حلم ألبانيا الكبرى لا يزال حيّاً


إحتفلت ألبانيا يوم أمس , بالذكرى المئوية لاستقلالها . في وقتٍ , غدا فيه كوسوفا , دولة ألبانية ثانية مجاورة , فيما يظل حلم الألبان الآخرون الموزعون في مقدونيا وجنوب صربيا وتشيميريا في اليونان وآخر الجمهوريات وأحدثها إعلاناً ( مونتينيغرو ) أو ( ألجبل الأسود ) بالإنضمام والتوحد في وطنٍ واحد يحيون فيه معاً قائماً . وهي المناطق التي تشهد توتراً بينهم وبين الآخرين أحياناً ونزاعات مسلحة في أحيان أخرى . 

فبالرغم من أن دولة كوسوفا المستقلة , نصّ دستورها , على أن تبقى أحادية . إلا أن إعلان استقلالها الذي جاء في شباط من عام 2008 , لتكون أصغر دول أوروبا على الإطلاق , رآه المعارضون له والدول المعادية لألبانيا في البلقان وفي مقدمتها صربيا واليونان , أنه نقطة البداية لتوحيد كوسوفا مع ألبانيا . وإعلان الدولة الكوسوفية شكّلَ دعماً إضافياً للقوة الألبانية . فحركة تقرير المصير هي صاحبة التكتل الثالث في برلمان كوسوفا . ودعا غلاوك كونوفتسا زعيم حزب التوحيد الوطني لكوسوفا وألبانيا إلى إجراء استفتاء شعبي لتحقيق دمج الدولتين لكن دعوته لم يستجب لها برلمان كوسوفا يوم أمس الذي صادف الذكرى المئوية لاستقلال ألبانيا عام 1912 . وفي ألبانيا , تبنّى ( تحالف الحُمر - السود ) حديث التأسيس , الهدف ذاته . وفي نفس الوقت , نجد الأقليات الألبانية في جمهوريتي مقدونيا والجبل الأسود وجنوب صربيا يعشقون علم ألبانيا ذي الخلفية الحمراء والنسر الأسود ذي الرأسين , ويرونه أنه علمهم الوطني الذي يحقق حلمهم عاجلاً أم آجلاً في وطن واحد . ويرى عدد من المؤرخين , أن توزيع الألبان , تم مع إعلان الإستقلال في الثامن والعشرين من نوفمبر قبل مئة عام , بعدما حقق الحلفاء صربيا واليونان وبلغاريا ومونتينيغرو انتصاراً كاسحاً في الحرب البلقانية ضد العثمانيين . مما حذا بالملكية الهنغارية - النمساوية وإيطاليا أن تعمل على توزيع الألبان لكبح جماح صربيا الوثيقة الإرتباط بروسيا , والتي قد تعمل على تغيير موازين القوى في الإقليم ككل .
ألقوى الكبرى , اعترفت بحدود ألبانيا الحالية , في مؤتمرٍ تم عقده في لندن عام 1913 , وبنصف شعبها , الذي توزع نصفه الآخر في كوسوفا ومقدونيا وجنوب صربيا ومونتينيغرو ( ألجبل الأسود ) والتي التحقت بمناطق يوغوسلافيا لاحقاً ( يوغوسلافيا الملكية ) .
ألرئيس المقدوني , غورغي إفانوف , قاطع الإحتفال , إحتجاجاً على قيام السلطات الألبانية بإطلاق سراح , أحد مواطنيها , قذف مركب رئيس الوزراء المقدوني نيكولا غرويفسكي بالبيض أثناء مروره في تيرانا قبل عدة أيام . وسبق أن أقدم ألبان على حرق العلم المقدوني في بلادهم أكثر من مرة . فيما يرفع ألبان مقدونيا علم ألبانيا في كل أنحاء مقدونيا وهو ما يثير المقدون الذين تشغلهم نزاعاتهم مع جيرانهم الأصراب والبلغار واليونان .
ألبروفيسو إفتون لياطيفي أستاذ القانون الدولي في مقدونيا قال إن الحل الوحيد يتمثل في انضمام الجميع إلى الإتحاد الأوروبي , ووقتها , سيشعر الألبان أنهم في وطنهم الجامع .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات