البوذي المسلم وإسلام لصوص الوطن


ما من شك بأن الفساد في الاردن يختلف عن غيره من الفساد لأنه يحمل مواصفات نادرة وتبدو للعيان في طكثير من الاحوال غريبة وعجيبة , فقد ترى له أيدي يسرق في وضح النهار وأرجل يتمختر بها على الشرفاء , ويتسيد كل المناسبات , ويتحدث عن الشرف والبذل والوطنية والعطاء , وعيون في كل مكان يناظر بها الشرفاء لمحاربتهم والتخلص منهم, وآذان يسمع بها كل ما يجري حوله ليأخذ احتياطاته وحذره, وما يزيد الفساد في الاردن غرابة أننا نسمع به ونشاهده ولكننا لا نراه.
فالفساد في الاردن ليس جديداً , بل هو قديم جداً ولكنه يخلع ثوبه تبعاً للمرحلة التي يعيشها, فقد تواصل الفساد بعد عام 1971 حتى توقف قليللا عام 1979 ثم استأنف عمله من جديد , ليصل الى اعلى مراتبه خلال العشر سنوات الاخيرة بعد أن لبس ثوب الوطنية والخوف على مقدرات الوطن, فأصبح يتم جهاراً نهاراً وبطريقة قانونية ومشروعة , فباع الفاسدون والمفسدون مؤسسات الدولة بأثمان بخسة لرفاقهم من المستثمرين, بحجة انها مؤسسة وشركات خسر مئات الملايين سنوياً , ولتسديد مديونية الاردن الآخذة بالتصاعد , وبعد ان يتم بيعها وفي اقل من سنة واحدة نرى تلك المؤسسات والشركات تربح مئات الملايين . كيف تم ذلك الله وحده اعلم بذات الصدور؟؟؟؟؟؟؟.
إن الحديث عن الفساد والمفسدين في الاردن يدفعني الى ذلك الهندي البوذي الذي اشهر اسلامه وأراد ان يتوجه الى الله بقلب حَسن , فقرر على الفور اعادة كل مسروقاته التي جناها من الناس اثناء تعبده الزائف في معبد الدجل والنصب والاحتيال, فيا ترى : ماذا سيحصل في الاردن لو قرر الفاسدون فيه من الذين نهبوا الفوسفات والبوتاس والبترول وأراضي الدولة والعطاءات أن يحذوا حذوا هذا البوذي المسلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
استغرب في ظل التطورات والاصلاحات الاخيرة, لماذا يبقى الشعب الاردني الوحيد في العالم الذي يدفع ضريبة اللصوص والفاسدين من الذين اعتلوا المناصب زوراً وبهتاناً, وكل حقهم بها أن بعير جدهم قد مرَّ قبل غيره بهذه الآبار.
فالحديث عن الفساد ليس هيناً في بلد كالاردن , لانه وصل الى اشرف مؤسسة امنية على الاطلاق والتي لطالما لعب مدرائها دوراً بارزاً في الحفاظ على مقدرات الوطن وأمنه , فهل يعقل ان يصيب الفساد جسد المخابرات الطاهر , فيرتقي لسلمه اثنان من مدرائها , فاذا كنا مقتنعين انهم فاسدون وغير مؤتمنون على الوطن , فلا نريد محاكمتهم او نطالب بسجنهم , بل نريد منهم ان يبينوا لنا مَن هي الاسماء التي اركبوها ظهور الشعب ممن لا زالوا على رؤوس اعمالهم ليبقوا آذانهم وعيونهم في الدوائر والمؤسسات التي تصنع القرار ,فالخطوة الاولى للاصلاح تتمثل في أن يكشف هولاء المدراء اسماء المقربين منهم وخاصة اولئك الذين يتمتعون بصلاحيات مطلقة ولا زالوا في مناصبهم .
ومن الجدير ذكره الاخطر من الفساد المالي في الاردن هو الفساد الاعلامي المنتشر في السلطة الرابعة المقروءة والمسموعة والمرئية إلا منَ رحم الله من العاملين فيها, حيث ارادت دائرة المخابرات وأنا مسؤول عن كلامي تسخير القلم والكلمة لتلميع بعض المراحل او تسليط الضوء على بعض المسؤولين لتزيينهم امام الرأي العام المحلي كبالونات اختبار اولية, فنرى الدائرة تعين فلان بالاف الدنانير شريطة كتابة ما يبتغون حتى لو ادى ذلك الى تخريب الوطن, ومن يفتح صحفنا ومواقعنا الاخبارية يجد مصداق ما نقول, فالمتأمل لدى مطالعتها سيلحظ بأن كل ما في الاردن خراب , وهو امر لا يصب الا في صالح الفساد والمفسدين بواسطة اصحاب الاقلام من الذين تمت زراعتهم من قبل مدراء المخابرات المتهمون بالفساد, وهو ما نرجوا "ابن الشوبك" العمل عليه لتنظيف الجسد الاعلامي من الفاسدين. والذي كنت انا شخصياً احد ضحاياه في جريدة الرأي الغراء حيث كنت اكتب في صفحة ( اراء وتعليقات ) , ومن لديه شك فيما اقول , عليه العودة لارشيف عام 2008 في اشهر كانون اول وتشرين ثاني وعام 2009 في اشهر تشرين ثاني وكانون ثاني وشباط.
وقفة للتأمل :" يا شرفاء هذه الارض لنا
الزرع من فوقها لنا
والنفط من تحتها لنا
وكل ما فيها بماضيها وآتيها لنا
وها نحن اليوم نصوغ فقرنا
دفئاً وزاداً وغِنى
من اجل اولاد الزنى".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات