دخل عاملون متطوعون في حملة إغاثة اللاجئين السوريين وهم يضحكون بصوتٍ عالٍ , جعلني أقطع حديثي مع ثوار سوريين لاجئين , في تلك الغرفة التي كنت أجلس فيها معهم . فالتفتّ إليهم , وهم يضعون كيس سكر مكتوب عليه بالعبرية ضمن كميات وصلتهم . ألضاحكون , أكدوا أن هناك مواد غذائية أخرى صهيونية الإنتاج كانت قد وصلتهم , وقالوا إن هذه المواد يتم استبدالها في الأردن بأيدٍ مجرمة خفية , لا تقف أهدافها عند حد المتاجرة , فالمواطن العربي لا يمكن أن يتقبل شراء أي مُنتَج صهيوني , فلمن تصل هذه المنتوجات وكيف يتم توزيعها على اللاجئين السوريين بدل المساعدات التي يرسلها المتبرعون لإغاثتهم ثم لماذا كل هذا الصمت المريب حيال هذه الجريمة القذرة ؟! .
إكتفى السوريون بنظرات استغراب واستهجان للذي يجري , لكن أحدهم , طمأنني قائلاً : أترك الموضوع لي , فلن نتركه يمرّ كما يشاء فاعلوه أيّاً كانوا . فيما همس آخر في أذني : من يقترف هكذا فِعلة , لديه قابلية مطلقة للعمالة والخيانة إن لم يكن في الأصل عميلاً لعدونا الصهيوني المشترك .
ليس ممكناً إنكار هذا الأمر . ومن المستحيل القبول بالتزام الصمت حياله . والمطلوب هو الكشف عن هويّة المرتكبين للجريمة ومعاقبتهم بأقسى العقوبات وأقلها الإعدام في الساحات العامة .