الانتخابات .. انحطاط سياسي بامتياز


مع قرب " مهزلة " الانتخابات التي ستعصف بالبلاد على مستوى امني واجتماعي لما ستكون عليه النتائج وردود فعل من سيخسر الانتخابات في ظل تسامح وعفو كريم من لدن النظام والأجهزة للذين اباحت لهم الهيئة والقانون أن يتعاملوا رسميا بالمال السياسي بعد مسرحيات هزلية ساذجه تم خلالها اعتقال بعض من تورطوا بالجرائم الانتخابية وخرجوا رافعي الرؤوس دون ملاحقة او توجيه تهم او وقف مسيرتهم ألانتخابية ليواصلوا الجريمة مع بقية من لم يجري التحقق معهم ، فأن ما يجري في ألأردن يحمل عنوانا واحد هو الأنحطاط السياسي !
فمهزلة الهيئة والقانون وجرائم الانتخابات وكل ما ذّروا في عيون المواطن من غبار الدجل والكذب ومسرحيات الاعتقالات لبعض المرشحين وما اشتملت عليه من تعابير النزاهة والشفافية و " الاجراءات المشددة " التي تتخذ بحق المخالفين ، يشير الى أن البلاد تمضي الى انحطاط سياسي عظيم يشوه صورة الوطن والنظام ،انحطاط سياسي سبقه انحطاط اقتصادي دمر البلاد وعانى منه الناس ما عانوا ،ولا زالت مسرحيات الافلاس وانخفاض سعر الدينار ودمار الوطن مستمرة لزيادة الاعباء على المواطنين ودفعهم غدا للتحرك والقول يكفي الى هذا الحد في وجه من لم يبقى لهم كرامة ولا رغيفا يعتاشون به .
بوادر الانحطاط هذا كان في تعديلات دستورية لم ترقى للطموح ، وتعديلات قانون انتخاب لا مثيل له في الوجود ، وبلاد يديرها فاسدون ويلاحق فيها النزيه والوطني وكل غيور على أرضه وهويته وكرامة شعبه ، جولة واحده في ارجاء عمان بين آرمات ويافطات المرشحين تمنحك الصورة كاملة لتعبيرات وملامح ذاك الانحطاط ، قوائم يديرها فاسدون باموال نهبت وسرقت ،ومقاعد دوائر يخوضها اصحاب سوابق جرمية و" اخلاقية " ومن عرضوا البلد للبيع ذات مساء ،وقوائم تديرها قوى غير اردنية وقوائم يديرها اعلاميون وفنانون سابقون باتوا وطنيون في ليلة وضحاها ، بعض اصحاب تلك القوائم لا يحمل شهادة الثانوية ، تجار ومتعهدون وسماسرة وأصحاب أسبقيات لا " أخلاقية " وغالبيتهم من خبرهم الناس في مؤسسات الدولة التي نهبت وسرقت واستغلت لصالح قضاياهم ومشاريعهم ،وهناك من لازالت بصمة العار تلاحقه بكل جريمة ارتكبها لكنه بقدرة النظام خرج بعفو خاص ..
الانحطاط هذا لن يتوقف ، بل سيستمر الى مرحلة ما بعد اعلان نتائج الانتخابات وفوز المرشحين وتقاسم مقاعد القائمة التي قيل أنها وطنية ! وسنرى مجلسا عرمرميا بغالبية فاسدة ومنحطة وكاذبة رأينا بعضا منها في شريط مسجل على مواقع التواصل واليوتيوب ليعرف الناس مستوى الانحطاط والرجالات القادمة للمجلس ، ولن تفعل القلة القليلة التي لا تجد المال الكافي لتغطية حملتها الانتخابية وتعتمد على التبرعات والهبات ومكارم الصحف كي تعلن برامجها وقائمتها مجانا ، لن تفعل شيئا يذكر امام حشد الفاسدين الذين وصلوا بفعل القانون والمال السياسي والكذب وتسامح وعفو النظام الى قبة مجلس لا يعبر عن ارادة شعب ولا طموح اجيال ترى فيه مهزلة تضاف الى مهازل النظام والدولة الاردنية ...
اعظم المكارم التي على النظام تقديمها للشعب هو الغاء ووقف هذه المهزلة ، فكل مكارم النظام لا تساوي مكرمة وقف هذه المهزلة وحماية الوطن من توابع ونتائج كل ما يجري في ظل سخط شعبي ورفض وطني لتلك الانتخابات ، والناس ليست جاهلة لتعلم ان غالبية من يخوضون الانتخابات كانوا لدوافع وإملاءات ودعم ووعود ، فالخاسر الأكبر في هذا الانحطاط هو النظام أولا والشعب ثانيا والدولة الأردنية ثالثا ، فالشعب عايش مجالس ومفاسد واعتاد نماذجها ، لكن ما جرى ويجري في هذه الحملة وهذه المرة سيكون مقدمة انهيار النظام وضعف علاقته مع شعبه .. وسيكون وبالا على الدولة برمتها ، فالشعب والدولة استوعبوا بمرارة مفاسد المجلس السابق ، لكن القادم أسوا وأعظم خطرا وفضيحة مما قد يتخيلة غيور وشريف .
رغم ان نصف الشعب لم يبادر للمشاركة ، وان النصف المشارك لن يساهم بما تعتمد عليه الدولة في المشاركة ، فأن ما يزيد على 60 – 70 % من ابناء الشعب لن يشاركوا بتلك المهزله ، وتلك اشارة على على النظام أن يلتقطها ن وان يتابع تطورات المشهد التي تجري الأن ، وعلى النظام التحرك فورا للحيلولة دون استكمال تلك المهزلة من أجل حفظ ماء وجه الوطن والنظام والحيلولة دون ازمة سياسية واجتماعية قد تفعل الكثير في الوطن ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات