الاردنيون الحمر


دعوت نفسي لإجتماع تشاوري مع نفسي لمناقشة أوضاعي الداخلية في ظل الحراك الدولي والحكومي والشعبي. وبعد التأكد من توفر النِصاب القانوني للإجتماع تداولنا أنا ونفسي في الوضع الراهن وآفاق المستقبل للمنطقة وأثرها علينا وتوصلنا إلى الإستنتاجات التالية:

1. تقوم إسرائيل منذ مُدة بإزالة الألغام من المنطقة الحدودية مع الأردن بما يُشير إلى إحتمالين، الأول هو إجتياح الأردن برياً (وهذا مُستبعد) لأننا نرتبط معها بمعاهدة سلام، والثاني هو التمهيد لفتح الحدود شمال البحر الميت مع الأردن (وهذا غير مستبعد) وستقوم أفعى الجدار التي زاد طولها من 48 إلى 67 وحدة قياس بحماية أرض الميعاد.

2. نجحت السُلطة الفلسطينية بالحصول على صِفة دولة مُراقب لفلسطين وهذا يعني أحد أمرين، الأول أنها على الطريق لتحرير كامل التراب الفلسطيني (وهذا مستبعد) والأمر الثاني هو رغبتها بالإتحاد الكونفدرالي مع الأردن (وهذا غير مستبعد) فالأرضية مُمهدة والقبول حاصل عند غالبية الشعب الفلسطيني للخلاص من الفرقة والتشرذم.

3. لوحظ أن الكثير من المرشحين للإنتخابات النيابية الأردنية يلوحون بالعلمين الفلسطيني والأردني وكذلك وبالكوفيتين الحمراء والسوداء المبرقعة بالأبيض وهذا يعني أحد أمرين، الأول الُحب الزائد للألوان الأحمر والأسود والأبيض (وهذا مُستبعد) والثاني لتنشيط ذاكرتنا بأننا شعبين أردني وفلسطيني (وهذا غير مستبعد) تجمعهم المُواطنة.

4. تم إستحداث دائرة للنازحين السوريين في الأردن وهذا يعني أحد أمرين، الأول الرغبة بمنح المدير العام الجديد المرتبط بوزيري الداخلية والتخطيط سيارة مرسيدس 500 أخ تفو (وهذا مستبعد في ظل الضائقة المالية وعيون الناس مفّتحة) والثاني لإطالة إقامة النازحين في الأردن (وهذا غير مستبعد) بعد البدء بصرف بطاقات أحوال مدنية مؤقتة وقرب الإنتهاء من مخيم مريجيب الفهود شرق الزرقاء من فئة الخمسة نجوم.

5. تشير البوادر الأولى للبرلمان القادم بأنه سيضم دزينة مُعارضة حقيقية (وهذا مستبعد) أو أن البرلمان سيكون مطاوع (وهذا غير مستبعد) في ظل المال السياسي بما يضمن موافقة ممثلي الشعب المُنتخبين بنزاهة شديدة جداً على الكونفدرالية الأردنية- الفلسطينية بوجود الأرضية المُمهدة شعبياً وغياب الألغام والأزلام.

6. تشير الأرقام بأن هناك خللاً ديمغرافيا (سكانيا) سيحدث بعد تنفيذ الخطوات السابقة ولهذا أثرين، الأول هو إيجابي لأننا في النهاية مضيافين وهذه خطوة لتحقيق الوحدة العربية على الأرض الأردنية، والثاني أن هذا الإختلال مقصود حتى تزول الميزة التنافسية الأردنية.

وخلال الإجتماع التشاوري بين نفسي ونفسي سمعت صوتاً ثالثاً قادم من الطفولة يصرخ ويقول: أنا هنا هل نسيتم أحلامي بملابس أفضل، وأرتفع صوت رابع يطالب بتعليم ومواصلات أفضل، وصَرخ خامس مُطالباً بوظيفة، وسادس باحثاً عن حضن زوجة وسابعاً مُطالباً بشقة وثامناً بتأمين صحي وتاسعاً ثورجي يذكرنا بفلسطين التاريخية ... ودبت الفوضى بالإجتماع فصاحت نفسي بنفسي:

كفى تذمراً أيها الأنات ... الا تستطيعون الإنتظار، فات الكثير ولم يبقى إلا القليل وستعيشون الوحدة والتنوع في ظل الكونفدرالية، فنهضت أنا الأردني الأحمر معلناً الإنسحاب من الإجتماع ليفقد النصاب لكي لا أكون مُحللاً لضياع ما تبقى من الأردنيين الحُمر في بلدي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات