اكتئاب أردني


يُقال أن الاردنيون يتميزون بالكشره وهي علامه فارقه تكاد تُذكر في جواز السفر لكن ما سبب هذه الكشره فلربما ذلك يعود لعشرات السنين من المعاناة وضنك العيش وضيق ذات اليد والفقر وما رافق ذلك من استبعاد وأهمال الدوله للمواطن طوال تلك السنين, حتى اضحينا محط تندر من قبل الآخرين... 
كيف لا ومناهجنا مليئه بالحشو وما لا يدعو للتفكر او التفكير الايجابي بعيداً عن اساليب الابداع ليقضي الأهل جل وقتهم في حشو تلك المعلومات في رؤوس ابناءهم ليذهبوا الى الامتحان ويعودوا بالعلامه التي بالتأكيد لاترضي, مما يرفع منسوب النكد العائلي ولا يخلو الأمر من الوعيد او لربما العنف من قبل رب الأسره على كل من يمشي على قدمين, ينتقل ذلك الى الشارع والعراك مع من يرد السلام عليه ,,فسائق التاكسي او الحافله على عدم التزامه بالتوقف في المكان المحدد, فالمراسل على تأخره باحضار فنجان القهوه فرئيس القسم على تأخره, فالمدير على التقرير السنوي...
كيف لا والراتب يتأخر والفواتير تأتي قبل الوقت واقساط المدارس والجامعات على أول الشهر وصاحب الشقه يقابله عند ذهابه للعمل وحال عودته, والدكنجي يرفض ايدانته حتى لو كيس من الشيبس للصغير عُقله,,والأوسط يطلب دفتر للرسم والوان مائيه وورق ألوان,,والصغيره معجون ,, والزوجه تشتكي صابون الغسيل فقد نضب والهايبكس وليف الجلي والجيران لديهم طالب توجيهي يشتكون صراخهم الذي لا ينتهي مع طلوع الفجر...
كيف لا وهو يرى ويسمع ان هنالك من دفع ثمن الصوت الواحد في الانتخابات الثلاثماية دينار وهنالك ممن فازوا يدفع ثلاثين الف دينار للصوت تحت القبه للوصول الى رئاسة المجلس,, وأن اقساط بعض المدارس الخاصه في عمان السنويه لطفل بثمن شقه, وأن هناك من يمتلكون في دابوق برك سباحه تملأ بالحليب لا بالماء وهو ينتظر دور الماء لا الاسبوعي بل الشهري ليستحم واولاده ان لم يتيمموا..
كيف لا واذا ما اشرقت الدنيا بوجهه واشترى كيا سيفيا واحد وهو يعتقد انه امتلك الدنيا لا يستطيع ان يملأ التنك او ان يغير عجلاتها وعند الترخيص يفاجأ بمخالفات مروريه لا يذكرها,,واذا فُرجت يعد ابناءه برحله للاغوار عند الراتب سرعان ما تنتهي بطوشه مع الابناء لرفضه احضار الببسي او كُره,,كيف لا وآلام الحصوه لم تنتهي بعد برغم الاعفاء والمعالجه بالمجان والانتظار اسابيع لاجراء صوره شعاعيه او تحليل بول,,كيف لا واليوم عيد الأم وغداً عيد الحب وبعد غد عيد العمال وجميعها تستوجب شراء ولو ورده وهو لا يملك في جيبه ثمن ثوب جديد لوالدته او شماغ لوالده او كيلو حلو لابناءه...
هنالك الكثير الكثير ما يجعل سنحة كل واحد فينا كشره بكشره واكتئاب وفصام الى آخر الامراض النفسيه التي منها نعاني وسيعاني منها الابناء والاحفاد حتى اضحت متلازمه يتصف بها الاردني... ارجو من وزراء الصحه المتعاقبين على الكرسي ان يضيفوا لمائنا ادوية مضاده للإكتئاب ولملحنا اليود ولمعاجين اسنانا الفلورايد ولخبزنا فيتامين د ولحليب اطفالنا ايضاً... قد ندخل بكشرتنا كتاب غينتس اضافه الى اكبر حبة فلافل وأوسع منسف اردني.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات