شعارات زائلة


يتقطع قلبي عليك ، و يتحسّر على ما يشاهده من سلوكيات تمتد من طولك إلى عرضك لتعمّ في أرجائك ، ولتكتسب العمومية والشّمولية ، ولربّما نصل بها إلى العالميّة !

أكذوبة في أرجوحة ، ولغز في داخل الأحجية التي لعلّها تغدو محلولة ، وفرج بالولائم والصّور المنشورة ، أموال تهدر ، كلمات تنطق ، وكالعادة في كلّ مرّة وعود تطلق وتذاع ، منها ماهو منطقي ، ومنها ما تجاوز حدود الفساد ، ومنها ما وجد في الفضاء غير المرئي حتّى " بالتلسكوب " ولا حتى مسموع ، فبعضها الخيال أقرب منها ، وكثير منها تجاوزات وفساد .

يسعدني رؤية الشّوارع تزدان بالشّعارات الجميلة ، وتمتلئ بالصّور الفخمة الجزيلة ، وبذلك تغيير للروتين الذّي اعتدنا أن نشاهده في كلّ يوم ، ولكن ما يدور في ذهني وباعتقادي أنّه منطقي ، هو سؤالي حول العدد الكبير والكمّ الهائل لصور المرشح الواحد في مسافة لا تتجاوز أمتاراً ، أيعقل ألّا أراه وأنا عند الإشارة أو جسر المشاة وبعد أمتار أستيقظ فجأة من نومي فأبصره بحلّته الجميلة ، وشعاراته التي تواكب التّطور والتقدم ، وتحقق العدل والرّفاه للجميع ، وتعطي المحتاج حقّه ، وتأوي المسكين في بيته ، وتشافي المريض من سقمه وعلله ، وترجع أموال الوطن المنهوبة .

أليس الأجدر أن يحافظ النّائب ، أو عذراً من ينوي أن يكون نائباً للوطن ، على أمواله أوّلا ، ليكون على مقدرة بمراقبة أموال الدّولة ، ووضع التشريعات لها ، أم أنّ أموال الخزينة سيحفظها في عينيه ، وأمواله لا يشترط أن يحفظها بين يديه .

نائب وطن ... الكلّ عنده من الكمال والعفّة ، ويلقي بالوعود تلو الوعود ، حتى أصبح المواطن في حيرة ، فمن الصّادق من الكاذب ، ومن الأمين من المحتال . لا يعني من كان نائبا في الماضي أنّه ليس جديرا باستلام السّلطة من جديد ، وليس بالضّرورة أنّ من نراه لأوّل مرة هو صادق أمين ، فالكرة الآن في ملعب المواطن فقط ، الذي لن تؤثّر به كثرة الصّور في الطّرقات ، وعلوّ سقف الشّعارات ، وجمال السّيارات والبنايات ، ولطافة الملقى والتّرحيب ، وكثرة الولائم والعطايا ، والتوصية عليه لينال التّكريم .

المواطن الأردني في هذه اللحظات وبعد الذي عاناه من مصائب وويلات ، وما رآه من عجز في الموازنة وفساد وسرقات ، قادر على فرز الصّادق من الكاذب ، والأمين من الخائن ، فهو لا يريد من يظهر عليه لأوّل مرة دون معرفة مسبقة ، ولا يريد من كان سابقا ولم يحرّك ساكنا ، وكلّ الذي طالب فيه مزيدا من المنافع الشّخصية والإمتيازات ، المواطن الأردني يريد نائب الوطن ، فلنبحث عن نائب الوطن ، الذي لا ينام منذ الصّغر إلّا وهو في مصلحة الدّولة والحفاظ عليها وعلى مكتسباتها ، نريد من همّه الوطن بأفعاله وليس بكلامه ، فمن هو ... التّاريخ سيجيبنا عن ذلك ... والأيام ستعطينا الدّلائل والحقائق .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات