رغم كثرة الأحاديث عن أن أي تغيير وإصلاح في الأردن سوف يتم عبر البرلمان ، و تعدد من يطرحون هذه الفكرة ممن كانوا في قمة هرم السلطة أو في منتصفها ، وإن تم وضع الكثير من المحسنات الجمالية لهذه الفكرة من مثل هيئة مستقلة للانتخابات ومحكمة دستورية وغيرها وقيام السلطة بمغازلة اليسار على حساب الإخوان واكتفائها بمخاطبة ود إسلامي الوسط وقناعتها بأن قيادات سياسية واقتصادية ستكون قادر على تشكيل حكومات ذات أغلبية داخل تحالفات صغيرة .

فإن ما يعيق طريق الأردن نحو هذا الحلم هو قانون الصوت الواحد ، وثانيه حجم المقاطعة الكبير سواء للاقتراع أو الترشح من فئات عدة في المجتمع الأردني ، رغم كل ذلك تجدهم يتغافلون أو يحاولون أن يقنعوا أنفسهم أن القانون الحالي للانتخابات هو المعبر لهم نحو تحقيق هذا الحلم بإيجاد حكومات برلمانية ديمقراطية ،كل ذلك الزخم في الطرح السياسي الرسمي الأردني حول تحقيق هذا الحلم يعطي المتبع للحدث الأردني وصف وحيد هو أننا نريد الصعود للقمر ليس عبر مركبة فضائية بل عبر ركوبنا الحمار وربما حمار أعرج ومن باب أننا الوحيدين القادرين على إقناع أنفسنا بأن هذا الحمار أفضل من أية مركب فضائية صنعها البشر لأننا قمنا بتزينه ورسمنا على جسده كل ألوان زهور الربيع الأردني وماكينات دفع وأجنحة ، للحد الذي أنسانا أنه مجرد حمار فقط .