منتوف الريش


يعود الفضل الأول إلى الحراك الشعبي في محاكمة رئيس مجلس إدارة والمدير التنفيذي لشركة مناجم الفوسفات الأردنية و. ك (بالأحرف الأولى لأني أحاكي طاووس) والذي بقي على رأس عمله سنوات طويلة يصول ويجول ويتصرف بذهب الأردن الأبيض كأنه ينفق من ماله الخاص. لقد طالب الحراك الشعبي بمحاكمة الفاسدين وحمل صورهم في الشوارع والميادين وبهدل قاماتهم القصيرة في المواقع الإلكترونية وعلى مواقع التواصل الإجتماعي. وقد ثبت بأن الحراك لا يفتري على أحد، وثبت من خلال ما يُنشر من وقائع المحاكمة الغيابية بأن ما توفر لدى الحراكيين من معلومات ضئيلة أصبحت تكشف عن فضائح لا مثيل لها في تاريخ المملكة.
السؤال الذي يدور في ذهن كل متابع أردني: من حمَى هذا النسيب لسنوات طويلة جداً ... أما كان بالإمكان معرفة مصدر ثروته الهائلة، ألم يكن بالإمكان معرفة أسماء المالكين للشركات الفرعية التي تولت مهام البيع والشراء، ومن هم الوسطاء ومن يملك شركات المشارطة البحرية ومن يتولى شراء قطع غيار وصيانة المصانع والمعدات ... ومن هو ملعون الحرسي كميل الذي لهف منا 37% من الفوسفات إحتار صديقنا واصف عازر كيف يُعيدها ... فأراح وإستراح.
ما زال هناك البعض في الأردن يفتخر بأن لدينا جهاز مخابرات يعلم ما يدور بين الزوج وزوجته، ولدى هذا الجهاز دوائر وأقسام متخصصة بالطير الطاير. أفلم نسمع بأن هناك دائرة تحقق في النشاطات الإقتصادية وتدقق في تحويل الأموال وغسيلها وهي مؤسسة عامة نسدد نحن دافعي الضرائب مرتباتهم الشهرية ومكافئاتهم السنوية ورفاهيتهم من سيارات ومأكولات بحرية للأفراد والضباط وفلل وشقق وأراضي شبه مجانية. ألا يحق للمواطن الأردني منتوف الريش أن يسأل القائمين على هذه الأجهزة عما يدور في عالم الشركات المساهمة العامة التي لنا فيها نصيب. ألم يخطر ببال البعض منهم بأن الأردني منتوف الريش في عيمة وملّوح وحمرا حمد فقراء إلى الله يأملون أن يَعود عليهم فوسفاتهم وبوتاسهم وصحرائهم ببعض مما يشتهون.
هل يتحمل هؤلاء الموظفين العامون عبء المسؤولية العظمى الملقاة على عاتقهم ويخبرونا كم (و.ك) ما زال على رأس عمله أثناء قرائتهم لهذه السطور وتدوين الإشارات في سجل كاتبيها على أساس أنهم الخطر الأكبر المُحدق بالوطن.... عن أي وطن تتحدثون وأنتم تلاحقون الحراكيين بالدهاء والفطنة والأموال التي كنا نود أن ترصدوا مثلها لملاحقة الفاسدين الحقيقيين المحمولة صورهم فوق هامات الحراكيين إن كنتم لا تسمعون، والمنادين بأسمائهم من حناجرهم الإصلاحية إن كنتم لا تبصرون.
لقد أثبتم لنا بأنكم قادرين على مكافحة الفساد، إن أردتم إلى ذلك سبيلا، وقد سجّلت ذاكرة منتوفي الريش لكم ذلك حين أودعتم بعض الطواويس في السجن أثناء الحملات الإنتخابية وقبلها، ولكنا نريد المزيد لكي ننعم نحن وأياكم أنتم حماة الديار وسياج الوطن بالأمن والأمآن الحقيقي وحتى تُكفّ أيديهم التي ما زالت تلعب وبدهاء وحنكة أكثر بعد أن قضّت مجاجعهم صيحاتنا.
نحن وإياكم شُركاء في ربوع الوطن، فقد عِشنا سوية صيفه الملتهب في الخمسينات وخريفه الأصفر في السبعينات وشتاءه البارد في التسعينات وها نحن في إنتظار ربيعه ... حتى ينبت لنا ريش.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات