أيها الناخبون الكذب والخداع والتدليس في طريقه إليكم


بعد ان أصبح إجراء الانتخابات النيابية في الثالث والعشرين من الشهر المقبل أمرا محسوما وبعد أيام تنطلق ماكينة الدعاية الانتخابية ويبدأ العد العكسي لزحف جحافل الجماهير المثقلة بهموم الفقر والغلاء ورفع الدعم عن المحروقات وعدم التوافق على قانون الانتخابات إلى صناديق الاقتراع مدعومين بأسطورة الحق التاريخي الدستوري والحس الوطني والسعي لاختيار الأصلح في انتخابات نرجو الله في هذه المرة أن تكون لها ضمانات النزاهة والحيادية والشفافية التي تعهد بها سيد البلاد والتزمت بتنفيذها الحكومة والهيئة المستقلة للانتخابات لتكون بعيدة عن أيدي خبراء التلاعب وكتائب التزوير التي عملت طويلا على تحويل الرأي العام وحجز الوطن على ذمة فئة لا تستحق لكنها تحقق الفوز والظفر في كل مرة وفي مشهد مأساوي مريع خلق حالة من الإحباط الوطني والتردي الجماهيري والعقم السياسي الذي افقد الناخبين كل الثقة والمصداقية في أي انتخابات برلمانية أو بلدية أو جامعية أو نقابية أوغيرها مهما كانت درجة الحرية والشفافية 

الانتخابات النيابية المقبلة بحياديتها ونزاهتها إن توفرت تصبح المشاركة فيها واجب وطني وسوف تشكل حالة سياسية جديدة من التوازن لخلق قوة برلمانية قادرة على تحمل المسؤولية وتمثيل الناس والقيام بالدور المنوط بها رقابة وتشريع

أيها الناخبين كما تعلمون فأنتم الحقل والبيدر والضرع الذي لا يجف مهما تكالب علية الانتهازيون فلا تستعجبوا اليوم أوغدا أن يطرق أبوابكم من يستفسر عن أحوالكم وسير إعمالك وشؤون أسرتكم ومسيرة عشيرتكم يواسيكم إن أصابكم ترح وأنتم لا تعرفونه ويهنئكم أذا نلتم فرح ومن قبل لم تجدونه وقد تنهال عليكم في غفلة من أمركم الاتصالات والمسجات تستذكركم بعبارات الثناء والمحبة والتقدير وربما تعدكم بصرة تموينية أو جرة غاز جديدة تتدحرج نحوكم تمسك بها يد حنونة لمرشح في قائمة وطنية أو حزبي أو مستقل افتقدتموه منذ سنوات وسوف ترون في القريب العاجل ابنا حاتم الطائي سيد الكرم قد دبت فيهم الحياة والنخوة والجود والسخاء يستقبلونكم بالعصائر والسندوتشات والمناسف والحلويات وربما تنالون نصيبا من الأعطيات وستفاجئون على أبواب كل صالة أو خيمة أو مقر انتخابي بالقبلات الحارة والترحيب المبجل كأنكم تعيشون في حارات مدينة أفلاطون الفاضلة أخوة واحترام وستجدون من بني المرشحون من يشحن لكم خلوياتكم ويسهل تنقلاتكم ويدفع عنكم فواتير المياه والكهرباء وبعض إقساط الجامعات وديون المولات والبقالات في حالة استعراضية موسمية مبهرة من ( النفاق الانتخابي ) بعد طول الهجران والغياب والنسيان وهي مكشوفة مصطنعة هدفها صوتك في صندوق الاقتراع مجانا أو بثمن

أيها الناخبون ينتظر في القادم من الأيام عقلكم ووعيكم حراك مستفيض من مروجو الدعايات المستهلكة وحملة اليافطات المفبركة وملصقو البيانات المنمقة في كرنفال منظم وضخم من الشعارات التسويقية الزائفة والفاقدة للمصداقية والخاوية من الواقعية التي تحمل في طياتها وثناياها كل استغفال وابتزاز للناخب فردا وأسرة وعشيرة ودون أي توافق مع ابسط أبجديات العمل السياسي الوطني بعدما رجعت نفس الأصنام إلى نفس الساحات والميادين يطالبوننا من جديد أن نلتف حولهم مسلوبي الإرادة مخدرين بالكذب والخداع والتدليس

يا معشر الناخبين أحذروا القوافل التي ستهرع إليكم من كل حدب وصوب طلبا للنجدة والفزعة والمؤازرة والدعم بعدما أصبحتم الأمل الدائم وخزان الأصوات الأسهل لمن جعل دعايته و شعاراته خدمة قضاياكم ورفع الظلم عنكم وتعزيز أمانيكم والدفاع عن كراماتكم والقضاء على بطالتكم وتعديل القوانين لصالحكم وضمان مستقبل أبنائكم والبقاء على العهد معكم ليدغدغ عواطفكم بوعود براقة مخملية تطال كل صعب ومستحيل عجز عنه عظماء التاريخ وكل الثوريين وأصحاب النظريات المادية الجدلية والدينية السياسية وسترون بعض المرشحين يرقصون حنجلة على جراح الناس ومصاعب الحياة ويواجهون بعنترية ودونكشوتية قرارات الحكومة في رفع الدعم وتحرير الأسعار بتصريحات وبيانات تكافح وتجاهد بأسم الوطن

وتذكروا الآن كم مرة بأسم الوطن وصلوا بالتزوير إلى البرلمان وعينوا عصاباتهم ومحاسيبهم كل الوظائف وسكتوا على بيع مقدرات الأردن ووزعوا الشيكات لشراء الذمم وبصموا بحوافرهم على إقرار القوانين التي تقتل ابن الوطن " قانون المالكين والمستأجرين مثلا " ووزعوا العطايا على المنافقين والمتملقين حتى رذائلهم الأخلاقية وتجارتهم في المحرمات جعلوها بأسم الوطن

والسؤال المطروح هل ستعود الخلطة السرية للشايب " كنتاكي " تلعب في الانتخابات من جديد لصالح من ثبت بالتجربة واليقين أنهم لا يصلحون لتمثيل أنفسهم فكيف يمثلون على الشعب من فوق خشبة مسرح الوطن وكيف ندعمهم ونقف معهم والوطن عندهم لا تتجاوز خطوط باصات أو مكاتب تكسيات أو بعض الدونمات وقليل من الشيكات الحكومية المستعجلة

وهل تذكرون عناصر فرقة الخيالة البرلمانية كيف كانوا يتسابقون على مقايضة الثقة بالحكوماتب بالمنافع الشخصية والتعيينات وكيف كانوا يتخلفون عن الجلسات وكيف كنا نعيش الذلة لمقابلتهم بعدما سرقوا أصواتنا بالكذب والدهاء وقد كان شغلهم الشاغل السفر والمياومات ولون الجوازات ورواتب لا تزول بعد الممات وهل تذكرون كيف هجروا محافظاتهم وقراهم للعيش حياة الترف والبذخ في العاصمة وابتعدوا عن دوائرهم وحاجات المواطنين الم يخطر ببالهم أن الناس الذين طحنهم الفقر والجوع والغلاء ليسوا أغبياء ولن يكونوا تافهين ولن يقبلوهم ممثلين لهم يسرقون أحلامهم وطموحاتهم فكفى ما أصابهم من خيبة وحسرة وندم وما أشبه الليلة بالبارحة تبدلت الأقنعة والوجوه واحدة

لن يكون عرسنا وطنيا تحت خيمة الربيع العربي إذا ما استمر فينا الجهل والاستخفاف والغباء نكرر نفس الخيارات ونسير خلف أصحاب الأجندات بأسم البرامج والأطروحات لتطوير الوطنية والحزبية ومحاربة الفساد وهل سنندم غدا أننا اخترنا مجلسا اشد فسادا وإفسادا من السابق فمن المرشحين من تحوم حولهم الكثير من شبهات الفساد وغسيل الأموال والسرقة والمتاجرة بقوت العباد وهم اليوم يرشحون أنفسهم أو يرشحون أشخاص يلعبون عنهم دور الكومبارس
ومع تسارع الأيام وقرب موعد إجراء الانتخابات وكثرة الأسماء ودخول تجار المال إلى ساحة السياسة والتشريع للتحدث بأمر العامة والوطن لا بد من وقفة مراجعة جادة مع النفس والعقل والضمير

وهذه بعض الأوصاف والتعبيرات التي ستقرع أسماعكم في بعض المرشحين ترددها جوقة التطبيل والتزمير والتلميع المرافقة لهم فهم الأتقياء والانقياء أصحاب السيرة العطرة والكفاءة والنزاهة والاستقامة والصلاح والفلاح محاربو الفساد أيديهم ممدودة للخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين لن يخذلوكم ولن يتخلوا عنكم وسيبقون رهن إشارتكم وطوع بنانكم لن تعانوا معهم من استمرار انقطاع المياه ولا أزمة المواصلات ولا ارتفاع رسوم الجامعات قلوبهم تتقطع لما يجرى من تغول مفرط للحكومة على حقوق الناس ونهب للوطن وعيونهم تبكي على ما يجري في غزة وسوريا ومينمار هم أهل القومية والوطنية واليسارية والوسطية أعداء الصهيونية والامبريالية وغير ذلك الكثير الكثير من مظاهر المداهنة والتضليل

الكذب سلاح المرشحين في الانتخابات رجالا يكذبون ونساء تكذب لا فرق عندهم بين كذب ابيض أو كذب اسود في النهاية هو كذب وسلوك مرفوض من الدين والمجتمع

أيها الناخبين لن يسعفكم الوقت إذا ما تورطتم في المزيد من الخداع و استعملتم الأوعية الفارغة فنحن أحوج إلى معايير الصدق والإخلاص دون مبالغة ولا مجازفة على حساب الوطن ومستقبله لنحارب معا تجار الغوغائية وروح الهتافات ولنكون أكثر بوحا وشفافية دون خوف من تهمة الانعزال والتردد أخرجوهم من صفوفكم ولا تجعلوا رواسب القبلية والطائفية والإقليمية العفنة تصب في مجرى نهركم النقي فتلوثه وليبقى الوطن وجه الضمير في أعماق كل أردني شريف واكتبوا يوم الاقتراع الكلمة الصادقة المنقاة من كل الافتئات والتمويه والغموض ولا تغرنكم كثرة البيانات والديباجات وحجم التوثيق والأمنيات ولا تثقوا بكل عهد وقسم

وفي المقابل نقول ان هنالك مرشحون صادقون واثقون على العهد بقوا عملوا بكل جهد وإخلاص من اجل الإصلاح والتغيير وملاحقة الفاسدين ورفعة شان المواطن والتخفيف من معاناته وان كانوا قلة فقد حفروا مواقفهم الصادقة وأسمائهم في جدار الوطن وأيضا هنالك مرشحين جدد لهم من القدرة والدراية والجراءة والقوة ما يضمن ان يكونوا في البرلمان القادم سند للوطن والمواطنين فكونوا بصوتكم الأمين مع من يحمل المصداقية والثبات ومن يملك الخبرة والعلم والتميز والتاريخ المهني والوطني المشرف

من لم تتلوث ذمته ولا يديه في صفقات مشبوهة أو مكاسب حرام ينظر إلى جميع الأردنيين بروح الإخوة والأمانة والالتزام ولن يتعامل معكم وفق سياسات الأبواب المغلقة والهواتف المقطوعة ولن يرحل عنك إلى عمان يقبل النصح والمشورة والمحاسبة والرجوع عن الخطأ وامنحوا صوتكم لمن سيحمل همومكم ويدافع عن قضاياكم ويكون صوتكم الحر تحت قبة البرلمان وفي كافة المواقع لا تأخذه في الحق لومة لائم ولنسير معا لتحقيق الحرية والعدالة والإصلاح والتنمية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات