الأحذية الذكية


جرت العادة أن يقوم الإنسان باستبدال حذائه عندما يهترئ ويصبح غير صالح للسير ولكن ذلك بالنسبة للمسحوقين نوع من أنواع الترف لأن الحذاء من الممكن إصلاحه مرات عديدة إلى أن يصبح غير قابل للإصلاح مطلقاً !! أما بالنسبة للمترفين فيكون لديهم العديد من الأحذية والعديد من الألوان والتفصيلات يلبس كل حذاء حسب بذلته وربطة عنقه وأحياناً حسب لون السيارة التي ينوي ركوبها حيث أنهم يملكون عدة سيارات بعدة ألوان أيضاً ويقومون باستبدال أحذيتهم ليس لأنها غير صالحة أو أصابها العطب بل لأن بريقها أو موديلها قد انتهى لذلك يستبدلونها كي يحافظوا على أناقتهم .
ما يحدث في الأردن اليوم هو أن المسحوقين قد وصلوا إلى قناعة أن أحذيتهم أصبحت غير قابلة للإصلاح !! وكذلك النظام أصبح على قناعة تامة أن أحذيته القديمة قد أصبحت بالية فقرر استبدالها بأحذية جديدة أكثر أناقة وذكاء!!
هذا ما حدث في الأيام الماضية اعتقال لعدد من رموز النظام بعد أن قرر الاستغناء عن خدماتهم لأن رائحتهم قد فاحت حتى أصبحت تزكم الأنوف فما كان منه ألا أن قدم أول وجبة من المطلوبين شعبياً والمتهمين بقضايا فساد وهؤلاء من الصف الثالث في طابور الفساد ومؤسساته وليسوا من رموز الفساد الحقيقيين الذين يديرون مؤسسة الفساد .
الهدف من اعتقالات الأيام الماضية تجميل صورة النظام وإيصال رسالة للأردنيين أن النظام جاد في محاسبة الفاسدين وكل ذلك من اجل رفع نسبة المشاركة في الانتخابات !! لا ننكر أن النظام ذكي ولا ننكر أن هذه الاعتقالات قوبلت بارتياح من قبل المواطنين ولكن ذلك لم يغير واقع الحال ولن يفك تعقيدات المشهد ولم (يحلحل ) حالة الانسداد السياسي التي تعيشها البلاد ولم يعطي حتى الآن قناعة لدى الشارع أن النظام جاد في عملية الإصلاح .
ذكرنا سابقاً أن النظام نجح في معركة التسجيل للانتخابات وسينجح في إجراء الانتخابات ولكن صبيحة اليوم الأول بعد إجراء الانتخابات ستعود البلد إلى المربع الأول وتعود الأزمة السياسية من جديد لذلك على النظام تقديم كل الفاسدين المطلوبين شعبياً (القطط السمان ) والمسؤولين عن ضياع القطاع العام وضياع كافة شركاتنا الوطنية دفعة واحدة ,والاستغناء عن خدماتهم والاقتناع أن سياسة (التنقيط) في مكافحة الفساد لن تجدي وان سياسة تصفية الحسابات بين رموز الفساد الذين اختلفوا على الحصص والنسب لن تجدي المطلوب اجتثاث كل رموز الفساد دفعة واحدة .
وبعد ذلك يمكننا الدخول في حوار وطني شامل يغلق الكثير من الملفات العالقة مثل قانون الانتخاب والإصلاحات الدستورية والنهج الاقتصادي للدولة ومن ثم نحتكم لصناديق الاقتراع أما الآن فكل ما يجري لا يعدو كونه عملية تجميل لعروس شديدة القبح فكلما أجريت لها عملية ازدادت قبحاً !ّ!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات