منصور : ليس لنا علاقة تنظيمية خارج الاردن ونحترم حزب الله ولكن ..


جراسا -

قال الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور ان الحراك لم يتوقف في يوم من الأيام في الأردن وإن ارتفعت وتيرته في المدة الاخيرة وتمت الاستجابة لبعض المطالب, لكنها محدودة جداً وغير مقنعة لشرائح واسعة من الشعب الأردني، ولذلك ما زال الشعب الأردني يعبّر من خلال الشارع عن مواقفه.

واضاف منصور في حوار لصحيفة الرأي الكويتية, على هامش مؤتمر "الاسلاميون في العالم العربي والقضية الفلسطينية في ضوء التغيرات والثورات العربية" في بيروت , ان الحركة الاسلامية ترفع  شعار إصلاح النظام, موضحا ان المقصود من اصلاح النظام هو تغيير بنية مؤسسات النظام بحيث يكون الشعب مصدر السلطات، ينتخب حكومته والسلطة التشريعية بشقيها، وأن تتمّ محاربة الفساد واستعادة الحقوق المهدورة وأن تكون الحكومة ذات ولاية، وأن يكون هناك اصلاح اقتصادي يضعنا على طريق التنمية.

من جانب اخر, قال منصور ان احدا لا ينكر دور "حزب الله" في الصراع مع العدو الصهيوني وان الحركة الاسلامية  تقدر مواقفه تجاه الصراع العربي - الاسرائيلي وتحترمه لكنها تختلف معه في موقفه إزاء ثورة الشعب السوري..

وتابع " صحيح أن النظام السوري وفر دعماً وإسناداً معنوياً ومادياً للحزب لكن حينما تكون معركة النظام مع شعبه الأصل بالنسبة إلى "حزب الله" كحزب عقائدي ومقاوم أن ينحاز إلى ثورة الشعوب".

واكد منصور " ليست لنا علاقة تنظيمية مع أحد خارج الأردن وإنما العلاقة مع حركة "الإخوان" في سورية فكرية ووجدانية, ونحن ندعم كل الحركات الاسلامية وكل الحركات الساعية للتحرر الوطني.

وتاليا الحوار الذي اجرته الصحيفة مع منصور:

• كيف تقارب الأزمة السورية من موقعك كأمين عام لـ «جبهة العمل الاسلامي» في الأردن؟
- نحن جزء من هذه الأمة وكل ما يصيبها يُصيبنا. موقفنا هو إلى جانب الشعب العربي في أي جزء من أجزاء أمتنا، وفي ما يتعلق بالأنظمة العربية موقفنا منها حسب موقفها من قضايا الأمة، وحين يتعرض أي قطر عربي لعدوان خارجي نحن مع القطر العربي، وحين تكون معركة النظام مع شعبه نحن منحازون للشعب لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة، وتالياً نحن مع الشعب السوري حتى نيل حقوقه كاملة من الحرية والكرامة والسيادة وأن يكون صاحب السلطة في بلاده.
• إلى أين تتجّه الأزمة السورية وسط الصراعات الدولية والاقليمية حيالها؟
- سورية مفتوحة الآن على كل الاحتمالات وعلى كل العقلاء أن يتدخلوا لمصلحة إنهاء الصراع بما يستجيب لارادة الشعب السوري.
• كيف تقوم مقاربة «حزب الله» اللبناني للأزمة السورية؟
- لا ينكر أحد دور «حزب الله» في الصراع مع العدو الصهيوني ونحن نقدر مواقفه تجاه الصراع العربي - الاسرائيلي ونحترمه لكننا نختلف معه في موقفه إزاء ثورة الشعب السوري، صحيح أن النظام السوري وفر دعماً وإسناداً معنوياً ومادياً للحزب لكن حينما تكون معركة النظام مع شعبه الأصل بالنسبة إلى «حزب الله» كحزب عقائدي ومقاوم أن ينحاز إلى ثورة الشعوب.
• هل لديكم أي علاقة مع حركة «الإخوان المسلمين» في سورية التي تعتبر من أبرز التيارات السياسية المعارضة للنظام السوري؟
- ليست لنا علاقة تنظيمية مع أحد خارج الأردن وإنما العلاقة مع حركة «الإخوان» في سورية فكرية ووجدانية. ونحن ندعم كل الحركات الاسلامية وكل الحركات الساعية للتحرر الوطني.
• هل تعتقد أن موافقة اسرائيل على «الهدنة» مع حركة «حماس» أدت إلى تحول نوعي لمصلحة حركات المقاومة الفلسطينية؟
- فلسطين كانت السبّاقة في الوطن العربي وكل الذين حققوا انجازات على الاراضي العربية استفادوا من تجربة الشعب الفلسطيني. وقد أثبت هذا التحول النوعي الذي أشرت اليه أن اليد قادرة على مقاومة المخرز، وأن ترد المخرز إلى عين الظالم، وبالتالي فتحت أحداث غزة الأخيرة أمام الفلسطينيين والعرب الباب لكي يصنعوا واقعاً جديداً.
• كيف تقرأ وصول الاسلاميين في بعض دول الربيع العربي إلى الحكم؟
- تعرض الاسلاميون عبر العقود الماضية إلى الاقصاء والتهميش والملاحقة والتشريد خارج بلدانهم، وأثبتوا خلال تلك الفترة أنهم أوفياء لمبادئهم ولشعوبهم، ولذلك اختارتهم الشعوب، وانحازت اليهم، أي أنها انحازت للمشروع الاسلامي والمرشح الاسلامي.
• كيف تفسرون فورة السلفيين في دول الربيع العربي رغم أن الحركات السلفية لم تكن معطى طارئاً بل لديها حضورها التاريخي؟
- الحركات السلفية ترعرعت في ظل إقصاء «الإخوان المسلمين»، ونحن نعتقد أن السلفيين أخواننا وشركاؤنا في الهم الإسلامي والعربي وانخراطهم في العمل السياسي سيؤدي إلى ترشيد المسيرة والارتقاء إلى القواسم المشتركة.
• أين أنتم من تجربة الإسلام السياسي التركي؟
- نحن نبارك النظام الحاكم في تركيا ولكل بلد ظروفه والتجارب لا تستنسخ، ولا مانع لدينا من الافادة من التجارب العالمية والانسانية.
• ألا يحتاج الاسلاميون إلى إجراء مراجعات نقدية في ظل الحراك العربي؟
- العقائد ثابتة إنما الكل يحتاج إلى المراجعة والتقويم وهما شرطان أساسيان للتجديد والاستمرارية والنجاح.
• ما حدود علاقة «جبهة العمل الإسلامي» مع إيران وسط المخاوف من النفوذ الإيراني في المنطقة خصوصاً في دول الخليج؟
- إيران بلد مسلم وجار تجمعنا به روابط دينية وتاريخية وجغرافية، وتالياً لا بد من تنظيم العلاقة بين إيران والدول العربية على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية والتعاون المتكافئ مع المحيط العربي، وليس في إستطاعة أحد أن يُقصي إيران عن موقعها الجغرافي، ولا سبيل سوى التفاهم على قاعدة الندية والاحترام المتبادل والانحياز لقضايا الأمة ومصالح الشعوب.
• ثمة جدل حول الصراع السني - الشيعي في المنطقة، لا سيما بعد التحولات التي شهدها الواقع العراقي بدءاً من العام 2003. من موقعك كيف تقارب الكلام الدائر حول هذا الصراع المذهبي؟
- نحن ندين الصراع المذهبي وندين الصراع الطائفي والعرقي وهذه المكوّنات في الأمة جزء منها عبر قرون عدة، ونحتاج إلى تنظيم العلاقة بين هذه المكونات ومعركتنا مع الذين يحتلون أرضنا ويهددون وجودنا ويستهدفون عقيدتنا.
• بعد الاجراءات الأخيرة التي اتخذها الرئيس المصري محمد مرسي وسمحت له في تعزيز قبضته على الدولة هل ترى أن مصر انتقلت من الديكتاتورية العسكرية إلى الديكتاتورية الدينية؟
- هنالك بعض القوى التي خرجت من مجال التنافس الديموقراطي من دون مكاسب وقد دفعها حسدها ومصالحها الفئوية إلى التشويش على الادارة المصرية الحالية الممثلة برئيس الجمهورية والمجالس المنتخبة. وأعتقد أن الثورة المصرية التي أسقطت النظام السابق ما زالت تواجه مراكز قوى ممسكة في مفاصل الدولة، ولا بد من أن تستكمل الثورة مسارها، وعلى كل مصري سواء أكان قومياً أو يسارياً أو ليبرالياً أو إسلامياً أن ينحاز للثورة والى خيار الشعب.
• ولكن هناك شريحة كبرى من المصريين ضد نهج الرئيس محمد مرسي؟
- ليس هنالك إجماع في العالم على شخص معين ولا على برنامج معين.
• هل بدأ الأردن بالخطوة الأولى في اتجاه دول الربيع العربي بعد توسع حركة الاحتجاج المطلبية ووسط الحديث عن أن الأنظمة الملكية لن تكون في منأى عن الحراك الشعبي؟
- لم يتوقف الحراك في يوم من الأيام في الأردن وإن ارتفعت وتيرته في المدة الاخيرة وتمت الاستجابة لبعض المطالب، لكنها محدودة جداً وغير مقنعة لشرائح واسعة من الشعب الأردني، ولذلك ما زال الشعب الأردني يعبّر من خلال الشارع عن مواقفه.
• هل تتوقع أن تتسع رقعة الاحتجاج في الأردن؟ وما موقف جبهة العمل الإسلامي من هذا الحراك؟
- نحن رفعنا شعار إصلاح النظام، وحين قلنا إصلاح النظام قصدنا تغيير بنية مؤسسات النظام بحيث يكون الشعب مصدر السلطات، ينتخب حكومته والسلطة التشريعية بشقيها، وأن تتمّ محاربة الفساد واستعادة الحقوق المهدورة وأن تكون الحكومة ذات ولاية، وأن يكون هناك اصلاح اقتصادي يضعنا على طريق التنمية.

.............
حصل منصور (حيفا - 1944) على شهادة الماجستير في أصول التربية وعلى شهادات في اللغة العربية والانكليزية، وهو بالإضافة إلى عمله السياسي والدعوي والتربوي يعرف بابتعاده عن الخلافات والتوترات الداخلية، كما أنه قريب من قواعد الحركة الإسلامية وقد اكتسب شعبية لدى مختلف شرائح المجتمع الأردني.

له العديد من المؤلفات منها: «هكذا علمتني دعوة الإخوان المسلمين» و«كلمات ومواقف» و«نظرات في اداء نواب الحركة الإسلامية».

عمل منصور في وزارة التربية والتعليم لـ 24 عاماً في مواقع عدة، وشغل موقع الأمين العام لجبهة العمل الإسلامي بين عامي 2002 - 2006 وأعيد انتخابه العام 2010، كما أنه كان نائباً في مجلس الأمة الأردني خلال الفترة الممتدة بين عامي 1989 و 2011.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات