الإنتماء


يعرف الانتماء الوطني بأنه: السلوك المعبر عن امتثال الفرد للقيم الوطنية السائدة في مجتمعه، كالاعتزاز بالرموز الوطنيةالفاعلة المخلصة ذات البصمات التي لا تنسى، والإنتماء هو الالتزام بالقوانين والأنظمة السائدة، والمحافظة على ثروات الوطن وممتلكاته، وتشجيع المنتجات الوطنية، والتمسك بالعادات والتقاليد، والمشاركة في الأعمال التطوعية، والمناسبات الوطنية، والاستعداد للتضحية دفاعا ًعن الوطن .
ويعرف الانتماء السياسي بأنه " الدرجة التي تحدد وطنية الفرد في المجتمع عن طريق حبه وولائه للوطن، والتضحية من أجله، واعتناقه لأيدلوجياته، وتمثله لثقافته، وقيمه" .
ويعتبر الانتماء من العوامل الهامة التى تساعد على تماسك الجماعات والأفراد وتزيد من استقرارهم
صديقى الشاب لابد أن تعرف جيداً أن الانتماء ليس أننى أشجع فريق بلدى فى مباراة وأنا فى دولة أخرى غير بلدي الأصلي ،ولكن الانتماء إلى الوطن شىءاكبر من هذا ، وليس بسماع أغنية وطنية تثير المشاعر والأحاسيس ، اومشاهدة برنامج عن الوطن وانت خارجه مما يثير الشوق والحنين .
وكم كنا نحس بنبض الفؤاد عند مشاهدة ندوة تتحدث عن الأردن ونحن خارجه، وكم كانت تفيض المشاعر بالأحاسيس المرهفة ، عندما يأتي ضيف من الأردن ويتحدث عن منجزات الوطن في اعوام مضت ، وكان الخير فيه وفيرا والرزق عميما ، لا كما هو الآن ن بسبب الفساد المستشري.
إننا نعيش في هذا الزمن العصيب " أزمة الانتماء"،ليس في الأردن وحده بل في غالب وطننا العربي الكبير وخاصة الدول الفقيرة منه ،ومن أهم المؤشرات التي تبين وجود هذه الأزمات في الإنتماء للوطن :
عدم مراعاة بعض الأفراد للقيم والعادات، والتقاليد السائدة في المجتمع . إقدام بعض الأفراد على أعمال التخريب في المرافق العامة . انتشار الجرائم الاقتصادية مثل اختلاس المال العام، والرشوة، والتزوير. ازدياد معدلات الهجرة والنزوح للخارج، والتفاخر بالحصول على الجنسية الاجنبية .
التقاعس عن تلبية نداء الوطن، والتخلي عن الواجب في أوقات المحنة . استغلال السلطة والنفوذ لمصالح شخصية، كجمع المال بطرق غير مشروعة، أو الانتقام من الغير وعرقلة مصالحهم .
وتعزى أزمة الانتماء الوطني بشكل عام، إلى عدة معوقات، من أبرزها :
فشل الأسرة والمدرسة في غرس روح الانتماء لدى الناشئين . اختلاف القيم والمعايير، وتضاربها في المجتمع . عدم استغلال وقت الفراغ بما يفيد، وما ينتج عنه من مشكلات لدى الشباب ‌مع الأيدلوجيات المتسربة في المجتمع، والتعصب العرقي أو الطائفي داخل المجتمع الواحد.
تعرض المجتمع لبعض الأزمات القاسية، كالحروب المدمرة، أو انهيار اقتصاد الدولة . عدم المساواة في الفرص والحقوق، وزيادة حدة التفاوت الطبقي . انتشار البطالة والبطالة المقنعة.
ويتأثر انتماء الفرد لوطنه بعوامل متعددة، منها : البيئة الإجتماعية التي يعيشها خلال مراحل نموه، كالأسرة، والمجتمع المحلي، والمدرسة، إضافة إلى مجمل الظروف الاقتصادية والسياسية التي يعيشها المجتمع، والتي تنعكس على مستوى معيشة الفرد، وهامش الحرية الذي يتمتع به .
ومن العوامل التي تسهم في بناء وتكوين الشخصية المنتمية، وتدعم الانتماء الوطني لدى أفراد المجتمع، ما يلي:
إشباع حاجات الأطفال منذ مراحل نموهم الأولى، وتعويدهم على عدم إشباع حاجاتهم على حساب حاجات الغير . توفر عنصر القدوة سواء في الأسرة، أو المدرسة، أو من خلال القيادات المختلفة في المجتمع . تحقيق مناخ ديمقراطي، يمكن أفراد المجتمع من إبداء الرأي، والتعبير عن الذات .
توفير الأمن والاستقرار لأفراد المجتمع، ومحاولة التخلص من كل العوامل التي تسبب لهم القلق والتوتر . إتاحة ظروف اقتصادية، واجتماعية مناسبة، مما يجعل أفراد المجتمع يشعرون بالإشباع المادي والاجتماعي .
ارتباط كافة المشاريع والانجازات التي تقام على أرض الوطن باسم الدولة، لأن ذلك من شأنه أن يقوي الإحساس بالانتماء للوطن، وليس باسم شخص معين .
.توفير فرص العمل لكل أفراد المجتمع، وسيادة معيار الكفاءة في هذه الفرص
إتاحة الفرص لاستغلال أوقات الفراغ بشكل جيد يعود بالفائدة على المواطن، لأن ذلك يزيد من إحساسه بالانتماء لوطنه، ويحميه من الانحراف، ويقي المجتمع من تفشي ظواهر العبث والتخريب
ضبط ومعاقبة المفسدين الذين لا يقيمون وزناً للمصلحة الوطنية، كالخونة، و تجار المخدرات، والمرتشين، ولصوص الأموال العامة .
الحفاظ على كرامة المواطن، وشعوره بالاحترام، ويتأتى ذلك من خلال التشريعات والقوانين التي تسنها السلطات التشريعية، وكذلك من خلال تعاطي السلطات التنفيذية للدولة مع مواطنيها. أسباب
ضعف الشعور بإلإنتماء : لا شك أن في مقدمة هذه الأسباب تقع العوامل التربوية ، ذلك لأن نقص التوعية الوطنية والإجتماعية مسئول عن فقدان الشعور بالإنتماء ، ذلك الشعور الذي يتعين أن يغرس في أعماق الفرد منذ نعومة أظفاره . كذلك فإن إحساس الشباب بالظلم ، سواء كان هذا الظلم حقيقياً أو خيالياً يجعله يفقد الشعور بالإنتماء .
ومن العوامل الأساسية في هذه المشكلة: شعور الشباب بأنه بأنه مهمل ، وأنه لا يلقى الرعاية والإهتمام ، وأن حقوقه مهدرة وحاجاته مهملة ، وسواء كان هذا الشعور حقيقياً أم وهمياً فإنه يلعب دوراً رئيسياً في شعور الشاب بعدم الإنتماء .
كذلك فإن أجهزة الإعلام والثقافة الجماهيرية مسئولة ولو جزئياً عن نشأة هذا الشعور ، وذلك بما تقدمه من مظاهر للحياة الغربية مما قد يبعث على الإنبهار بها والرغبة في تقليدها ، أو ما قد تعرضه هذه المؤسسات من مشكلات وهموم في الحياة الإجتماعية وتبالغ في إبراز هذه المشكلات إلى حد يدفع الشاب إلى الشعور باليأس ، وعدم الأمان والإستقرار ، وتهز شعوره بالفخر والإعجاب والإعتزاز بوطنه ماضيه وحاضره ومستقبله .
ولعل ما يواجه الشاب من مشكلات واقعية كصعوبة الزواج وإيجاد مسكن وتكوين الأسرة ، والحصول على عمل مناسب لعل هذا من بين الأسباب التي تنال من شعوره بالإنتماء .
ونتمنى على صناع القرار ان يكونوا من المحفزين والباعثين على حب الوطن لا المنفرين منه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات