أخطر سلاح بالعالم


من أشد وأقوى الأسلحة المدمر للشعوب والتي يكون أثرها أخطر وأشد من الأسلحة البيولوجية والكيماوية هو السلاح الفكري أو ما يسمى بـ (الغزو الفكري) ، البلاد العربية تتميز عن باقي دول العالم لما تملكه من ثروات في جوف الأرض ومنها النفط الذي يشكل ثلثي إحتياط العالم ، وتربط البلاد العربية عادات وتقاليد ولغة موحده وقلب مشترك ، في هذهِ المعطيات توسع الجدال الغربي على إبداء أجوبة للسؤال الأهم (كيف نسيطر على الوطن العربي ونغزوه) ، أحد المستشارين قال نغزوه عسكرياً ، رد عليه آخر لن يجدي نفعاً سنزيدهم قوة وإصرار وتماسك ، توسع الجدل ونفذت الحلول ، وظهرت هنا إحدى المستشارين الغربيين وقالت ( لو جمعتم جميع أسلحة العالم لما استطعتم أن تغزو العرب لكن نستطيع أن نغزو العرب بطريقة واحده وهي ((الغزو الفكري)) ) ، تعريف الغزو الفكري (هو مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة ، وهو أخطر من الغزو العسكري ؛ لأن الغزو الفكري يتميز بالسرية وسلوك المسارب الخفية في بادئ الأمر فلا تشعر به الأمة المغزوة ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه ، وتكره ما يريد منها أن تكرهه ، وهو داء عضال يفتك بالأمم ويذهب شخصيتها ويزيل معاني الأصالة والقوة فيها والأمة التي تبتلى به لا تحس بما أصابها ولا تدري عنه ولذلك يصبح علاجها أمرا صعبا وإفهامها سبيل الرشد شيئاً عسيراً( .
استطاع الغرب أن يغزو العرب فكرياً بنواحي كثيرة وأساليب عده ، وكانت نتائج الغزو الفكري (تفكك عربي ، عنصرية داخلية ، عدم الحس بالمسؤولية العروبية ، حروب وعداوات بين العرب ، نزاعات سياسية ، دول تريد السيطرة على دول ، دول فقيرة و دول غنية ، وكثيرة النقاط ... ) ، وأكثر الأمور التي تشق صدري عند رؤيتي ما يسمى بـ (لغة الشات) وكيف بُدلت أحرف القرآن الكريم وأحرف اللغة التي سينطقها العالم يوم القيامة أمام الله عز وجل بأحرف أجنبية ، عندما أشاهد الذي يكتب اللغة العربية بأحرف أجنبية أشعر بالإهانة ، بسيفٍ يقطع عروبتي ...
نجح الغرب بما خططُ له ، وإن التخلص من الغزو الفكري يتطلب الحزم من الأمة الإسلامية ، لأنها تمتلك من القوة الحضارية ما يؤهلها بأن تكون المؤثرة وليس المتأثرة ، يكفي أن نحيي الهوية الإسلامية العربية التي قد واراها الغبار بفعل تراكمات الفكر الغربي ، فهي سبيل للاسترجاع عزة الأمة والتي ستوقد روح المقاومة الفكرية وستفرض التحدي على كل عدوا؛ فقد فعلها الجزائريون ويشهد لهم التاريخ بحسن صنيعهم حين حاول الفرنسيون احتلال الجزائر وتحقيق حلمهم بضمها إلى فرنسا،فقد أبادوا وقتلوا وارتكبوا المذابح ونكلوا بالشعب الجزائري وحاولوا طمس اللغة العربية باستبدالها بالفرنسية ،ولكن الهوية الإسلامية أنقذت الشعب الجزائري؛ فقد فوجئ الاحتلال الفرنسي بالجزائريين يخرجون إلى الشوارع يحملون شعار الجزائر تعود لك يا محمد. فالهوية مصدر قوة وقوامة للأمة العربية فهي تعمل على ملئ الفراغ الروحي وتقوي الروابط الربانية وتجعل من الحضارة العربية عالمية فذة.
ونحن كأمة فرض الله عليها القراءة والنظر في الكون أي التفكر والتدبر الذي يفضي بتحقيق العمارة في الأرض يجب علينا أن لا نتجاهل هذه الفروض الربانية ؛ ولا محالة سبب ذل الأمة وهوانها أمام ثقافة العدو هو التجاهل .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات