الوطن الذبيح


الوطن الذبيح
(قسما عظما لن أتنحى)

أرى الوطن يذبح
حبا في الكرسي
---------
قسما عظما لن أتنحّى
مادامت في جَسدي روحْ
***
وسأبقى فوق الكرسيّ عنيدا
قد أقتل شعبا
أو أمعن نهبا
أم أشعل حربا
أمحو صروحْ
***
هذا الكرسيّ وفيرْ
من فرَحي فيه أكاد أطيرْ
هو في عيشي أغناني
وبحب الخيرات رماني
سرٌ لصعودي
رمزٌ لصمودي
عزٌ لوجودي
فيه أسوحْ
***
عجبا قالوا (فلترحل)
هل هذا قولٌ يُقبَل؟
أو طرحٌ في الدنيا يُعْقَلْ ؟
من يَحْسب أنّي أهبل؟
حتى أقبل بالمطروحْ
***
سْأردُ على تلك الصيحات
وسأكتمُ كلّ الأصوات
وسأقتلُ حتى الأموات
ممّن نادوا بالثوراتْ
وسأوجز دون شُروحْ
***
لاتتمادوا ياصبيانْ
وتشيعوا فِكْر العصيانْ
لاتتأسّوا بالشيطانْ
أنا لاأصغي للجرذانْ
لن يسلم منكم أبدا
حتى المجروحْ
***
من يدري عندي أجنادي
عنكم لاتدري قُوّادي
كم أعلفهم كالأجياد
وهمو حرّاس عِنادي
أتراسٌ تحميني, يوم أنادي
لو لم تبقَ أيّة روحْ
***
لو هاج الشعب نهارا
أو ماج الناس جهارا
لن ينفعَهم شيءٌ أبدا
لو نادوا بسقوطي أمَدا
أو أمّوا كلّ الساحات
سمّوها إن شئتم تحريرا
أو إنْ شئتم تغييرا
قولوا أمّ الثورات
فأنا في كرسيّي باق
وبمليء الفِيهِ أجوحْ
***
كفّوا يكفيكم إفْكا
ذا نصحي يبدو شِرْكا
من يدري أني أرزقكم
أو في عيشي أحرسكم
حتى لو في الجوع بقيتم
أو أكواب الذُلِّ سُقيتم
فأنا فوق الكرسيِّ مُخلّدْ
ولولدي من بعدُ , مؤكّدْ
ولنا هذا الكرسيُّ , مؤبّدْ
وبه نحيا, مجْدٌ أمجد
لحياة في الدنيا أسعد
رائحة العنبر منه تفوح
***
تحلو مع هذا الكرسيّ حياتي
باق فيه ليوم مماتي
ولولدي الغالي من بعدي
أو مَنْ مِنْ نسلي اﻵتي
دون جروحْ
***
من قال تنحّ ,لايدري
أنّي أملك مليارات
كم قصرٍ لي في الدنيا؟
كم قطعةِ أرضٍ بيّارات ؟
كم بليونا صار رصيدي
مع ماأجني من رحلات
أو نفقات اليوميات
فأنا لي أكثر من روح
***
جنّ جنوني\' قالوا ترحّل
وتداعوا نحو الساحات
رَدّي يعني مقذوفات
أو نارا من دبّابات
ثم برمي الرشاشات
أمطركم زخّا صليات
أو طيرانا يحمل سَخَطا
وقنابلنا الممنوعات
سأبيد الشعب بأكمله
لو سممّت الخزانات
لو لم يبقَ إلاّ بنات
لن يحزنني شعب مات
أو من منكم , صار ينوحْ
***
من فحَّ ويقصد أن أرحل
هو موتورٌ, أحمق أجهل
سيُدمّر
أوسيموت
وبعدُ سيُهمَل
إن قَبِلَتْه الأرض
في باطنها يوما (يُدمل)
وبأقدام العسكر يُركل
وسيهوي للدرك الأسفل
وسيرمى من فوق سطوحْ
***
قسما أنّي لن أتنّحى
مادامت في جسدي روح
***
*.من ينظر إلى التدمير والقتل والبطش والتنكيل في سوريا أو إلى ما جرى في ليبيا أو العراق أواليمن وما تم في كثير من الدول خاصة العربية , أو ما قد يتم يُشعر بالمرارة والأسى . وطن يذبح وشعب يقتل حبا في البقاء في الكرسي ولو لأيام أو ساعات . دماء بني البشر-هذه الأيام- أصبحت أرخص من دماء الخراف .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات