لماذا غابت بعض الوجوه المصطنعة عن المشهد الانتخابي .. ؟؟!


قد يتساءل البعض ، لماذا غابت بعض الوجوه التقليدية التي تعتبر نفسها من جهابذة العمل السياسي ومن أصحاب النفوذ الجهوي عن الانتخابات المقبلة ؟؟! ممن كانوا محسوبين على الأجهزة الأمنية ويعتبرون أنفسهم من أزلامها ، وهم من اعتادوا خوض الانتخابات البرلمانية بضمانة ودعم مطلق من صناع الفساد آنذاك ، ولم يجرؤوا ليخوضوا مثل هذه المغامرات لولا ثقتهم المصطنعة بالنجاح ، ويقينهم الأكيد بالفوز المزور!!

إن خوف أو رفض البعض ، من خوض الانتخابات المقبلة ، جاء ليثبت وبالوجه القطعي على أن ما كان يجري من انتخابات بأشكالها المختلفة في الماضي كان عبارة عن مهزلة أو مسرحية أعدها البعض من أصحاب النفوذ الأمني من مدراء وضباط مخابرات سابقين ، بالتعاون مع بعض الجهات الرسمية الأخرى ،على أسس منها تبادل المصالح والمنافع المشتركة ، بالرغم من توجيهات الملك للمعنيين بالحياد والنزاهة وعدم التدخل !! للخروج بنتائج حقيقية غير مزورة
ومع الأسف كانت تلك الجهات ، الحاضنة الأهم في تنشئة وتنمية الفساد بأنواعه ، مانحة الحماية والحصانة للفاسدين والمفسدين .... بفتوى مشبوهة ، وكانت سببا رئيسيا في التصعيد وحالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي ، مما زاد من قلة الثقة في أي عمل انتخابي ، وعدم القبول عند عامة الشعب في النهج الإصلاحي المرتقب بحسب الوعود المتكررة للحكومات المتعاقبة التي راوحت مكانها في تنفيذ ما وعدت به من إصلاح وكان ذلك دليلا واضحا أثبتت من خلاله عجزها وعدم مقدرتها على التغير أو تعديل المسار بحسب مقتضيات ومتطلبات المراحل باختلاف أشكالها

إن إعلان الدولة وأجهزتها ، الحياد وتطبيقها معايير النزاهة للانتخابات المقبلة ، في ظل ظروف يشوبها من التأزم والاحتقان الكثير ، ضرورة ملحة جاءت كاستحقاق مرحلي تحتمه التداعيات ، وذلك من اجل تبديد الرهان وتفويت الفرصة أمام البعض من قوى المعارضة التي لم تبدي تفاؤلها أو ارتياحها للقادم ، بدليل ما تبديه من توجيه للمواطنين تحثهم فيه على المقاطعة وعدم المشاركة
ليقين تلك القوى وعلمها الأكيد بأن المرحلة المقبلة ستكون الأصعب على الدولة الأردنية سياسيا واقتصاديا ، لذلك نأت بنفسها خوفا من السقوط في مستنقع الفشل في حال أخفقت كقوى تدعي المعرفة وفي جعبتها الكثير تستطيع من خلاله التغير للأفضل في إدارة المرحلة أو المساهمة في صناعة المستقبل للشعب والدولة الأردنية من خلال التشريع والرقابة والتعاطي أو التعامل مع الظروف بأشكالها المختلفة
وبحسب ما تعتقد بمشاركتها ستفقد مصداقيتها ويكون ذلك سببا قد تخسر بسببه تعاطف البعض أو ستنهي به ما تبقى لها من شعبية أو تأييد

لذلك ومن باب الحرص ، يجب على الجميع المشاركة في استحقاقات المرحلة والعمل على اختيار الكفاءات الحقيقية للنهوض بالوطن والخروج به من حالة الضبابية وعدم الاستقرار ، لحالة من الشراكة الحقيقية التي من خلالها ستتضح الرؤيا لإعادة الأمل للدولة والأجيال القادمة
وتعد المشاركة بوعي ودراية ، نحسن من خلالهما اختيار نواب المستقبل في ظل تحديات وظروف متباينة ، بداية للإصلاح ، باعتبار ذلك انجازا عظيما يسجل لصالح الشعب الأردني الذي يعتبر الرافعة الحقيقية للتغير نحو مستقبل مشرق ، ينشد من خلاله كافة الفرقاء الحفاظ على الوطن بكافة أركانه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات