اصحاب الاسبقيات ودورهم في المحن


عندما كان الظلم مستشري في الجزيرة العربية جراء بطش الطغاة من شيوخ وامراء القبائل العربية التي كانت تحكم الجزيرة العربية نشا مايسمى اليوم تيار او تنظيم الصعاليك الذين كانو يهجرون اقوامهم ويسكنون البرية ويقومون بعمليات قطع الطرق ونهب القوافل ويستخدمون المال الزائد لرعاية الفقراء والعجزة والضعفاء والمرضى الذين رفضتهم قبائلهم وعشائرهم فزاد ذلك من قوتهم وبطشهم حتى غدو قوة مؤثرة تفتك باصحاب الجاه والمال من رموز هذه القبائل التي رفضتهم حتى ضاقو ذرعا بهم اوصلهم لمرحلة الاعتراف بهم والاستماع لمطالبهم وانصافهم واعادتهم لاحضان قبائلهم لكنهم عادو باسس ومباديء غريبة على قبائلهم حيث رفض الظلم وانصاف المظلوم ومساعدة المساكين والوقوف مع الحق بوجه الباطل .

هذه المباديء الجديدة على هذه القبائل اوجدت مايسمى اليوم حركة اصلاحية تصحيحية ساعدت على مناصرة الحق ورفض الشر وتبني الخير واعماله.مماساعد على تبني قيم واخلاق في هذه القبائل كانت غائبة في ظل جهل و ظلم مستشريان في اوساط تللك القبائل .

في عام 1993 كنت في سراييفو وراقبت ولاحظت عن قرب عمليات الجيش البوسني المسلم الحديث التشكيل والذي كان جل قادته من اصحاب الهمم والمعنويات العالية وعندما دخلت بهم وحاولت معرفة اسرار سرعة تشكيلهم لميليشيات منظمة ومدربة تفاجات عندما اخبرت بان المسلمين البوسنيين كانو ضعافا من ناحية التسليح والتعبية الجماهيرية وهذا مازاد في عمليات القتل والتهجير بهم فكان اول من بادر للمقاومة ضد الصرب فئات من الشباب الثائر والذين يسمون في بلدنا باصحاب السوايق حيث انبرو للدفاع عن سراييفو وتنادو وهبو لتشكيل عصابات هدفها انهاك القوات الصربية وقد نجحو حتى حققو انتصارا كبيرا بالمحافظة على مدينة سراييفو ولاينكروا المساعدة التي وصلتهم من المجاهدين من كل دول العالم الاسلامي.

لقد تنادى اصحاب السوايق لحماية بلدهم لانهم لاشيء سيخسروه ولانهم يمتازو بالنزعة العدوانية والنفس المتمردة على كل ضوابط المجتمع التي كانت تحاول ان تجعلهم يتقيدو باسس ومباديء العلاقات العامة للحياة المدنية المعاصرة والتي كانت تجابه بالرفض من قبلهم فيتمردو على الانظمة والقوانين بطشا ونهبا وعصيانا ورفضا الا انهم عندما حل الظلم والبطش الحقيقي على وطنهم لم يتوانو في استثارة هممهم التي ترفض كل انواع الظلم والضيم فنظمو انفسهم بعد ان وجدو من يمد لهم يد العون من الخارج كي يحافظو على انفسهم وبلدهم واهليهم بعكس اصحاب المال والجاه الذين هجرو بمالهم وجاههم سراييفو بحثا عن ملجاء امن لهم ولمالهم فوجدو من يحتويهم ليستثمرو مالهم لابل يتعدى لتجنيسهم وبقي هؤلاء الذين كانو في عرف مجتمعهم ودولتهم لاشيء سوى اناس خارجين على القانون متمردين عجزت كل مراكز الاصلاح الحديثة عن اصلاحهم بقو في وطنهم لان بوادر الحرب والطغيان التي المت ببلدهم واهليهم خلقت منهم اناسا اخرين يقدمون انفسهم ويضحون بها من اجل اسعاد الغير فاصلحو انفسهم وحققو مالم يكن ينتظر منهم فاسعدو اهليهم وحققو امانيهم فلنرفق باصحاب السوابق ولنحذر منهم ولنعيد تاهيلهم بالطرق التي تخدم المجتمع وان لانسيء لهم لانهم عند المحن سيكون حتما لهم دور لايستتطيع ان يقوم به غيرهم من اصحاب المال و الجاه والنفوذ اصحاب مايسمى بالخاطر المحسوبة .

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات