لابد أن نعلم بأن الأطفال في المراحل الأولى من أعمارهم لايدركون حقيقة الموت أو مفهومه حيث تختلف تلك الحقيقه من طفل لآخر.فالطفل يواجه تساؤلات كثيرة عند موت احد الأشخاص حوله أو حتى أي كائن حي مثل قط أو عصفور ...الخ ،لذا تشير الدراسات الغربيه في هذا الموضوع أن تفكير الطفل في سن ماقبل المدرسه يتمحور حول استكشاف الذات وديمومة الماده .حيث ينشأ الصراع الذي من خلاله تتكون فكرة رفض الموت أثناء تلك المرحله ،وعدم معرفة قانون السببيه وربما تكون فكرة الموت بالنسبه له مرتبطه بسلوك ينعكس على أفعاله . فالطفل في سن 4 إلى 7 سنوات حسب الاختبارات التي أجراها باحثون تشير إلى أن الموت بالنسبه لهم هو قتل..سم...نهايه سيئه مرتبطه بالمرض وليس توقف الوظائف . ولم يكتمل المفهوم العالمي لفكرة الموت لدى الأطفال إلا حديثا من خلال زيادة الوعي و دور الاسره والمدرسه في توصيل هذه الفكره لعقول الأطفال. ومن جهه أخرى هناك اختلاف في العوامل النفسيه والبيئيه التي يكون لها دور بارز في إدراك ماهية الموت ،فعلى سبيل المثال الطفل الذي يولد في بلاد تعاني الحروب والقتل ليس كالطفل الذي يولد في بلاد آمنه لايوجد بها قتل ودمار؟ 

وبشكل عام يجب علينا أن نصارح أطفالنا ونصور لهم الموت بأنه كأي حاله أخرى طبيعيه دون تشويه أو تعقيد وانه تماما كالولاده وتتوقف من خلاله استمرارية الحياه وان لكل بدايه نهايه، وان نحزن ونفرح دون ان نكتم مشاعرنا وعواطفنا فالكبت عندما يتعلق بالطفل يكون ضرره اكبر من كبت الإنسان البالغ،لذلك انصح بأن يكون هناك حوار بيننا وبين أطفالنا من وقت لآخر .