلامي الحاكم, بقولهم: في زمن بن علي كان بلعيد ومن يعارض يُسجن ,وفي زمنكم ايها الاخوان اصبحنا نقتل.

ارى بأنه من الواجب الوطني ان احذر مما يجري حولنا من تداعيات للاحداث, فالاخوان المسلمين في الاردن وبمنتهى الامانة هم حركة راشدة سارت جنباً الى جنب مع الحكم الاردني المتعاقب, ولكنهم احياناً يتطرفون ليقال عنهم في الغرب بأنهم متمدنون , ولا ادل على ذلك من أنهم لا يشهدون هذه الايام لمحة ضوء, إلا اطفأوها بالبصق لا بالماء . فلنحترس جميعاً لما يحاك لنا في الاردن ,وُيصنع في مختبرات الصهاينة , فليس كل من يبكي عليك ايها الاردني مشتاق لرؤياك , فهناك عيون كثيرة رمدى تبكي في كل لحظة وحين, وخاصة اذا ما شاهدت الضوء ووقفت امام انارة واضاءة الكاميرات.

فأي ديمقراطية زائفة تلك التي يسير عليها الاخوان في كل انحاء الوطن العربي في ممارستهم لحكم البلاد وهم يجيرون كل امور الدولة لصالحهم بالحق او الباطل, ويصدرون فتواهم الجاهزة " الضرورات تبيح المحظورات " لكل عمل يعارض او يعترض الدين ؟.

وقفة للتأمل :" لقد دأب الغرب عبر المارد الصهيوني المزروع في الخاصرة العربية على تجميل بعض الاصنام العربية , ليُلحقوا بشعوبهم الهوان , ويشبعوهم الذل والعار ليبعدوا انظار الشرفاء عنهم , ليتمكنوا من تهويد ما تبقى من فلسطين الهدف والغاية من كل ما يسمى بالربيع العربي".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات