يا سيد البلاد أنت لنا صمام أمان ورمانة ميزان


 مصطلحات كثيرة تحوم هذه الايام في سماء الوطن وتسبح في فضاءه الرحب لم نكن نسمع بها أو حتى نتوقع حدوثها يوماً ما, ألا وهي الشعب يريد !!!!!! , ذلك المصطلح الذي رددته شعوباً شقيقة من حولنا كانت تنعم بالامن والامان , حول هذا الشعار حياتها الى جحيم يفوق جحيم من كان يشكون من سطوته وعذابه , فتركوا بيوتهم وتقطعت اوصالهم , فباتوا يحنوا لتلك الايام الغابرة بكل ما فيها من سيئات.
ونحن في الاردن جزء من هذا العالم نؤثر ونتأثر بما يجري حولنا, فعلينا أن لا نستغرب سماع مثل تلك العبارات التي ترددت في بعض المظاهرات والمسيرات , فالشعب الاردني إذ يستغرب ويستهجن سماعها لغرابتها ودخالتها على مجتمعنا الاردني الطيب المعروف بولائه المطلق للهاشميين على مر التاريخ , فيجب عليه ان يتمعن جيداً بتلك العبارات التي لطالما سمعناها في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا , ليجد أنها تنبع من سراج واحد, سراج المؤامرة الخفية على الوطن العربي.
فالحراكات الشعبية في الأردن وصلت الى رقم قياسي تجاوز أل (6700 )اعتصام وإضراب وحِراك ومسيرة, تعاملت معها الأجهزة الأمنية بمهنية احترافية عالية قلّ نظيرها في العالم, قدموا خلالها الدعم والعون والحماية والضيافة التي ازعجت البعض لانهم ارادوا ضيافة العصا والعنف لكي يتركوا الاردن علكة بألسن الاعلام .
نعم ان المسيرات بلغت رقم خرافي في الاردن انفضت جميعها بسلام ولم الامن فيها العنف مع احد المتظاهرين, اللهم إلا مع بعض الأشخاص الذين تجاوزت تصرفاتهم الفردية الحدود المألوفة والتي وصلت حد الاعتداء على حرية المارة وإغلاق الطرق العامة وحرق المحلات وسرقة الصرافات الآلية وسلب السيارات , الامر الذي كان لابد معه الى إستخدام القوة غير المفرطة لحماية الأرواح والممتلكات.
فأي حرية التي ينادي بها المتظاهرون وهم يعتدون على حرية الأغلبية في الطرقات وأمام المحال التجارية ؟, وأي ديمقراطية تلك التي يطالب بها شباب الحراك والذين لا يتجاوز عددهم على اغلب تقدير خمسة ألاف معتصم ومتظاهر, بفرض رأيهم على الملايين الذين أرادوا تحمل الفقر والجوع على رؤية الوطن يذبح بسكين الإصلاح والتخلص من الفساد والفاسدين؟؟؟.
نستغرب ونتساءل: لماذا يصر المعتصمون والمضربون والمحتجون التواجد في الطرق الحيوية والرئيسة لإغلاقها أمام الملايين من مستخدميها ؟, أليس الاعتداء على حرية الآخرين جريمة أخلاقية ؟, هل كان المحتجون سيقبلوا لو منحتهم الحكومة الساحة القريبة من ستاد عمان الدولي داخل حرم مدينة الحسين للشباب للتجمهر والهتاف بعيدا عن الإضرار بحرية الآخرين ؟.
فيا سيد البلاد وراعي مسيرة العباد عليك أن تعلم أكثر من غيرك أن عرشك مقدس عند غالبية شعبك, ولن يسمحوا أن يمسه احد مهما ارتقى هتافه وارتفع صوته وتخندق خلف سور مجهولي الهوية, وما تسمعه من هتاف يشتمك تارة ويريد تغيير نظامك تارة أخرى, فما هو إلا مجرد تنفيس عن احتقان أصاب البعض نتيجة للتغرير بهم, وقد بدأ غالبيتهم بالصحيان المبكر والعودة لخندق الوطن.
نعم إن الحقيقة المطلقة التي يجب على سيد البلاد أن يؤمن بها ليستمر في البحث عن مخارج تخفف من وطأة معاناة شعبه الطيب , وهي أن ليس هناك في الأردن مَن هو على خصام مباشر معه, بل الكل سائر خلفه مؤيد ومعارض , والكل ملتف حوله وملتقي عند شرعية الحكم الهاشمي , ولن يقبلوا بغيره , لأسباب ليست خافية على احد من الأردنيين , فالكل في هذا الوطن مُجمعٌ على انك يا سيد البلاد صمام أمان للاردن ورمانة ميزان لشعبه إن احتكموا لعدلك .
وفي ظل ما يجري على ساحتنا الطيبة نود أن نبعث إليك برسالة الأبناء البارين بوالدهم , مؤمنين بأن الرائد الذي لا يكذب أهله , لنقول صادقين وناصحين أن الصف الأول وغالبية الصف الثاني في السلم الوظيفي يعاني من اهتراءات واختلالات لم تعد نافعة لمرحلة الوطن الحالية والقادمة, وآن الأوان لاستبدالها, بأناس من طراز وصفي التل وعبد الحميد شرف وهزاع المجالي وحابس المجالي .
فلقد مَرّ على الأردن يا سيد البلاد سنوات خداعات , اؤتمن فيها الخائن وخون فيها الأمين , وصعد المارق والسارق على ظهر الوطني الشريف , حتى أضحى بطلا, سيكشف التاريخ والشدائد لك يوما ما أنهم ما كانوا إلا نمورا وردية , وغبار صيف سرعان ما يتلاشى, وسيغادرون الوطن عند أول هزة أو هبة ريح , ويتخلوا عنك وعن الوطن يا سيد الوطن في عز الأزمة, هكذا التاريخ يقول , وهكذا علمتنا تجارب الآخرين, فالكيّس الفَطن من تعلم من تجارب غيره, وحسبي انك واحد منهم.
فيا سيد البلاد لأننا لم نكن يوما من الذين يموّهوا الحروف ليتقدموا الصفوف, نكتب لكم صادقين , لندعو الإنسانية التي تعانق وجنتيك وترتسم على مُحياك عند معانقة عجوز أردنية تتفقدها في خربوش في البادية أو المخيم أو القرية , السرعة لإنقاذ الأردن من الخطر الداهم عليه , وبيدك وحدك بعد الله ونحن خلفك انتشال الأردن من قارعة الطريق إلى منتصفها للسير بأمان إلى الأمام .
فعلى كل أب يخاف على الوطن من الخراب أن يمنع ابنه من الخروج للشارع خوفاً من استغلاله من قبل عناصر تريد جر الاردن نحو الهاوية .
وقفة للتأمل:" على كل الذين ينتظرون خراب الأردن ودماره ويسعون إلى ذلك بكل الوسائل والطرق , أن يتذكروا تاريخياً أن الأردنيين هم الشعب الوحيد في العالم الذي تجّمعهم وتوحّدهم الأزمات والشدائد , وخاصة إذا كان الثمن المباشر رأس الأردن وصمام أمانهم بعد الله جلالة الملك, وستكشف الأيام القادمة كيف أن المسيرات والاعتصامات الحالية ستتحول الى دعوات شعبية جارفة للانتماء وتجديد البيعة والولاء للقيادة الهاشمية ".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات