أبو ذر الغفاري في داري


يبدو أنه لا أحد أكرم مني أضيافاً هذا اليوم -العطلة- حيث عطلت الدوائر الرسمية و المؤسسات -المتبقية- أعمالها بمناسبة ذكرى مولد دولة الرئيس . اذ تشرفت بأن حل علي ضيفاً الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه و أرضاه .. يا مرحبا يا مسهلا .. لا أدري ماذا أقول مرحبا بعطوفتك أو معاليك أو دولتك أو صاحب السمو أو صاحب الجلالة أو الشيخ .. لا أدري بما ألقبك يا سيدي ... رد قائلاً: لست سيدك ولا شيء مما ذكر .. أنا أبو ذر .. تدعني أبا ذر.
قلت: صحيح .. أنت الذي قال لك رسول الله صلى الله عليه و سلم: كن أبا ذر .. ثم قال عنك : يرحم الله أبا ذر يمشي وحيداً و يموت وحيداً و يبعث يوم القيامة أُمة. قال : دعك من هذا الان و خبرني كيف أحوالكم؟ .. قلت : أحوالنا؟ ... والله يا سيدي - حال البين حالنا - .. البلد خربانه .. نهبوها و صفينا ع الحديده.. ثم فرضوا علينا قانون انتخاب الصوت الواحد .. بيع و شراء و رشاوي و تزوير و توجيه لبعض الناس باتجاه مرشحي العصابة .. أما امتحان التوجيهي فالأجوبة تصل لأولاد المسؤولين الكبار قبل الامتحان بيوم و لأولاد المسؤولين الصغار قبل الامتحان بساعة .. و البنية التحتية خربانه و بدون صيانة منذ عشرين عاماً لدرجة أنه في الشتوة الماضية فاضت علينا المجاري و اختنقت الأنفاق و حوصر الناس في القرى لمدة 3 أيام لا ماء ولا كهرباء بسبب تراكم الثلج لأن كل محافظة فيها آلية واحدة على الطريق الرئيسي جيئةً و ذهاباً أما القرى فبقيت محاصرة إلى يوم الجمعة حتى جاءت آليات الجيش .. و الحقيقة أن الخراب المزمن أكبر من قدرة آليات الدفاع المدني و الجيش.. قال : فأين الوالي ؟ قلت : تسأل عن الوالي ؟ .. يا حسرتي .. هو احنا في إلنا والي ؟؟ .. والله يا سيدي احنا مالنا والي .. احنا هيك عايشين بعل .. والا قصدك الوالي يعني الحاكم الإداري؟ .. هذا يا هملالي .. الحاكم ماكل شارب نايم .. أنا هنا في مادبا و ذيبان بحياتي ما عمري شفت الحاكم ولو مرة يتفقد حارتنا .. لا قبل الثلجة و لا بعدها .
و سرحت بالصحابي الجليل في شرح للمشكلات و الخراب المزمن الذي يغرق فيه الشعب الأردني و كلي أمل أن لا يسألني عن تحكيم الشريعة .. والفضيحة اذا سأل عن - سيداو- أو عن الكازينو أو إذا سأل عن هنري عزام أو هاكان التركي .. فقلت له : يا سيدي نحن في صدد زيارة مقامك -غرب ذيبان- أنا و شباب الحراك الشعبي لنستلهم من الوقوف بين يدي روحك الطاهرة .. العزيمة التي كنت بها و أنت تثور على والي الشام آنذاك .. عندما مال بنو أمية نحو الدنيا ..و أخذوا يكنزون الذهب و الفضة.
نعم سنزورك .. سنزور مقامك نحن و جهاد الجنادبة .. الذي أظنه من أحفادك .. ألست أنت جندب بن جنادة ؟ .. هنيئاً لبني حميدة و أرضهم التي تضم مقامك يا سيدي.
ضيف الله قبيلات



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات