الاخوان وعرش مصر


بعد اكثر من ثمان عقود ومن بعد العمل تحت الارض وفي الظلام وبعد تحمل اضطهاد سياسة الانظمة المتتالية سفينة الاخوان رست على عرش مصر وبطريقة لم يحلم الاخوان في يوما ما ان تكون سبب في وصولهم للحكم ,هذه الفئه من الناس الذين يقال فيهم " وأويد شخصيا ما يقال " بأنهم لا يستطيعون أن يكونوا حزبا او أن يبقوا جماعة ,وهذا دليل اما على أن فكرهم متوسع لدرجة انه لا يستوعب السياسية حكما او ان فكرهم لا يوازي قدرات الافراد المنتمية له , فتجد أنها في لحظة ما تفقد البوصلة وتبدأ بالقفز للسياسة تارة ولدين والدعوة تارة اخرى في محاولة لسد الثغرات والتناقضات , والمعضلة الحقيقة عندهم تكمن في أن المتحدث في الدين يمارس سياسة ايضا ,فبرأيي أن المشكلة عند الاخوان أنهم "لا يفرقون بين الفكر الدعوي وبين النضال السياسي " واذا كان فكرهم السامي يقر الدين والسياسة كنهج ثابت لا يتجزء فاذا كان منهجهم يقوم على أن الشخص القيادي في الحزب قد يكون داعية في صلاة الظهر وسياسيا على طاولة العشاء فالامر أسوء من ان يكون مجرد سلبية مؤقتة وستذهب مع اكتساب الخبره في الحكم 
فالداعية عليه ان يمهد الطريق ويرسم جمالية الدين في الحياة, ويمارس قدراته الاقناعية بين الناس "ويبقى بينهم مذكرا وقدوة وداعية" ويترك لمن هو اهل ليمارس سياسة الجماعة بعيدا عن لباس الداعية ليكون هناك ترجمة حقيقة وواقيعة لتطبيق مبدأ أن الدين والسياسة أمرين واجب التقاؤهما في حكم العامه والا ستكون فتنة واختلاف بين الناس ,هناك أكذوبة كبرى لما يسمى بالجناح الدعوي والجناح السياسي وأقصد حزب الاخوان وحزب العدالة والحرية ,فقد تكون الحجة الدستورية والسياسية موجوده لاثبات ذلك , ولكن حقيقة الامر أنهما مندمجان وغير قادران نهائيا على الانفصال ,وأؤكد شخصيا على أن ذلك قد يكون اثقال لفكر الافراد في الجماعة لفصل القناعة والايمان الحزبي عن الحكم السياسي ولكن اذا أراد الاخوان في مصر أن يحكموا فعليهم ايجاد أجوبة على ثغراتهم ونقاط ضعفهم هنا وهناك في هذا الامر الحيوي في ادارة البلاد المصرية !
وهناك اسئلة برسم الاجابة على الرئيس مرسي وحزبة ان يجيب عليها للشعب المصري وعلى من انتخبه قبل معارضيه ,فمثلا قضية المرجعية وبقاء حزب الاخوان قائم ,وقضية صلاحيات الرئيس وما مدى تفهمه لمبدأ المشاركه السياسية؟وهل عناده ورفضه للرجوع عن قراره الاخير يعتبر امرا اخوانيا بحتا أم ماذا ؟ ,وهل القضاء المصري المعتمد على الدستور يمثل عصا العقاب وعدالة المنطق عند الاخوان وعند حزبه ؟
مصر التي تعتبر خليطا اجتماعيا معقدا فكريا وممتلئا بمكونات سياسية قد لا تلتقي نهائيا , تريد جميعها فرض آرائها وبقوة , ودولة قد تسميها مدنية وقد تكون اسلامية او حتى علمانية , تكثر فيها عجائب السياسية وتناقضات الحياة وهناك فئة علمانية الهوى واخرى اسلامية التفكير والتطبيق , فالامر ليس بهذه البساطة التي فكر بها حزب الاخوان , فهم فكروا ان اخطاؤهم عند مقارنتها بخطايا نظام مبارك ستنسى , ونسوا ان الشعب المصري وحتى العربي اصبح ينظر لمصر رمزا لنقاء الثوري وبوابة الحرية العربية والمثال والقدوة ,فهم (الاخوان ) ما زالوا حقيقة يستشعرون الزهو الفارغ للانتصار على نظام مبارك ونسوا ان الشعب هو من مهد لذلك وليسوا هم , وتوقعوا أن ضبابية مناخهم السياسي ستكون مقبولة عند شعب غرق في عواصف نظام مبارك وظلمه .
الطرح السياسي للاخوان ليس حقيقا لانهم بطبيعتهم الحزبية وتربيتهم الدينية بعتقدون انهم على عهد مع الله فمن خالفهم أو انشق عنهم فهو نقض العهد مع الله لانهم يرسمون انفسهم رمزا فريدا وحيدا للدين والمهتمين في نشر الدين وتطبيقه بين الناس ,فهو كلام انشائي جميل ولكنه في الواقع يغوص في اعماق المصلحة الحزبية البحته دون النظر الا أن الشعوب قد تؤيدهم عند ضعفها او عند خروجها على الظلم لانهم دينيا يظهرون وسياسيا يمارسون فيظهرون الاولى عند الحاجه ويمارسون الثانية عند قضاءها .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات