اطلاق اسم الشهيد احمد مقابلة على دوار جمال عبد الناصر


 نتمنى على الحكومة الاردنية سرعة الايعاز الفوري للجهات المختصة لإطلاق اسم الشهيد احمد مقابلة على دوار جمال عبد الناصر , ليتذكر شرفاء الوطن كيف قضى نحبه غدراً بأيدٍ غادرة حاقدة في رحلة العبث الممنهج للسلطة والبحث عن موطئ قدم فيها تشبهاً بما يحصل في الدول المجاورة, وليتم كذلك قطع الطريق على المعتصمين والمتظاهرين الممنين النفس في أن يتحول الى ميدان تحرير اخر, يكون منطلقاً لثورة على الاردن ومؤسسة عرشه , ويكون بداية حراك في لعبة الحقد الازلي على الاردن والطمع العبثي بسكانه الاصليين (إما لعيب وإما خريب) ,تحت مسميات وهمية وخادعة ظاهرها وطني وباطنها صهيوني كالحرية وارتفاع الاسعار والغلاء والاصلاحات واختيار الكفاءات .
فلا يعقل ان يبقى الشعب الاردني الوحيد في العالم الغائب والمغّيب عن التاريخ وأحداثه رغم عراقته وبطولات رجاله وانجازات شهدائه, فلا يكاد الاردني الحر والشريف وخاصة طلابنا في المدارس والجامعات ان يجد سوى سطوراً قليلة عن تاريخ اجداده وابائه, ولا أدل على ذلك من انه يلفظ اسم جمال عبدالناصر الاف المرات شهرياً ويريد ان يتظاهر انطلاقاً من الميدان الذي يحمل اسمه والذي يعتبر من اهم مياديننا المرورية على الاطلاق.
فيا ترى مَن احق بحمل اسم هذا ميدان دوار الداخلية الشهداء هزاع المجالي ووصفي التل وعبد الحميد شرف واحمد مقابلة وخضر شكري ومحمد هويمل الزبن وغيرهم الكثيرون من الذين قضوا نحبهم دفاعا عن الاردن وشعبه ؟ أم من سعى ذات يوم لخراب الاردن وتدنيس ارضه وتشتيت شعبه ؟؟؟.
أليس من العار يا حكوماتنا المتعاقبة أن يبقى الاردن هو الدولة الوحيدة في العالم التي تتجنى على اهلها ووتحجب الرؤية عمن سقط شهيدا للدفاع عن الارض والعرض, فهل يعقل ان يتم اطلاق اسماء وهمية في عالم الخدمة المدنية والوطنية على شوارعنا ومياديننا ومؤسساتنا الرئيسية في الاردن ,ويبقى ابناء الحراثين خارج نطاق الذاكرة الوطنية, والذين إن سعت الحكومات غير مشكورة أومحمودة الى تخليدهم فإنها ستطلق اسمائهم على شوارع وأزقات لا يرتادها سوى مَن ليس له علاقة بالوطن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
اعود الى الدوار الاهم على الاطلاق في الاردن والذي يحمل زوراً وبهتاناً وتحدياً لمشاعر الشعب الاردني اسم جمال عبد الناصر , لأذكر الاردنيين جميعاً بنبذة تاريخية مستوحاة من عذابات الشعب الاردني وألالام وصفي التل , كيف تأمر مَن خلدته الحكومات الاردنية المتعاقبة على الاردن عندما سعى لكي تكون الارض الاردنية ساحة مستباحة مفتوحة للعمليات الفدائية سنة 1964, ليجد مبررا لليهود لاجتياح الاردن , ونذكرهم في الوقت ذاته كيف تأمر عبد الناصر على الاردن عام 1970 فيما يعرف (بايلول الابيض) عندما استرد الجيش الاردني ارضه عنوة ممن حاول اغتصابها بوضح النهار وبدعم مصري عراقي مطلق.
ومن الجدير ذكره في هذا الصدد ان نلفت عناية الحكومة الاردنية التي تطمح الى الان ان تدخل بوابة الشرف التي اقتحمها قبلها ثلاثة من رؤساء الوزارات السابقين فقط هم هزاع المجالي وعبد الحميد شرف ووصفي التل الابرز الغائب الحاضر الذي اغتاله جمال عبد الناصر في اجتماع وزراء الدفاع العرب في القاهرة عام1971 بوساطة مخالبه القذرة .
فكيف يكون لمغتصب الاردن وقاتل اشرف رجاله على الاطلاق وصفي التل دوارا وميدانا رئيسيا في عمان التي انقذها مع الرجال الشرفاء من براثن الاغتصاب؟؟.
بعد طول بحث ومعاناة في تاريخ الدول التي تنتصر لأرضها وتتشرف بشهدائها لم أجد مع الاسف الشديد غير الاردن دولة عاقة في هذه المسألة , متسائلا : كيف يقبل رؤساء الحكومات الذين اقسموا على كتاب الله العزيز بالوفاء والاخلاص للارض الاردنية وشعبها الوفي على ابعاد شرفاء الوطن عن تاريخهم, ويمجدون في المقابل ويحتفلون بمن حاول قتل الاردن واثارة البلبلة فيه اكثر من مرة , حتى قتل مسموماً في فراشه؟؟؟؟؟؟.
نتمنى على الدكتور عبد الله النسور الذي انطلق وتزود بالوقود في بداية رحلته الصعبة الجديدة من محطة ((كمالية وصفي التل)) ان يفي بالتزاماته الوطنية حيال دماء الشهداء وينتصر فورا للاردن وينحاز لتاريخ الشهداء ويطلق على الفور اسم الشهيد احمد المقابلة على دوار الداخلية ليتذكر الشعب الاردني كيف قتل غدرا بيد من اراد صناعة الفتنة واثارة البلبلة في هذا الوطن العزيز.
وقفة للتأمل :" في قصيدته المنتحرون ,عبر الشاعر العراقي الكبير احمد مطر عن فوضى الاوطان ونكران الجميل وفقدان الذات والتنصل من اصحاب الفضل , والمتاجرة بالاسماء الوطنية, في زمن صناعة الاسماء الوهمية بقوله :
اسكتوا
لا صوت يعلو فوق صوت النائحة
نحن اموات
وليست هذه الاوطان سوى اضرحة
قُسمت اشلاؤها
بين ذباب ونسور
وأقيمت في زواياها القصور
لكلاب المشرحة".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات