ذكريات استاذ (الجندي المجهول)


لكل منا ذكريات وما أجمل الذكريات الطفوليه فكلها برائه وحنان...

سأسرد هذه الذاكره التي ما زالت معلقه في ذاكرتي منذ زمن بعيد وأنا على أحضان المقعد الدراسي فلم أكن أبلغ حينها سن الرشد فإبن التاسعه من عمره ماذا سيتذكر غير الذكريات الجميله أو حتى الذكريات التي تجعل في قلبه أثرا يدوم إلى سن الشيخوخة والوفاة!

ذلك الاستاذ الذي كان همه الأول والاخير وضع بعض القواعد في عقولنا ويفسر ذلك باننا اذا فهمنا هذه القواعد سنستطيع ان نعيش بكرامة الى أخر يوم في حياتنا ولن يستطيع احدا استغلالنا!

ذلك الاستاذ الذي لم أرى الى يومنا هذا أحدا مثله كان نشيطا بعمله متميزا عن غيره يكتشف اخطائنا بسرعه لم أسمعه يوما يرائي امام مدير المدرسه او يتكلم باسمه حين يعترض احدا الطريق امامه او حتى أن يشتمه احدا من اولياء الامور كان راسخا وثابتا بنفس الوقت.
إلى أن وصل الامر الى بعض النفوس المريضه والدنيئه فلم يعجبهم ما يصنعه ذلك الاستاذ فأصبحوا يلاحقونه ويتوعدونه ويهددونه .
لم يكن امام ذلك الاستاذ سوى طريقا واحدا ليستمر به وليكمل تلك القواعد التي اقسم على نفسه بالمضي بها الى اخر نفس بجسده!!!

ألا وهو طريق الاختفاء!!! فأصبح الجندي المجهول

ذلك الاستاذ لم يكن بيوم حاقد او ماكر ذلك الاستاذ ضحى بنفسه وضحى بمستقبل زاهر له فالشهادات التي كان يحملها كانت ستنير له الحياة بعيدا عن كل هذه المشاكل التي يتعرض لها وكل هذا الحقد الذي عليه سببه هذه القواعد التي علمنا إياها في الصغر!!! ولكشفه ألاعيب الأشرار.

لا أعلم لماذا أصبحنا نريد أن نتخلص ممن يريد لنا الخير ونفتح الأبواب لمن يدلس علينا ويستخدم أسمائنا تحت الظلام الدامس ما زال يضحي استاذي الى يومنا هذا بمستقبل له ويجعل له هذا الكم الهائل من الاعداء فقط ليعيد للمدرسة هيبتها ويحفظها من شر الاشرار ومن كيد الكائدين.

لا اعلم لماذا ...سؤال اردده دائما في بالي فبعد رحيله واختفائه ما زلت انتظر عودته... ما زلت انتظر مقابلته ...ما زلت احلم بأمل الالتقاء به ولكن ليس الان ...اريده عندما ينهي مهمته ووضع قواعده وتدريسها لطلاب غيرنا...

استاذي ان كنت تتابعني ...ارجوك ثم أرجوك أكمل طريقك أكمل ما بدأت به من قواعد رسمتها أكمل ولا تياس فإني أراك اليوم تتفوق على الجميع وأرى الجميع هم بحاجة لك بعدما كنت انت خصيمهم استاذي طريقك امتلأت بالعثرات والعواقب ولكن أنا متاكد أنك قادر على إزالتها حين ترمي قواعدك امامك فستصبح الطريق أمامك كما أصبحت أمام تلاميذك مضيئه خاليه من كل شر.
وانا أقول لك ما زالت قواعدك التي اعطيتنا إياها هي سر نجاحي ...

مرة اخرى إلى استاذي _مجهول الهويه_انت أروع من عرفته بحياتي وأفضل بكثير ممن هم يحاولون إعطائنا دروسا اخرى لا تتفق عناوينها بمضمون الدرس!!!

تلميذك علاء الذيب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات