بيت راس العزيزة,
تعشقين أنت البيان في المكان وفي الزمان,
تتيهين دوما بكروم العنب, وبساتين الرمان.
وتعلين فوق التلال,
علو قوس المطر...
أم المغارات والأسرار أنت...
وصاحبة الأناقة في لقاك وفي لقيآك.
تضاريسك لا تتوه ولا تغيب...
وصخورك صلبة حول الكهوف,
من السرداب إلى مغارة الأعمدة في حاكورة أبي,
ذات السناسل الخصيبة.
وقبل حلول الربيع أسجل اعترفي لأقول:
يتيه العشق فيك لأنني
درجت طفولتي على البيدر,
داخل من بوابات الشمس, وطاقة الوصل
في حواف الأزقة الترابية العتيقة....
أمشى على مسطحات الفسيفساء,
أتدلى من سقوف القناطر.
بعقود أجدادي ولدت فيك وأخواني..
على كتف المدرج الروماني, في الحاكورة العتيقة,
على الحد الشمالي لجذور أشجار الرمان بالسفح المعتق بالرطوبة.
حيث الهوى العذري يهب من الشمال, يتلاقى مع نسائم نبت عطرك الفواح من الجهات الأربع,
وروائح الزعتر البري, تتهادى مع خيوط الشمس لواقح نسيمك العليل
على البلدات.
بيت راس...
أحييك وأنت أول من تعدين النجوم وترقبين من الشمال دارة القمر.
بيت راس يا حديقة الزمان والعنب,
يا بركة النبيذ حصرا للملك الظليل,
وملوك الشعر,
وشعراء المعلقات والخلفاء والقياصرة.
بيت راس يا وجع الوليد,
ومأوى قتيلة حبة الرمان وأتراب الفصيلة.
بيت راس...
يا دير القديسة هيلانة ودار أبي وسهول أجدادي,
يذكرك الفؤاد كما الصبا والصبابة والشباب...