بجميع الحالات غير نزيهة


من ضمن قوانين الحياة التي وضعه الله لنا (الفوز والخساره) فيوجد فوز وخساره في الآخرة إما الجنة أو النار ، قانون جميل وضعه الله تعالى لنا لنجتهد ونعمل فإن لم يكن هذا القانون موجود فإننا لن نجد من يدعو ويقيم صلاته ويلتزم بما أمره الله ورسولنا بفعله ، ستكون هذه الحياة بلا طعم ولا قيمة للجميع ، وهذا القانون يشمل تنفيذه بالأردن ولم توضع قوانين إلاهية خاصة بالأردن ، فالفوز والخسارة شيء طبيعي أن يحدث لنا ولا نستطيع منع هذا القانون الذي وضع لنشعر بلذت الإنتصار والشعور بالسعاده بعد الجهدِ والتعب الذي أثمر عنه النجاح والخسارة أيضاً لها ميزتُها التي تجعلنا نعالج الأخطاء السابقة التي أدت بنا للخساره والعمل على إعادة الحسابات وتصحيح تلك الأخطاء .

يشهد الأردن حالياً موجة شرسة من الغضب بسبب خسارة بعض المرشحين ، فهنا أتعجب لو خسره الفائز وفاز الخاسر سيخرج أنصار الأخر وتبدأ الأعمال الجنونية ، سأعطي مثال عن هذا التفكير السلبي لدى البعض ، يوم أمس كنتُ جالس مع أصدقاء لي ننتظر صدور النتائج الإنتخابية فكانت النتائج الأولية تشير لفوز المرشح في إحد دوائر المحافظات الذي صوت له أصدقائي وبعدها بساعة تغيرة هذه النتائج لتشير إلى تصدر المنافس الأقوى له وعند سماع هذا الخبر أول كلمة دخلت في أُذني (صار في تزوير صار في تلاعب بالنتائج) لم أنطق بحرف وصمت للمتابعة بدقة ، بعدها تم إعلان فوز المرشح الذي إنتخبه أصدقائي وبدء الفرح والرقص وغادرة قصة التزوير ، هنا أتت لي نظرة تأمل بهم لو أنه لم ينجح لقلنا تزوير وتلاعب والآن نرقص ونؤكد نزاهتها والغريب أن انصار المنافس الأخر أيضاً قالو بعد خسارة مرشحهم أنها إنتخابات مزوره وغير نزيها وتم التلاعب بالنتائج وخرجو للشوارع وبدأت المشاجرات ، أي في جميع الحالات الخاسر سوف يشكك ويتهم ويخرج للتخريب ، فهنا أفضل أن يصبح المجلس النيابي معين لعدم حدوث إراقة للدماء وليكن سيء فقطرة دم أردني تساوي الكون كله أو أن نعمل على تحسين ثقافتنا وروح المنافسة .

ما أريد قوله يجب تقبل الفوز والخساره بشكل ديمقراطي وحضاري ، أما بما يخص التزوير هذه الإنتخابات لا أظن أنه تم التزوير بها بشهادة اللجنة المدنية للإشراف على الإنتخابات (راصد) وتأكيدهم بعدم التزوير والتلاعب بها ، لكن إن كان فوز المرشح بطرق غير شرعية كشراء الأصوات فلا يحق لنا الإحتجاج أبداً ولا لوم عليه بصدق ، هل تعرفون لماذا لأنه مرشح الفئة الفاسده والعديمة التي باعت كرامتها وصوتها وللأسف كانت الأغلبية بيننا لذا كان النجاح من نصيبه ، وإن كنت من المشككين لماذا لم تتخذ موقف من البداية كما فعل الكثيرون وقاطعوا الإنتخابات وأحيي موقف شباب الحراك الذي يريد الإصلاح الحقيقي لتقديمه رسالة من نوع خاص بجدية رغبتهم بالإصلاح ، أتمنى أيضاً أن لا يستغل أحد الأطراف هذهِ الحالة من الغضب ويبدء بالتجيش لصالحه لتحقيق أهدافه وأطماعه فهوا ينتظر هذهِ اللحظة من الفوضى والغضب لإستغلالها ، فيجب علينا توخي الحذر من عدم الإنقياد وراء الفئة القليلة التي لا تريد الإصلاح الحقيقي بل تحقيق تلك الأهداف الخارجية .

بقلم : راكان راضي المجالي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات