شعبنا صابر وبهلولنا داشر!


بعد مسرحية 30 نوفمبر الماضي بإعلان جائزة ترضية هزيلة بعنوان بدولة مراقب"غير عضو" وبطلها الشايب العايب بهلول أبوالمصائب، صفّق العالم لهذا المهرّج ولم نفهم قصة التسحيج لتلك الدولة المزيّفة؟ فهؤلاء ذهبوا إلى الأمم المتحدة ولديهم ميزانية فيها قليل من الفراطة والأغورات، دولة تافهة كمشهد رومانسي بين عشيقة عاجزة عن الإنجاب بسبب بلوغها سن اليأس، وعاشق مرت عليه سنوات عجاف غزى رأسه الشيب وإقترب من الزهايمر بأسنانه المتسوّسة والفاسدة.
قد يعتبرني البعض متأخراً في ردّي، لكني تعمدت ذلك لأقرأ ردود الأفعال من جميع أطياف الشعب الفلسطيني كما فعل كتّاب آخرون، إذ وصفها قسم منهم بالوطنية والمناضلة، في حين دعا قسم آخر عليها بالترمّل وفقدان عشيقها المخبول.
ولابد أن كثيرين لاحظوا غياب رئيس وزراء بهلول المبجّل عن ذلك المشهد، بهدف تسليط وسائل الإعلام عليه وتصويره للرأي العام الفلسطيني والعربي بطلاً عبقرياً. أمّا السبب الحقيقي وراء غيابه عن إجتماع نيويورك الخلافات الطاحنة بين أبوعنتر وكلبه الأمني ماجد فرج، هذا علماً بأنّه في الوقت الذي كان فيه بهلول في نيويورك يضحك ويبتسم لدولته، كان أبوعنتر يرتع في أحضان الملياردير الصهيوني سابان في واشنطن.
ضمن برنامج"مايطلبه بهلول"، تمكّن من "شحادة" أصوات دولته قائلاً: لله يادولة!، في حين أن دولة بهلول لم تخرج إلى حيّز الوجود بعد، السبب في ذلك أن جميعنا يعلم كيف يمنح الأعداء مكافئة نهاية الخدمة لأزلامهم لقاء الخدمات الجليلة التي قدموها لهم، إذ خدم هذا الصبي الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بتفانٍ، وأتقن فن الدّشارة بإمتياز، وكافأته بالدّولة، وتضخيمها بالآلة الإعلامية، كل ذلك تمّ بتخطيط ماسوني رفيع، والدليل تصريحاته مؤخراً مثل إسقاطه حق العودة أسقطه الله في بئر ماله قاع.
وكما ذكرنا في مقالات سابقة، أنّ هذه الدولة لاتتجاوز قيمتها قيمة مساحيق التجميل لتبييض وجه بهلول بعد أن إنتهى دوره بالنسبة للماسونيين، واللافت للنظر مبادرة نتنياهو ببناء الآلاف من المستعمرات الصهيونية صبيحة اليوم التالي لإعلان الدولة بمثابة ردّ على إعلان الدولة!! إلى أي مدى وصل تناسق الأدوار والإستخفاف بجراح وآلام الشعب الفلسطيني المكلوم!! من يقنعنا لماذا لم يمنع نتنياهو بهلول وأعوانه من التوجه إلى نيويورك؟ طالما أنه غير راضٍ عن ذلك المشروع؟؟ ألم يمر على مرأى منهم؟ والسؤال الأقوى: ماذا لو أراد الشهيد أبوعمار أن يفعلها..ترى هل سيسمحون له بالسفر؟؟ لاحظنا إذاً كيف يصرّ الإعلام على إظهار خلافات بين بهلول ونتنياهو حيال تلك الدولة..وهذا قطعاً كذب وإفتراء لأنه من غير المعقول أن يستغني المعلّم عن صبيّه، وهنا يتضح تماماً أن العقلية الصهيونية منظّمة وموحّدة.
ولصدق ما أقول أنظروا رعاكم الله إلى سلفه المخلوع مبارك عندما رفض تسلّم قطاع غزّة ووضعه تحت الحكم المصري، خلعوه وحبسوه وعزلوه ومنعوه من الإدلاء بأي تصريح لأي وسيلة إعلامية بالرغم من أنّه خدمهم على مدى 30 سنة..فعن أي دولة بالله عليك تتحدّث يا زعيم المهابيل؟؟ أنا أنقل لك صورة من صور الواقع المؤلم المخزي الذي يحياه الفلسطيني أنت سببه ومجموعة طناجر يختبئون خلفك؟ الله عليك يا ظالم!
بالأمس وعلى بركاتك يابهلول تخرج لنا رام الله مهزلة أخرى تعكس الفساد الأخلاقي تحت إسم أول عرض أزياء فيها، ويستشهدون بأحد أبيات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش:على هذه الأرض مايستحق الحياة"..فهل تستطيع مزابل ماجد فرج وعصابات سعيد أبوعلي أن تنكر علاقتها بهذه الدّعارة؟؟
بعد أن تحدثنا عن الواقع الفلسطيني سياسياً وإجتماعياً، نأتي على الواقع الأمني فيها، إذ لم تعد وظيفة أمن البهاليل في هذه الدولة المخبولة سوى إصطناع أخبار عاطفية تهديها إلى وسائل إعلام إستخبارية مثال: "الإرتباط الفلسطيني يتمكن من تحرير طفل فلسطيني على أحد الحواجز الصهيونية المقامة على مدخل إحدى القرى أو المخيمات،وأنّ هناك مفاوضات تجري مع أفراد الحاجز الصهيوني".
أنظروا رعاكم الله إلى مثل هذه الأخبار التي تتداولها وسائل إعلام إستخبارية، فالعاطفة هنا قدرة الأمن على تحرير مواطن/طفل من ناحية، في حين أنهم يمدّون الإحتلال بآلاف المعلومات اليومية عن تحرّكات الآلاف من شعبنا، وبالأخص الذين ينتقلون عبر الحواجز، ليبقوهم في السجون والزنازين الصهيونية.
موظفو دولة بهلول الذين يعيشون على النصف راتب بسبب المشاكل المالية، فقد بلغ السيل الزبى، وهاهم يعانون الأمرّين بسبب تردّي الأوضاع الإقتصادية والمعيشية، في حين تسرح قيادات البهاليل وتمرح بين القارات دون أدنى مسؤولية بإطعام شعبها، أليس هذا من صنع الماسونية يامن تعقلون..فمن المتّعظ؟
الدشارة والصياعة بلغة الفلاحين كانت في أيام المراهقة، حيث كانت جدّاتنا تنعت من يمشي في الحرام أو في الطريق الخطأ ب"الداشر أو الصايع". وإكراماً لتاريخ الأجداد ألا يستحق ذلك البهلول أحدهما فأي دولة تلك شعبها جائع وما يسمّى بالرئيس داشر و صايع! فكما قالوا: الرّزق الدّاشر بعلّم الناس العمالة! ولكن خسئت أن أعترف بدولتك أو بأحد بهاليلك..فوالله ستسقط قريباً أنت ودولتك المهترئة، فيا ربّي إرحم شعبي وساعدهم على أهل الباطل فإنّهم لايعجزونك..آمين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات