عندما تعجز الكلمات


لا مفر من السكوت,,فالتيهُ ضالتنا ونحن نراوح ذات المكان,, نعدُ اصابعنا ونكرر الفعل فلعلنا نسينا ما بينها,, تقف الكلمات حيرى في حناجرنا,, نهتف نُعلي الصوت ,تكاد تتفجر احبالنا الصوتيه, فلربما هي مربوطه او تقطعت بفعل الفعل..مسكينٌ ذاك الانسان في داخلنا,, ومسكينةٌ ذات الروح بين جنباتنا,,فالأول مظلومٌ وعلى اعواد مشانق الرذيلةُ مصلوب,, والثانية وجعى تنتظر ملك الموت الذي وكّل بها..آه على زمنٍ اضعنا فيه البوصله,, وبعنا الفضيله ببضع دريهمات الرذيله,,نتحسس شال الكرامة فقد ذهب,, نضع ايدينا فوق ايدينا ,تتنافر اصابعنا ففي اليد الأولى تشهد ان لا اله الا الله وفي الثانيه تعد دراهم الفانيةُ سُحتاً..تباً لذات الذات وتباً للوسيله..
اغيثينا يا فانيه ببضع كلمات,,رددي على مسامعنا ان لن يغادرك غنيٌ بمال , ولا فقير بدون كفن..قولي للفجار ان مالك لن يغنيك عن السؤال,,قولي للتائب ان تيه الدنيا اذا ما زال,, فالرب أكرم وأرحم..وكرم الرب دائم لا الى زوال.
آهٍ على بضع كلماتٍ سقطت ذات يوم في ترحال, وآه أخرى على من وضع الكف على القرآن كاذباً يحلف لبضع دراهم يدرأ بها البرد أطفاله او كسر خبزٍ, وآهٍ ثالثه ترددها النفس اذا ما اغرورقت عيني يتيم اذا ما مدّ الكفّ طلباً او للسؤال..أين ولاة الأمر وقد تعثر على الطرقات ألاف البغال وابن الخطاب يُقسم والله لو تعثرت بغله بأرض العراق لسُئل عنها عُمر لماذا لم تسوي لها الطريق..ونحن نتعثر الاف المرات ونحن نجترّ الكلمات.
هي الفانيه اما ان تكون فاجره وإما ان تكون عفيفه كما لسان الاتقياء,,على فرشٍ نحن نيام وعلى اعتاب ماضينا التليد حيث القيان,,نغرق في تيه التيه ومنا منْ لا يجد غطاء سرير,,نبذخُ وفي وقتٍ غير مبرر, ونمسك ايدينا حين يجبُ ان نجود.. منا براء الدينُ ومنا شياطين الأنس تراودنا عن فاتحة الكتاب والكرسي لا آية الكرسي..
مجدوه يقف قرب حاويةٌ انهكتها الأيدي العابثه, وتحت ظل يافطةٍ ملأى بالوعود وزمن الحُلم والعسل المسكوب على اعتابنا يغفو,,يرى في المنام ان كبير القوم يدعوه الى مأدبةٍ تزخر بكل لذيذ, وأن القيان كما الغانيات باثواب ليس لها أكمام,,يتحوطون بركٍ ملأى بالحليب,,هُيءّ له انه في الزمن الآخر ولكن استوقفته كلمات شيخ المسجد والدعاة ان لا حرام هناك,,وكزته عصا الزبال ان انهض نريد افراغ الحاويه,,تحامل على نفسه وحمل اشياءه ورحل..ترك حُلمه فلربما يعبث به آخر.
معصوب العينين رحل



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات