رداً على سؤال الأخت السائلة


سألتني إحدى متابعات مقالات الكاتب المبجل(أنا) ,حول معنى الكلمات الواردة في قوله تعالى:"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".

فوعدتها بالإجابة ولكن سحبتني موجة ردة الفعل العنيفة ضد الهجوم على جيبي, وممارسات العهر السياسي المتوالية من فساد وتردي للأوضاع الاقتصادية وغياب الخطط الحقيقية لمكافحة الفساد,حتى جعلتني أكتب بالسياسة وأبتعد قليلاً عن الكتابة الدينية المتخصصة , ولذا فإنني قررت اليوم الكتابة في موضوع سؤال الأخت السائلة وأرجو منها أن تعذرني على التأخير.

الآية نزلت عندما اجتمع قوم قريش في دار الندوة ومعهم ابليس (الذي كان أقل منهم دهاءاً وكفراً يومها) وقرروا أن يقتلوا محمدا أو يحبسوه أو يطردوه من مكة, فكان هذا التخطيط والتدبير منهم والكيد بمحمد , فأنقذه الله من مكرهم وكان تدبيره هو النافذ,فجاء معنى (ويمكر الله والله خير الماكرين) أي خير المخططين والمدبرين والمنفذين جل جلاله لإخراج محمد من محاولات الإيقاع به ,فالمكر هو التخطيط لغة لكن العرب استخدموه للتخطيط الخبيث في بعض مؤامراتهم ,ولكن الله تعالى جاء بالمصطلح في الآيات كما هو في لغة العرب الأم.

أرجو أن اكون قد أجبتك أختاه وللمزيد عودي لتفسير الطبري وانظري الآيات 30 من سورة الانفال والايات 50 و51 من سورة النمل.

وإذا ما أردتِ المزيد من التوضيح حول المكر والتخطيط والتدبير في زماننا اليوم فإليك والى الإخوة القراء بعض هذه الإسقاطات من واقعنا المعاصر على المكر والتخطيط .....

هناك من يمكر بالشعب ويخطط له
لإخضاعه
لإركاعه
لتجويعه
ليبيع بيته
ليبيع بستانه
ليبيع الأندر وير اللي على (....)


وهناك من الناس من يخطط كيف يأكل خبزه فقط ..وكيف يشرب ماءه لا أكثر وكيف يشتري بنطلوناً بعد مرور الذكرى السنوية الثانية على شراء البنطلون السابق الذي شارف على الاهتراء.

هناك تخطيط من اسرائيل لإسقاط مرسي بعد ان تدخل لصالح الفلسطينيين في غزة ويصفونه بواسطة أدواتهم بالحاكم المطلق الذي يتمادى على الصلاحيات...مع ان البعض يرفض الحكم الدستوري ويريد الحاكمية المطلقة ,فلماذا هنا نرفض الحاكمية المطلقة ونطالب بها في مكان آخر؟!!

هناك من يصنع السحيجة ليصوروهم أنهم يحبون الوطن والقائد أكثر ,وذلك ليبعدوا العامة ـ وهم غالبية غير مستفيدة من مقدرات وطنها ـ بتخطيط وتآمر عن حاكمهم وعن سماعٍ لصوت شعبه الذي شار ف على (البحة )لكثرة ما نادى بتصليح الخربان في البلاد.

هناك من يقول لا تراجع عن رفع الأسعار ,ولا تراجع عن الظالم من كل قرار, ثم لا تراجع بالمقابل عن مطالب المعتصمين ,فكيف الخروج من الأزمة ,والى متى ,وماذا يُخَطَّط لنا وللبلد ؟!وماذا يصنع الماكرون بنا؟!

هناك من يخطط ويمكر كيف يحصل على التسهيلات وكيف يركب السيارات المعفاة من الجمارك وكافة الرسوم, كيف يحصل عل المياومات في السفرات كيف يجلس على أكبر قدر ممكن من الكراسي في المناصب وفي كل التشكيلات والتعديلات في لعبة الكراسي ولف الدولابات.

هناك من ينادي بفتوى تقضي بحرمة انتقاد السلطان (على الرغم من أن ابا بكر قال ان رأيتم في اعواجاجاً فقوموني) وبنفس الوقت لا يأخذ ناشروا هذه الفتوى بفتوى نفس المفتي بعدم جواز تدخل المرأة بالحكم وبالاحتشام في اللباس والتوازن في الظهور ,فلماذا لا نخطط للأخذ بكافة نواحي الفتوى ولا نجتزئ منها اجتزاءاً ؟! من خطط لأخذ الجزئية فقط من هذه الفتوى؟!

ثم أين فتوى هذا المفتي من ضرورة توزيع معادن الأرض ومصادرها في الدولة الإسلامية لكافة المسلمين وعدم الاحتفاظ بها لدولة دون اخرى؟! ما هذا المفتي .

ثم خطط البعض لخروج المرأة (ولو بطريقة سافرة)للحياة وانخراطها بكافة مناحي الحياة ,حتى الفن والطرب والغناء والرقص وعرض الأزياء والأجسام كان مسموحاً , وإذا ما خرجت تطالب بالإفراج عن ابنها المعتقل لأنه أبدى رأياً ,أو لانها واعية خرجت لترفض من يمكر بها ويسمح بمرور سيداو عليها وعلى عفتها فإن مطالبي خروج المرأة أنفسهم ينتقدوها!!

ثم إنني في النهاية لدي خطة ماكرة تقضي بأن يقوم السحيجة لقرار رفع الاسعار بدفع ثمن اسطوانة الغاز بمبلغ 15 دينار للاسطوانة ونحن المعارضون((( لقرار رفع الأسعار))) ندفع 5 دنانير وبالتالي نجلس في البيوت ولا يتظاهر احد أو يكتب مقالاً مضاداً لسياسات الحكومة, وبطبيعة الحال فإن السحيجة سيقيمون مهرجاناً لدفعهم مزيدا من المال لصالح (أبصر مين) وبالتالي يحتفلوا بإنقاذ البلد من فتنة مرتقبة....شو رأيكوا بمكري؟! .

كلنا يخطط على الصعيد الفردي والجماعي ,وعلى الصعيد الاقتصادي والسياسي , وعلى كل الصعد لكن صدقوني أن أمر الله نافذ لا محالة فلا نقول إلا ...لطفك يارب واختر لنا الأفضل ممن يقرر كيف تكون معيشتنا ,واختر لنا الشعب الأمثل الذي يأبى إلا أن يعيش حراً أبياً كما أراده محمدٌ صلى الله عليه وسلم.......



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات