الجواسيس الاسرائليين في وزارة الدفاع الامريكية


ليس غريبا ان يكون هنالك جواسيس اسرائليين في مختلف الادارات الامريكية فقد لدغت العقرب الاسرائيلية الامريكيين عام 1985 في حادثة الجاسوس جوناثان بولارد الذي كان يعمل محللا لمعلومات المخابرات في البحرية الامركية حيث قام بنقل اسرارعسكرية الى اسرائيل حكم إلى اثرها بالسجن مدى الحياة 

وقد شكلت هذه القضية في حينها احد اكثر الضربات ايلاما للعلاقات الامريكية الاسرائيلية في الفترة الاخيرة و يعلم الكثيرين بأن هنالك العديد من الجواسيس الاسرائيليين في امريكيا ينتظرون تعليمات الموساد للنشاط والعمل الاستخباري في مختلف المجالات والمواقع قبل سنوات كشفت محطة (سي بي اس) الاخبارية وصحيفة الواشنطن بوست الامريكية اسم جاسوس اسرائيلي يقوم بتسريب معلومات سرية الى اسرائيل يدعى (لاري فرانكلين) يعمل في مكتب شئون الشرق الادنى وجنوب اسيا في وزارة الدفاع الامريكية ويتخصص في الشئون الايرانية وان له تأثير كبير في بلورة الاستراتيجية الامريكية اتجاه المنطقة والحرب على العراق يعتقد بأنه قام بنقل وثائق مسودة قرارات سرية رئاسية ما زالت في مرحلة الصياغة تتعلق بالسياسة الامريكية اتجاه ايران وذلك عن طريق اللجنة الامريكية الاسرائيلية للشئون العامة (الايباك) وهي جماعة ضغط اسرائيلية قوية في أمريكيا

وان هذا الجاسوس كان يرتبط بعلاقات وثيقة مع اثنين من مخططي الحرب على العراق وهما (بول وولفووتيز) مساعد وزير الدفاع الامريكي (ودوجلاس فيت) وكيل وزارة الدفاع الامريكية والذي اسس لجنة خاصة لترويج ارتباط بغداد بمنظمة القاعدة لاقناع العالم بشرعية الحرب عليها بالاضافة الى صلاته الحميمة مع كل من ( ريتشارد بيرل وكروسمان وبولتن) في وزارة الخارجية ويعتبر الجاسوس فرانكلين (محلل موثوق به) وهو أحد القدامى في كالة معلومات المخابرات الدفاعية معروف لدى الموساد

وقد شارك في العديد من اللقاءات مع مندوبي أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية وخاصة العسكرية منها ومن المعلوم ان مكتب وزير الدفاع الامريكي الاسبق دونالد رامسفيلد كان يضم العديد من الصهاينة الامريكيين الذين يتكفلون بنقل المعلومات السرية والعمل لصالح اسرائيل على حساب المصالح الامريكية نفسها والسؤال المطروح لماذا تزرع اسرائيل جواسيس لها في مكاتب كبار المسئولين الامريكيين ؟

من المعروف ان هنالك جماعات ضغط اسرائيلية تمارس الابتزاز المتواصل لكثير من المسئولين في امريكيا وعبر جميع الادارات المتعاقبة في مؤسسات الدولة الاعلامية والاقتصادية والعسكرية والتعليمية وان عمليات التجسس الاسرائيلية لا يقصد منها جمع المعلومات السرية فقط بل ايضا المعلومات الشخصية والسلوكية الشائنة وغيرالسليمة أخلاقيا ومهنيا لكبار المسئولين الامريكيين ليتم توظيفها كادوات ضغط على هؤلاء المسئولين عند الحاجة

ولا يغيب عن الذاكرة قصة المتدربة اليهودية (مونيكا لونيسكي) التي اوقعت بالرئيس كلنتون وكذلك ومن مبدأ الشك المطلق وعدم الثقة تعمل اسرائيل على مقارنة المعلومات التي يرسلها الجواسيس مع ما يصل اليها من الادرارات الرسمية الامريكية ومطابقتها مع مصلحة اسرائيل العليا لقد المح رئيس جهاز المخابرات الامريكية (CIA) السابق جورج تينت وقبل استقالته من منصبه الى وجود جاسوس لاسرائيل في مقر وزارة الدفاع الأمريكي وهو ما انكرته اسرائيل وتحدت اثباته وادعت ان العلاقات التحالفية الوثيقة والاستراتيجية بين اسرائيل وامريكيا لاتستدعي هذا الهراء والكذب وقالت السفارة الاسرائيلية في واشنطن (اننا ننفي بشكل قاطع هذه الادعاءات وهي مجرد دسائس فظيعة للتأثير على علاقة البلدين المتماسكة)

وكذلك نفت منظمة ( ايباك) علمها بأسم هذا الجاسوس الا عند وصول المحقيقين اليهم وامام هذا الاصرار والنفي والضغط من قبل اللوبي الصهيوني في البيت الابيض( المحافظين الجدد) اضطرت وزارتا الدفاع والعدل الامريكيتان الى تخفيف لغة ولهجة الاتهام من عملية تجسس الى ( اساءة التعامل مع المعلومات من قبل موظف عام ) وان الامر لا يعدو كونه ( كشف غير سليم لوثائق رسمية ) مما يقلص الحساسية التي تثيرها مسألة التجسس لصالح اسرائيل على المسئولين والادارة الامريكية امام الرأي العام في مرحلة دقيقة تسبق الانتخابات بشهور قليلة فلا زالت قضية الجاسوس بولارد تسسبب ازعاج للعلاقات بين البلدين

والسؤال الثاني هل تحتاج اسرائيل لجواسيس في أمريكيا على الرغم من ان مجمل السياسة الامريكية اتجاه الشرق الاوسط هي اسرائيلية الملامح والمضامين لكن اسرائيل لا يشبع نهمها الاستخباري ( التنسيق الاستراتيجي ) القائم بين البلدين بل تعمل على تحقيق التماثل الكامل بين الرؤى الامريكية والاسرائيلية ولا يهم اذا كانت المصالح الامريكية سوف تتضرر من ذلك 0 ان وجود هذا الجاسوس في قلب وزارة الدفاع الامريكية يؤكد على ان اسرائيل هي التي دفعت امريكيا الى غزو العراق وقدمت جميع المبررات الواهية والكاذبة لهذه المسألة حيث كانت ترى اسرائيل في العراق عدو استراتيجي يملك امكانات عسكرية وتكنولوجية وعلمية لا يستهان بها ولا بد من القضاء عليه وفد سارعت اسرائيل الى قصف وتدمير مفاعل تموز النووي العراقي عام 19981 كخطوة استباقية في اجهاض وصول العراق الى قدرات نووية

واليوم يعود الينا الجاسوس الاسرائيلي جوناتان بولارد من سجنه ليصرح بانه كان يجمع معلومات تجسسية عن الدول العربية والمعلومات حول برامج النووية العربية والباكستانية وقد حرص التقارير على اظهاره بحالة نفسية مضطربة ويسود الاعتقاد بأن بولارد قدم ايضا معلومات عن مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس ساعدت اسرائيل في التخطيط للغارة الجوية وقد حصل بولارد على الجنسية الاسرائيلية في 1995 قبل ان تعترف به اسرائيل رسميا بأنه احد جواسيسها. ومنذ ذلك الحين، اصطدمت الجهود الكثيرة التي بذلتها اسرائيل للافراج عنه برفض الولايات المتحدة فما هو الجديد قي هذه الوثائق والتصريحات في هذه المرحلة mahdimubarak@gmail.com





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات