بكل صراحة , سواء أن هناك معلومات معينة وصلت بطريقة أو بأخرى إلى جلالة الملك , حول تدخل جهاز المخابرات في الانتخابات , أو لم تصل مثل هذه المعلومات , ففي كلتا الحالتين فقد أصاب جلالة الملك الهدف , لا بل أصاب ابعد من الهدف المطلوب , وأن الهدف الذي أراده جلالة الملك بالضبط , هو عدم التدخل السالب سواء كان من جهاز المخابرات أو ما دون ذلك من أجهزة , حيث أن تدخل مثل هذه الأجهزة سواء كان ذلك التدخل مباشراً أم غير مباشر , سيلغي النزاهة و(الشفافية) التي سنرى من خلالها كل إجراءات ومجريات سير عملية الانتخابات .
علينا جميعا كأردنيين وبعد هذه اللغة الواضحة , لغة (الأوامر الصارمة) التي صدرت , أن نلغي جميع الاتهامات , وجميع التبريرات وجميع التفسيرات والتحليلات التي من شأنها التشويش والتضليل في نتائج الانتخابات لاحقا , وأن الأوامر الصارمة في هذا المجال ستقضي دون ادني شك على الأخطاء التي وقعت خلال الانتخابات السابقة .
اعتقد انه سيكون لهذه الأوامر الصارمة , ملحقات صارمة أيضا , من خلال آليات معينة لرصد التدخل السالب , سواء كان ذلك التدخل مباشراً أم غير مباشر من قبل جميع الأجهزة غير المعنية بإجراءات وسير عمليات الانتخاب , وهنا أؤكد حقيقة مفادها أن جلالة الملك هذه المرة , أكد على وضع كل الإجراءات من شأنها إنجاح هذه الانتخابات , وإزالة واستبعاد كل الإجراءات من شأنها إفشال هذه الانتخابات .
نعم إن نهوض وتطور هذا الوطن , يتطلب منا جميعا العمل الجاد , من خلال دعم الحوار الديمقراطي , ودعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أشار إليها جلالة الملك , في أكثر من موقف وفي أكثر من لقاء , وهنا نقول بصراحة لن يتم ذلك , بأجواء من (الشكوك) الناتجة عن التدخلات السالبة من البعض , في كثير من الشؤون الوطنية .
أن (مبدأ) عدم التدخل السلب الذي أمر به جلالة الملك لبعض أجهزة الدولة , في قضايا الانتخابات أو ما شابه ذلك فيما بعد , يجب أن يكون واضحا للجميع وماذا يعني بالضبط , وما هو المقصود , وما هي الآثار المترتبة عليه , سواء كان ذلك التدخل مباشراً أم غير مباشر , هذا المبدأ علينا أن نؤسس له كثقافة عامة , في جميع مناحي الحياة التي نعيشها , آخذين بعين الاعتبار, الواجبات والمهام والأوصاف الوظيفية التي تقتضيها طبيعة العمل , آملين من جلالة الملك , المزيد من الأوامر من هذا النوع , التي من شأنها , تحقيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص , لجميع أبناء هذا الوطن , وهذا ليس بجديد على آل هاشم أبا عن جد .