الزعبي وهيكل وصاحبة الجلالة


مفاتيح الكلمات,

الزعبي: الكاتب الساخر احمد حسن الزعبي

هيكل: الدكتور محمد حسين هيكل, كاتب ورجل سياسة وقانون

صاحبة الجلالة: الصحافة بكل أشكالها.

في رواية منشورة من كتاب صاحبة الجلالة للكاتب الصحفي الكبير "علي أمين" أن الكاتب الدكتور محمد حسين هيكل قد انتقد رئيس وزراء مصر, الزعيم الوطني سعد باشا زغلول, وتعرض في نقده اللاذع صراحة لشخص الزعيم وزوجته أم المصريين وأسرتيهما على صفحات إحدى الصحف. تقدم على إثرها سعد باشا بشكوى للنائب العام بحق الدكتور هيكل والصحيفة بخصوص الإساءة. بدوره قام قضاة مصر بدراسة الدعوى المنظورة أمامهم حسب أصول التقاضي المعهودة لدى المحاكم المصرية, ويوم النطق بالحكم حضر إلى الجلسة كبار قضاة مصر والمدعي رئيس الوزراء سعد زغلول والمشتكي عليه الدكتور هيكل وأعدد غفيرة من الكتاب والصحفيين والساسة والمواطنين ليتم النطق بالحكم" ومضمونه:-

أن رئيس وزراء مصر شخصية عامة يمارس ولايته في الحكم, الأمر الذي يجعل من قراراته ومسلكه وأسرته شأن عام يخص الأمة, ويحق للصحافة تتبع تفاصيل سلوكياتهم ونقدهم, ولا تجني فيما كتبه الكاتب المدعى عليه الدكتور هيكل وما نشرته الصحيفة, وعليه فالقضية تسقط على أن يكلف المشتكي بدفع رسوم الدعوة ! ليصفق الحضور, ويصافح سعد زغلول الدكتور هيكل ويقول له حينها:-

أنه قد أخذ حقه كاملا لنزاهة وعدالة القضاء بين الفر قاء في دولة تعدل بين الكاتب ورئيس وزرائها, رحم الله سعد باشا زغلول ورحم الدكتور هيكل على ما تقدم من مضامين ساهمت في بناء نواة لدولة تطهر نفسها وتطهر قضائها ولشعب محب لمصر نابض بالجهد وفاعل في الحياة.
تشكل القصة المذكورة سابقة قضائية عربية متشابهه لما يدور حول القضية المنظورة أمام القضاء الأردني بخصوص شكوى تقدم بها رئيس الوزراء السابق علي أبو الراغب على الكاتب احمد حسن الزعبي، إثر نشر موقعه الاليكتروني لرسالة من أهالي مدينته الرمثا ترد على تصريحات قاسية أصدرها ضدهم أبو الراغب تتعلق بموضوع استملاك أراض من ارض الرمثا تعود ملكيتها لذوي الكاتب "الساخر أحمد حسن الزعبي" تم في عهد الرئيس أبو الراغب الذي يعتبر أن فيما نشر إساءة له !

وعليه, أنتهز الفرصة لأقول للعزيز "أحمد الزعبي, أبو عبدا لله الكبير"
الحياة لا تتوقف أبداً.. إنما تتجدد دائماً, كل شيء فيها يتغير ويتبدل
البشر يولدون ويموتون ..الأبنية تشيد وتنهار .. الزهور تتفتح وتتبدل
الدول تقوم وتسقط. كل شيء يتغير .. كل شيء يتبدل
إلا معاني بعض الكلمات ..
الحرية تبقى دائماً حرية
الطغيان يبقى دائماً طغيان
العدل يبقى دائماً عدلاً
الظلم يبقى دائما ظلماً.

ويجيء العادلون والطغاة ويذهبون, ويظهر أنصار الحرية وأعوان الاستبداد
ويختفون, وتشرق شمس الديمقراطية وتغيب, ويجثم ظلام حكم الفرد
ثم يطل نهار حكم الأمة, ويعلق الأحرار في المشانق
ويجلس الظالمون في مقاعد السلطان
كل شيء يتغير, يولد ويموت, يكبر ثم يتضاءل .
ولكن الشعب دائماً لا يموت !

ولن تموت ذاكرة شعب صابر طيب وفيه أناس "أمثالك" يكتبون للحياة...

لكتاباتك أيها الكاتب الزعبي حلاوة وعليها طلاوة, مثمر أعلاها مغدق أسفلها. تشكل فينا كقراء, ظاهرة أدبية مستوحاة من حكايات الريف الأردني, وهي مقروءة ومهضومة من مجتمعك. تكتب ما نشعر به كعامة لتخاطب الخاصة, بكل ما يتندر به الناس في جلساتهم ورسائلهم ومكالماتهم. ولقد تمكنت أيها الكاتب الساخر, الأشهر أردنيا أن تكتب نصوصا بديعة من المقالات اليومية وتكتب للعمل المسرحي الكوميدي, كنص المسرحية "الآن فهمتكم وغيرها, لفرقة صديقك الممثل القدير موسى حجازين المسرحية" التي كتبتها في مرحلة راهنة من الربيع العربي, ولتسجل لنا حلقات فيديو "منع في الصين"تطول فيها الهم الأردني و تقارع الفساد الشرس في موطنه. أنه تندر مقلق للمفسدين بطرافة مألوفة وحنكة معهودة, لتحبك فيها تفاصيل معانات الأردنيين لحقبة زمنية تزيد على عقد من الزمان مع الفساد ومع إدارات لبعض حكومات أفقدتنا السكينة وأورثت حالات من الثبور وقلة البركة مع غياب ملحوظ لهدوء بال المجتمع الأردني المحافظ.

وتحية للكاتب العزيز "أحمد حسن الزعبي" على كل ما يكتب لنا ويقول لنا في تسجيلاته وتجلياته من در كلامه اللفظي, بعد أن تحول بجدارة إلى مارشال جنرال في الكتابة الساخرة, يقود مئات الآلاف منا لقراءة مقاله اليومي طوعا وحبا وترويحا فيما يكتب لنا قلمه الساحر الجميل من أوجاع الناس وهمومهم في مرحلة راهنة على أبواب مشهد مزدحم متزحلق من السعي لانتخاب برلماننا السابع عشر في غضون اقل من شهر !

للكاتب العزيز والقارئ والوطن بكل تفاصيله ومفرداته تحية محبة وسلام.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات