لا فرق بين " الألم" وبين " الأمل " إلا .. !!‎


لا فرق بين " الألم" وبين " الأمل " إلا أن اللام تقدمَّت في الأولى وتأخرت في الثانية .....!
لكَّن الفرق شاسع ، والبون عظيم ، بين أن تعيش لحظات الأولى .... وتكابد بؤسها ..وشقاءها
وتكون لك وسادة وغطاء .. ! وبين أن تتفيأ ظلال الثانية ... وتدفع تلك " اللام " لتعاود مكانها
للخلف وليس في الصدارة ...!
نعم ...تلك الحياة ، وتلك مكوناتها ، وذالكم القرآن العظيم بين لنا أن الحياة لا تخلو من هذه وتلك !
أما هذه فالآية الكريمة تدلل على ذلك " لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ " خلقناه في معاناة .. في صراع
مع مدخلات الحياة ..ومخرجاتها ..! وربما في شقاء ، وتعب ، ووصب ...، يكابد الأحزان والأوجاع
من لحظة الميلاد ..والإرتضاع ..مروراً في شتَّى مراحل حياته ..! ونوائب يطول تعدادها ، حتى ضنك
العيش ، ومضايق الدنيا ، ... وجور المستبديَّن ، وظلم الظالمين .. حتى " ذاك الألم " الذي يلاقيه من
من أولئك الذين يحاربونه في رزقه ، من أصحاب العقول المتحجرَّة ، والنفوس المتغطرسة ، ممَّن
يأخذون حقة ... ويسلبونه أغلى ما يملك " كرامته " ويغلقون عليه مفاتيح الرزق ..... وأبوابه ..!
وكأنهم يريدون أخذه بالسنين .. وشدَّة المؤونة ....!
نعم ... قمَّة " الألم " أن تجعل أغلى ما لديك تحت قدميك كي ترتفع ..! وتتسم بالمكانة ... والمنصب .!
ثم ترى الأشياء من حولك تتلوث .. بالأحتيال ، والنصب .... والخديعة ، والنهب .. وتتألم بصمت ..!
بل أنك تحاول جاهداً عَّد إنتكاساتك فيعجزك ذلك ...! ..إنها المشقَّة ... والجهَد... والكَّد......
إنك في " ألم " .......... إنك في محق ... وضنك ... وضيق ... تلك هي الحقيقة ...!
ونعود إلى تلك .... تلك التي دلت عليها الآية القرآنية وهي " الأمل " ولا تيأسوا من رحمة الله "
نعم .... إنه " الأمل " إنه روح الحياة ، إنه القوَّة الدافعة التي تشرح الصدر ، وتطيل العمر ...!
وتبعث النشاط في الروح ... والبدن .
إنه " معول البناء " الذي يُحي النفوس ، ويمد الجسد بكل دواعي القوَّة ...!
فالسعادة .. والحياة ..لا تنال إلا بالسعي ، والطلب ...فلولا " الأمل " ما تقدمَّت العلوم ، وما شيدَّت
الحضارات .. ولا نهضت الأمم والشعوب من كبوات تصيبها ... ولا ثارت بوجه أولئك الذين
نازعوها في لقمة العيش ..! ولا سرت دعوات إصلاح في أي مجتمع كان ...! إنه " الأمل " الذي
نطمح أن يعيد أوضاعنا عما كانت عليه .... من أمن وأمان .. وسكينة ... وإستقرار....
.... فلنترك الوهن ، والحزن ، و" الألم " لنترك تلك الليالي المظلمة ..... ونبحث عن تلك النقاط
المضيئة .. ونتمسَّك بخيوط الشمس .. خيوط " الأمل " حتى لو كانت بعيدة ......!!!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات