الابقار تشكو ارتفاع الاسعار


 ظاهرة غريبة في عالم الاحتجاجات والاعتصامات ستظهر في الاردن قريبا , بعد ان عقد عدد من مربي الابقار النية على ايصال رسائلهم الاحتجاجية بواسطة ابقارهم باعتصام عام امام رئاسة الوزراء على الدوار الرابع , للدلالة على رفض المسؤولين الاستماع لشكاويهم المتكررة من ارتفاع اسعار الاعلاف في السوق , ومطالبين كذلك بتخفيضها وبيعها بأسعار مساوية للاسعار التي تباع بها اعلاف الاغنام .

نعم انها طريقة غريبة للتعبير في بلد متحضر كالاردن, ولكننا قبل ان نستغرب ونستهجن ما سيقوم به مربو الابقار, فدعونا نتساءل : ما الذي دفع هذا القطاع الحيواني الهام في مسيرة البناء الذاتي الوطني لكي يلجئوا لمثل هذا النوع من التعبير بواسطة الاعتصام بالابقار للاعتراض على ارتفاع الاسعار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

استمعت كما استمع غيري للجالسين على الكراسي الوثيرة في الوزارات المختصة في مقابلة ضمت نخبة من مربي الابقار فوجدت العقوق في تلك المداخلات والعجز الكلامي في الرد , فمنذ سنين ومربي الابقار والاغنام في الاردن يشكون ويشتكون انخفاض اسعار الحليب الذي تنتجه مزارعهم مقارنة بالحليب المجفف المستورد , والناس في المقابل يشتكون ارتفاع اسعار المنتجات المحلية من حليب والبان واجبان والتي لا تستطيع عائلة اردنية الاستغناء عنها .

فأين هي الحقيقة الغائبة عن المشهد الاقتصادي التي اوصلت اصحاب مزارع الابقار للشكوى والتذمر من نقص الاعلاف تارة وارتفاع اسعارها تارة اخرى؟.

نتساءل كمستهلكين :هل الحليب المجفف المستورد الذي يغزو اسواقنا بكثرة توزيد عن حاجة المستهلك حليب ذا جودة عالية؟أم هو حليب اوشكت مدته على الانتهاء فتم تصنيعة للمعدات الاردنية التي تأكل كل شيء ؟.

إن ما نراه في اسواقنا من حليب مجفف ما هو إلا مخلفات وبقايا الحليب الاوروبي الذي اوشكت سلامته على الانتهاء فبدلا من اتلافه في البلدان المصدرة حفاظا على البيئة تتم صناعته بطريقة مزركشة وتصديره الى الدول الاقل اهتماماً بسلامة شعبها .

نعم ان الحليب المجفف الذي يتناوله اطفالنا ويدخل في منتجات العديد من صناعتنا الحليبية لا نعرف له مصدر , وإن كنا نطالع تاريخ الانتاج الذي يثبت سلامته ,والذي من السهل على المستوردين تغييره والعبث به.

فالحليب المجفف يؤثر تأثيرا بالغا على الامن الغذائي الاردني الذي يحاول اصحاب مزارع الابقار والاغنام تأمينه للدولة الاردنية ويقف حائلا دون نجاح ذلك قرارات وتعليمات حكومية لصالح ارباب الاستيراد من الكروش المنتفخة على حساب صحة الامواطن وأمنه الغذائي.

فلمصلحة مَن يأتي هذا الاستيراد المذهل من الحليب المجفف في الوقت الذي تشير اليه الاحصائيات التي استوحيناها من افواه مربي القطاع الحيواني ان الاردن يستطيع الاكتفاء ذاتيا من حليب ومنتجات الابقار والاغنام اذا عكفت الحكومات الاردنية للانصات لمطالبهم وبأسعار قد تكون اقل من اسعار منتجات الحليب المجفف المستورد؟ .

وعلى الاقل يعرف المواطن الاردني مصدر الحليب ومنتجاته الذي يتناوله, وكذلك نترك المجال للجهات الصحية الرقابية الاطلاع يوميا او اسبوعيا على الاقل على مصادر هذا الحليب, الامر الذي يعود بالنفع على المال العام من جهة وعلى صحة الانسان وسلامته من جهة اخرى.

دعونا ايتها الحكومات المتعاقبة نواجهة هذه المشكلة بنظرة المسؤول الوطني الذي يخشى على صحة انسان بلده وسلامة اقتصاده , ونواجه بمسؤولية كاملة ايجاد المبررات والتخلص من المعيقات المعرقلة لتحقيق الامن الغذائي والذي يعتبر ثروة قومية , وهذا يتطلب من الحكومات المتعاقبة القيام بالعديد من الاجراءات الفورية اذا كانت حقاً وفعلاً تتمتع بصلاحيات مطلقة تؤهلها لتنفيذ هذا الدور الاستراتيجي والهام لتحقيق مصادر الامن الغذائي الاردني:

1. وقف استيراد العجول والاغنام لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد في ظل الصورة والتغذية الراجعة المستمدة من الشارع الاستهلاكي الاردني, وذلك لمنح اصحاب الثروات الحيوانية في الاردن العمل على تناميها وزيادتها حسب حاجة السوق الاردني.

2. منع تصدير الاغنام والابقار والدواجن الى دول الجوار لزيادة تلك الثروة في لاردن الامر الذي يعمل على تخفيض اسعارها.

3. منع التجار وعدم السماح لهم تحت أي ذريعة باستيراد الاغنام والابقار والدواجن الحية والمجمدة لمنع ضرب الثروة الحيوانية الاردنية.

4. وقف منح رخص شراء الاعلاف واستيرادها لأي جهة كانت واختصارها بشركة حكومية الطابع , كما تفعل دول سبقتنا كثيراً في تنمية الثروة الحيوانية كسوريا الشقيقة.

5. منح مربي الثروة الحيوانية اراض واسعة من اراضي الحكومة وبالمجان لزراعة الشعير والبرسيم والمحاصيل التي يحتاجونها كأعلاف لحيواناتهم, والسماح لهم بحفر الابار الارتوازية دون قيد او شرط.

6. الجلوس على طاولة المفاوضات مع المعترضين من مربي الثروة الحيوانية وعقد مؤتمر وطني شامل لمناقشة مشاكا هذا القطاع الحيوي والهام يدعى لحضوره كل مربي الابقار والاغنام والدواجن لوضع النقاط على الحروف , بدلا من اخذ التوصيات من المنظّرين الجالسين وراء المكاتب الوثيرة ,والذين في الغالب تكون توصياتهم لاصحاب القرار تصب بصالح البعض من المتنفذين والتجار الذين اتخمت كروشهم وازدادت ثرواتهم على حساب الامن الغذائي الاردني وجيوب الاردنيين الفقراء.
وقفة للتأمل :" يقال أن اسرع وسيلة في الاردن لمقابلة أي مسؤول تكون في العادة إما لمطرب أو لنادلة في ملهى ليلي أو لمغنية ".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات