على امتداد مساحة الوطن كثرت المقرات , التي يُحكى فيها ما يُحكى , ويجتمع فيها من يجتمع , ويخطب فيها من يعرف الخطابة ومن لا يعرف , وتتدلى فيها قطوف الشعارات فوق الرؤوس , وينساب تحت الاقدام ينابيع الكذب , ويُسكب فيها القطر على جروح اصحاب الحاجات من فقراء البلد سواء جياع المناصب او جياع المناسف .
واطلاق كلمة ( مقّر ) على مكان التقاء هؤلاء مع اولئك , غير صحيح , اعلم ان ( المقر ) هو المكان الدائم والثابت , لشخص ما او شيء ما , اما انك تقول مقر وبعد اقل من شهر لن تجد به احد ( سواء المعازيب او الضيوف ) فعن اي مقر نتحدث ؟؟؟!
والاولى ان يقال ممر المرشح وممر الناخب , فبالنسبة للمرشح يمر من هنا الى اهدافه الخاصة وأحلامه بلبس الجبة تحت القبة البرلمانية , ومروره هذا قد يوصله الى ممرات اخرى تؤدي الى اماكن ( الدلف ) الحكومي فتمتلئ خزاناته على حساب من فتح له الطريق داخل ممرات الانتخاب , كونه يقف عند راس النبع المالي , وقد يوصله الممر الى حيث القسَم الثاني , ويصبح وزير يملك حق الحفر تحت انّات الناس من اجل زيادة مخزونه , ثم تـُفتح له كل الممرات الواسعة والضيقة , ويغدو يمسك بصنابير الحياة معا يفتحها متى شاء .
اما الناخب فأن الممر لا يعني له الكثير , فقد يكون ممراً , لتناول شيء من الحلو الذي غاب هو واولاده عن تناوله منذ العيد الكبير , وقد يكون رغبة بلقاء صديق من ( نفس الجينات ) او انه عاشق لسماع الحروب الكلامية والخطب النارية الساخنة ( كون الجو غائم وماطر) سواء من السماء او من المتسلقين الى العلى .
فأكثر من 1500 مقر ينتشر منها كل روائح المال السياسي , سواء البسيط ( ابو صحن كنافة ) او المركب ( ابو المغلفات المالية البيضاء اخر السهرة ) , كلها تسعى لخدمة المواطن الاردني ( وكلهم ناويين يخدموا المواطن مش معقول ) انا احلف يمين ان الصحيح غير هيك ّ!!
شو اللي بصير بالبلد هذا مرشح دائرة وهذاك مرشح كتله , وبدك تفهمني انهم يتسابقوا من اجل خدمة الوطن والمواطن... لا ياسيدي هم يتسابقوا مع بعض , والسريع ويوصل قبل غيره رح يترك اللي وصلّوه وهيك كل الناخبين يرجعوا الى بيوتهم وغيرهم يقعد بالدفا تحت القبة اما يبرّم على شواربه او تحط مناكير لأصابعها الديمقراطيات ...

فيصل البقور