الكشف عن انجاز علمي لاكتشاف الخريطة الوراثية العربية


جراسا -

خاص- البروفيسور إحسان المحاسنه - مختبر التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية -جامعة آل البيت - يعكف الفريق البحثي  المعني بالبحث بوضع اللمسات الأخيرة للكشف عن  انجاز علمي يتعلق باكتشاف الخريطة الوراثية العربية من حيث الأنماط والمجاميع والجينات الخاصة بالعرب القحطانية والعدنانية وكذلك تحديد الخط النبوي الشريف. وتأتي هذه الدراسة ضمن إطار رد الطعن السياسي والديني في حملات الإساءة للرسول محمد صلى الله علية وسلم وآل بيته الأطهار ولتنزيه نسبه الشريف عن أي افتراءات من خلال مقابلة الحجة بالحجة حسب المنهج القرآني في المقامات الحوارية.    وتتضمن الدراسة  قراءة مقاطع جينية محددة على عينات للدم جمعت من مختلف ارجاء البلاد العربية،  أدت لتحديد الأنماط والمجاميع الجينة العربية لكل من العرب القحطانية والعدنانية والتي سيتم الإعلان عنها قريبا جدا بعون الله تعالى.

  لما كان العرب هم مادة الإسلام الأولى وحملة رسالته في قوله تعالى:  

 ((وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ(الأنعام 124)،

 وقد خصهم الله تعالى بالأرض المباركة (كما جاء في القرآن في عدة مواضع) وخصهم بان جعل ذرية النبوة فيهم،  فقد اثأر ذلك الشعوب الأخرى من غير العرب مما أدى إلى نشؤ حركه مناهضه للحضارة العربية الإسلامية منذ بداية القرن الثاني الهجري عرفت بالشعوبية (كما وصفها المؤرخ العربي عبد العزيز الدوري في كتابه التكوين التاريخي للأمة العربية ص 52).   وقد اتخذت هذه الحركة إشكالا مختلفة تراوحت ما بين الثقافية والسياسية والعنصرية وذلك من خلال الحركة الأستشراقية وما حملته من مذكرات ومؤلفات وكتب وندوات ودعوات للمستشرقين عبر الفترات الزمنية المتعاقبة إلى إن وصلت دعوات في القرن الماضي لوضع العرب تحت القره في ترتيب السلالات البشرية.  

         وقد تولد عن بث هذه الروح العدائية تجاه  العرب ما نسميه من هنا  بظاهرة كراهية الغرب  للعرب،  وخاصة خلال السنوات الأخيرة والتي بلغت فيها الحملات الإعلامية والدعوات المتكررة للإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم  بل والتشكيك في القرآن الكريم ومحاولة النيل منه في مختلف وسائل الأعلام الغربي وحتى في الفضاءات الأكاديمية الغربية.     وقد تمكن هؤلاء من وضع الأمة العربية في مربع التشتت وإحداث حالة من الارتباك في هويتها وهي تكاد أن تفقد بوصلتها  حيث دخلت  البيت  العربي مسميات جديدة كبدائل  عن مصطلح الأمة والأرض العربية مثل الشرق الأوسط الجديد ويشمل الخليج العربي وبلاد الشام وتركيا وإيران وأفغانستان حسب الأطلس الدولي الحديث، وكذلك مصطلحات الفرعنة والكردنه والبرابرة والأشوريين وغير ذلك من أسباب اختزال جسد الأمة واندثارها.

   وقد دفع ذلك بعض المؤرخين والمستشرقين لتأليف كتب ونشر بحوث خاصة بتاريخ العرب ومضمونها رسالتها:

(( أن  العرب في الواقع ليسو أمة وأن مفهوم الأمة العربية لم يكن موجودا قبل الحرب العالمية الأولى وفي الواقع ما هم إلا بقايا حروب المنطقة من البيزنطية والرومان والتتار والحروب الصليبية والأتراك والاستعمار الأوروبي الحديث، وانه لاعلاقة  بين  الإنسان والأرض العربية)).   

 ألأمر الذي أدى إلى ظهور مفاهيم صراع الحضارات والى شن الحروب العسكرية والاعلاميه والثقافية على الأمة العربية كما في العراق وفلسطين ولبنان والسودان.    كما أدى هذى الهذيان المتنامي الى توصيف العربي بالارهابي واستهدافه  حيثما وجد من خلال المراقبة الأمنية وتوجيه الاتهام له.    الأمر الذي وضع ألأمة العربية في مربع الارتباك ما بين ألاستمرار أو الاندثار و أجاز السؤال: هل حقا أن العرب أمة مستمر أم بقايا حروب كما يزعم المؤرخون ؟

      لقد شرف العرب في أن أختار الله تعالى لغتهم للقرآن الكريم وهي لغة اللوح المحفوظ عند الله عز وجل وأختار فيهم ذرية النبوة وجعل فيهم رسالاته وقد تحدث القرآن عن قبائلهم وعشائرهم وأختار منهم قريشا وأختار منها بنو هاشم الأبرار وأختار منهم  آل البيت ألأطهار وأختار منهم خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم فهو خيار من خيار.   ويعد القرآن الكريم المصدر السماوي والتاريخي الوحيد الذي يخبرنا عن خلق الإنسان وسلالته وذريته عبر الأزمان المختلفة ومصدرا لعلم الأنساب وما له من أهميه في التركيبة الاجتماعية والعلاقات بين درجات الصلة وما يترتب عليها من حقوق وواجبات في الميراث والأنفاق والتعامل اليومي والجماعي على مستوى الأمة.  كما وتحدث ألقرآن عن أسس علم الأنساب وانتقالها في الذرية من الإباء إلى الأبناء إلى الأحفاد وفرق بين النسب والصهر والموالي والعشائر والقبائل.   من هنا فقد تميز العرب عن غيرهم بحفظ أنسابهم وتوارثها عبر الأجيال والدفاع عنها فقد كانت وما تزال مصدر فخارهم بين الأمم،  فقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب).

     وعندما ننظر إلى خريطة  البلاد العربية نرى أن الله عز وجل قد قدر لها أن تكون محاطة بالحواجز المائية المانعة للتدفقات الجينية مما أدى لحفظ المخزون الجيني العربي بحيث  يستمر بالتنسيل ضمن مفهوم العلاقة المتلازمة والمتزامنة  بين الأرض والإنسان.   ولعل طبيعة حياة الإنسان العربي في البوادي والأرياف العربية قد أفرز العديد من المفاهيم الاجتماعية التي تجاوزت في بعضها الأسس ألقرآنية في علم الأنساب منها التحالف وألأئتلاف بين القبائل وألأنخزاع أو الخروج منها بسبب الحروب والهجرات والقحط والدخول بالنسب عن طريق المصاهرة وغير ذلك مما أدى إلى تداخل الأنساب وضياع الكثير منها ودخولها ببعض وهذا ما حرمه الإسلام إذ أمر بعدم تغيير النسب أو إنكاره.

       من اجل هذا كله  جاء هذا البحث ليجيب على هذه ألأسئلة العلمية التاريخية السياسية الاجتماعية من اجل مقابلة الحجة بالحجة كما فعل سيدنا إبراهيم في حواره مع النمرود. وللحديث بقية بعون الله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات