لماذا يحاصر الأردنيون !!!


مخطئ من لا يعترف أن الدولة الأردنية مضروب عليها حصار اقتصادي سياسي جعل الشعب الأردني ومن ورائه حكوماته المتعددة في حيره من موجبات هذا الحصار.

الجميع يذكر أن السعودية هي التي أصرت على ادخال الأردن في منظومة مجلس التعاون الخليجي مثلما يذكر الجميع الوعود التي قطعها قادة الخليج على أنفسهم لدعم صمود الدولة الأردنية وعلى اثر اجتماعات دول مجلس التعاون لاقرار هذا الموضوع ظهرت نوايا الغالبية في تلك الدولة على حقيقتها وكانت المفاجئة في وقوف عُمان والإمارات المتحدة والتشدد في هذا الموضوع الذي جعل بعض المسؤولين الأ{دنيين يراجعوا حساباتهم ويعتقدوا تارة أن اخطاء بعض الحكومات بحق بعض الدول الخليجية كانت من الأسباب التي دعتها لتغيير موقفها ولم يقتنع الشارع الأردني بتلك الأسباب والمبررات, واشتدت الأزمة الاقتصادية وأغلقت ماسورة الخليج في وجهنا خاصة ماسورة السعودية والإمارات وفتحت الماسورة الأمريكية على وهنها بأن قدمت مساعدات ضئيلة ربما لتشعر الأردنيين ان لا علاقة للأمريكان باغلاق الماسورة مع أن الأوامر تصدر في واشنطن وتنفذ على أرض الواقع.
وبعد أن اشتدت الأمور على الساحة السورية وتعاظمت قوة جديدة يدعمها الخليج والأوروبيين اسمها الجيش الحر والذي يضم تحالف الاخوان المسلمين مع المعارضة السورية بدعم خليجي تتزعمه دولة قطر وتسانده مصر التي تعاملت معنا بموضوع الغاز المصري بطريقة لم نجد لها تفسيراً منطقياً حتى بموضوع الأسعار التفضيلية لاسرائيل.

إلى أن بدأ الهمس واللمز بما هو مطلوب من الأردن على الساحة السورية ليصل إلى التفكير بادخال قوات عبر الأردن لجنوب سوريا وهذا ما تحذر منه الأردن بعد أن قامت بالماضي بنفس الدور عند احتلال العراق حيث خرجت الأردن كما يقول المثل "من المولد بلا حمص" بالمرتين الأولى عندما وقف الأردن مع العراق سنة 1990 والثانية عندما وقف مع المعارضة التي سلمها الأمريكان والايرانيين بعد بريمر مقاليد الأمور في العراق خاصة بعد أن تسلم المالكي الأمور في بغداد.

قطر استطاعت أن تلعب الدور في الربيع العربي بتفويض أمريكي سواء في الربيع بشمال أمريكا أو في آسيا العربية وهي ذاتها التي حافظت على علاقاتها مع الايرانيين والأمريكان والاسرائيلين وفرسان الربيع العربي حتى في سوريا ولبنان.

السعودية التي كانت على الدوام تقف مع الأردن تراها هذه الأيام قد توقفت عن دعمنا بدون أن نعرف أو يعرف المسؤولين لدينا سراً لتوقفهم. الامارات العربية المتحدة والتي تعاطفت معنا منذ أيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان وحتى في أيام سمو الشيخ خليفة واخوانه الذين يحتل الأردنيون مساحة في قلوبهم يلمسها الوافدون الأردنيون في الامارات على الواقع. الكويت رغم اصوات النشاز التي تعبر عن حقد دفين على الفلسطينيين والأردنيين على حد سواء إلا أن قيادتها لا تزال تطمئننا. عُمان التي كانت الحليف الدائم للأردن منذ عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال واستمت وتغيرت دون أن نعرف السبب.

أما ايران التي كانت الرابح الأول على الساحة العربية منذ احتلت الجزر الثلاث واستأثرت بالعراق وفي لبنان وفي سوريا علاقاتها الدافئه اليوم مع مصر وقطر وحتى تركيا لم يجد الأردنيين تفسيراً لها خاصة عندما وقف السفير الإيراني في عمان ليعرض على الأردن التبادل التجاري والسياحة الدينيه الذي تغنينا عن نفط الخليج.

أما امريكا اللاعب الأول والرئيسي على الساحة العربية ذاتها التي كانت تكيل اللطمات لنا في فلسطين وفي العراق وفي جميع الدول الإسلامية ذاتها التي تحالفت مع الاخوان المسلمين وساعدتهم في تسلم زمام الأمور ببعض الدول العربية نراها اليوم قد تغيرت علينا رغم أن حكوماتنا لم تتغير عليهم واعتبرت الأردن جزء من سياستهم الداعمه لاسرائيل والمعادية للأمة العربية تاريخيا.

وخلاصة القول يبدو أن الأمور في بلادنا تسير نحو الأسوء وأبعد بكثير مما هو مرئي فالموضوع ليس محصوراً على تردي الوضع الاقتصادي أو رفع الدعم عن المحروقات وربما قد تعدى أيضاً موضوع الوطن البديل الذي يسعى له الأمريكان والصهاينه.
لا شك أن الموضوع يصل إلى حد التآمر على وجود الدولة الأردنية لينفذ الأمر بأيدي عربية كنا نحسبها شقيقة.
تآمر دنيء على الشعبين الأردني والفلسطيني والتمهيد لتهجير قسري قد يودي بنا إلى أعماق الصحراء. كل ذلك يفرض علينا أن نقف خلف قيادتنا ووحدتنا الوطنية لنجتاز هذه المرحلة الصعبة من تاريخنا من خلال صمودنا وصبرنا على أنفسنا لأنه أفضل من صبر الآخرين علينا.
حمى الله الأردن والأردنيين وان غداً لناظره قريب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات