في أربعينية النسور ..


كما هي العادة لكل أسرة حينما ترزق بمولود جديد حيث يحتفلون به ويسعدون بقدومه ويبتهجون، وتقام فوق ذلك الولائم على شرف العريس الصغير او العروسة وتدق لهما الطبول عند بلوغ المولد يومه الاربعين.
وحالنا في هذا الوطن كحال اي اسرة تحتفل بمولودها عند بلوغه يومه الاربعين لكننا نختلف بالفعل و ردته حيث اننا و بكل تأكيد لسنا فرحين او سعيدين بهذا المولود ومع كل هذا سنحتفل اليوم بأربعينية مولود الوطن بل مولود الدولة الجديد.... دولة ابو زهير وحكومته.
و بمناسبة حبنا الزائد ومن كثرة فرحتنا به سنشرح انجازاته و كما البنوك سنقدم له كشف حساب في يومه الاربعين وسنزف لكم التهاني ايها الشعب العتيد اكمال تلك الاربعينية السوداء،الشمطاء و الخرقاء .
و اني لا اصفها بذلك مجازا او جزافا بل لأنها كانت هوجاء بعواصفها ورعودها ورياحها العتية التي هبت و لم تُبق ولم تذر للشعب لا كرامة ولا لقمة عيش.
حيث كانت العشرة ايام الاولى من عمر هذا المخلوق ( الحكومة ) بلا طعم او رائحة او لون بل قضتها ممثلة برئيسها وناطقها و مالك الخزانة فيها تدور حول نفسها وتحاور ظلها وأقطابها ومطبليها ومسحجيها مستجدية عطفهم متناسية وعيهم، ناهيك عما تبع ذلك من هدر للبنزين 95 لموكب الرئيس وفريقه جراء تنقلاتهم هنا وهناك .
و بعد هذا كله نتج في العشر الثانية القرار المشؤوم كما وعد بلفور الذي قسم فلسطين حيث قسم القرار الشعب الاردني الى مخربين وحراك شيطاني يتبع اجندات والى موالين يتغنون بأمن الوطن و أمانه، وبدأت الحكومة ( تبرق وترعد) وتفرغت لقمع تلك الاحتجاجات ونزع الفتيل اما باعتقال او بضرب او بحشد اعلامي واسع تبنتها بعض ابواق الحكومة ، تلك الاصوات التي شذت في جحيم و الحكومة وباعت ضمائرها على حساب هذا الشعب المسكين.
وفي العشر الثالث من عمرها كانت الحكومة قد انتصرت وفرضت سطوتها و بستطها على المشهد ( خاوة) وطبعا بالترهيب وليس بالترغيب، كل ذلك ولم نشهد اي رجل منها كان رئيسا او ناطقا على الساحة سوى حسين باشا الذي تصدر الموقف لوحده وتصدى لهذا الحدث الجلل ، ثم رأينا رئيس الحكومة يطوف على بعض شاشات التلفزة بجولة مكوكية بنفَس المتحدي المنتصر وبكل جرأة مدافعا عما اصدره من قرار مدعيا انه الوطني الوحيد في هذا البلد.
اما العشر الاواخر من الاربعينية المزدهرة والشقية فقد توجها دولته بلقاء تاريخي اسود كان الاجمل فيه وجه انجلينا جولي الطفولي والمثير والذي اجتذبت بصورتها و طغت بشعبيتها على مشهد الرئيس بجوارها .
الرئيس و حكومته ما زالوا يصمون اذانهم عن الشارع ومطالبهم ضاربين بهم عرض الحائط و ما زالوا يكممون الافواه و يغمُون الاعين عن فقر المواطن وحاجاته ومعاناته وبقوا يتغنون برؤوس الفساد ، تاركين بطل المشهد الاخير وزير تنميتهم السياسية يصول ويجول ويتهم الاخرين بقلة الوطنية و عقد الصفقات على الوطن مُنظرا بالمثاليات والأخلاقيات في حين الشعب كله يعلم كيف نجح هو ورئيسه في المجلس السادس عشر
و نقول لدولة ابو زهير انت اطلقت العهود والوعود وكنت اول من انقلب عليها و نكث فيها ... وبشهادة الشهود
مبروكة اربعينيتك يا نسور ولكن ... لم يبق لك في الدوار الرابع اكثر مما ذهب من ايام و انت ايها الشعب العظيم لا اقول لكم الا..
صبرا يا شعب الاردن فان موعدكم الجنة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات