الزعبي و العدوان وقرارات الرئيس !


دولة الرئيس, أتمنى عليك أن تقرأ مقالة اليوم للكاتب أحمد حسن الزعبي, وهي بعنوان "عليك أن تسمع هذه المرة" –مقالة منعت من النشر- وتفكر مليا بما كتبه إليك ونحن من دلالات. فما يكتبه الكاتب مقروء من العامة والخاصة, ويكتب نصه من نبض الشارع, بلغة من البسطاء من الناس. فمقالات الكاتب لها تأثيرها المباشر في الرأي العام على مساحة الوطن.
دعني أقولها لك مرة أخرى كما قالها لك الكاتب: عد عن قرارك "رفع أسعار المشتقات النفطية يا دولة الرئيس" ولن تقنع أغلب الناس بدفوعك عن قراراتك مهما تحدثت لوسائل الإعلام, حتى لو قلت لنا بأنك صاحب ولاية عامة في الدولة, برغم توصية الأجهزة الأمنية لك- بعدم الرفع- وأنك لم تأخذ بها, و رغم أنك تقول بأن قائد البلاد لم يهمس لك بها, وتقول بأنها من اجتهاد حكومتك وحسب. دولة الرئيس, أنت رئيس حكومة لمرحلة تنقصها رقابة الشعب "من البرلمان" وعندما تغيب تلك الرقابة فمن حق أي مواطن منا تمثلها, ليقول لك ما يعتقد من نصيحة أو رأي, فإذا لم يعجبك رأي الكاتب والوزير السابق طاهر العدوان فعليك الأخذ بنصيحة الكاتب الساخر احمد حسن الزعبي, وإن لم يعجبك ما قال كلاهما فعليك السماع مني أنا-المواطن المغمور-هذه المرة "عد عن قراراتك الأخيرة يا أبا زهير" ! ففي عودتك عنها ولاية عامة كذلك, وستحسب لك لا عليك. صاحب الدولة, لقد أوكل لحكومتكم مهمة الإشراف على الإنتخابات -حسب ما تنوى الهيئة المشرفة عليها إجراءه- لتقوم الحكومة بتوفير الدعم الإداري لها إلى تهيئة البيئة والأجواء المناسبة لإجرائها ومن ثم فرزها حتى إعلان نتائجها. إلا أن الوضع الحالي يوشي بأن رفعك حكومتكم للمشتقات قد أصابها بمقتل ونحن نقترب من موعدها !
دولة الرئيس, لقد أدخلت البلاد في حالة "حيص بيص" ونبشت عش الدبابير مع النقابات والأحزاب السياسية وخاصة نقابة المعلمين وكثير من أصحاب الرأي, وطلبة المدارس العائدين لبيوتهم أمس واليوم, اللذين قال لهم مدرسوهم, اذهبوا لبيوتكم حتى تلغي الحكومة قراراتها. فلقد وضعت حكومتكم في واد سحيق وأغلب الناس صعدوا الجبال, فإن لم تصعد إليهم بوقفك لقرارك لن ينزلوا إليك بالتهدءة وكظم لغيض ! فلا تجعلنا خبر عاجل في وسائل الإعلام المتربصة بنا يا دولة الرئيس, ولا تحرق جميع ما لدينا من اوراق مع دول الخليج, مرة بالتهديد المبطن بأمن حدودهم وأخرى بالإستجداء لشعب كريم, لم يقبل الأعطيات ولا الصدقات يوما من أحد, لكونهم كرماء, وسلالة أبناء أحرار وأشراف العرب, ولا تنسى أن فيهم من تجوز له الهدية ولا يقبل الصدقة, فهم إما أردنيون هاشميون, وإما هاشميون أردنيون منذ ما يقرب من قرن من الزمان !
دولة الرئيس, عد عن قراراتك بحق السماء وبحق من سكن السماء, وسنجد لدولتنا حلولا أنجع مما توصلت إليه حومتكم المكلفة بمهام محددة, ولا تضعنا أمام معادلاتك الصعبة مثل, الموت أو الرجوع عن قراراتك, أو انهيار للدينار أو ذاك القرار, أو إستقالتكم أو المضي في قراراتك دون تعديل ولا تبديل.
دولة الرئيس, إذا لم يعجبك كلام قاله لك الكاتب الوزير طاهر العدوان -الذي أشدت بمقالاته يوما تحت قبة البرلمان -ولم تسمع لما قاله لك الكاتب احمد الزعبي بعنوان, "عليك أن تسمع هذه المرة", ولم تتفهم مضامين رسالة الجبهة الأردنية الموحدة لجلالة الملك ولم تقتنع بتقارير الأجهزة الأمنية فمن سيقنعك يا دولة الرئيس وكيف سنقنعك ! وتذكر أن الإمام آية الخميني "وهو من هو" قد قبل توصية أجهزة دولته الأمنية وأوقف إطلاق النار مع عراق صدام حسين, مع وصفه لقبوله ذلك القرار كتجرعه للسم في ثمانينيات القرن الماضي ! دولة الرئيس, لا تناور ولا تكابر, عد عن قرارات حومتكم اليوم قبل الغد, وخاصة بعد أن صدح كثير من أصحاب الرأي بمعارضتك في شأنها, وإلا سوف نحسبك كمن أتعظ بنفسه وفارق نصيحة غيره, وبهذا لن تكون من السعداء.
دولة الرئيس, لكتابة الزعبي حلاوة وفيها فكرة وكلامه مثمر أعلاه مغدق أسفله عند الأردنيين, و لكتابات العدوان مريدون كثر, وهو كاتب مقروء ورجل جليل. دولة الرئيس, لن نقبل أن يطغي أحدنا على الآخر بحكم موقعه وبسبب سهولة وصوله لوسائل الإعلام دون غيره يا دولة الرئيس الشيخ, فقد سمعناك وحاورناك وزيرا ونائبا ومحاضرا ودولة رئيس في أغلب منابر الوطن, أما اليوم فعليك أن تسمع منا للآخر عندما يدلهم الخطب ويخرج الناس عن صمتهم ويعود أبنائنا بعد الثامنة صباحا لبيوتهم بلا دوام مدرسي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات