لتكن أيدينا معول بناء .. لا أداة هدم وتخريب .. ‎


رسالة أخاطب بها كل ضمير حيَّ في هذا البلد ، أخاطب بها كل من إمتلك ذرة إنتماء
لتراب هذا الوطن ، فأقول ................
متى يبلــــغ البنيـــان تمامـــه **** إذا أنت تبني وغيرك يهدم
ولو ألف بانٍ خلفهم هادم كفى **** فكيف ببانٍ خلفه ألف هادم
ولله إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، ونحن نرى ما نرى من أيادٍ خفية ..! أيادٍ
حاقدة ... لا همَّ لها إلا إثارة الفتن ، وبث بذور الملل ، والكلل ، والإحباط في نفوس
أبناء هذا الوطن ...! تلك الأيادي التي إعتادت النهب .. والحرق .. والتخريب ..!


يشهد الله بأنني لست من المتملقَّين .. المتسلقيَّن ..ولا أهدف لا إلى منصب ..ولا مال ..!
بل أمقت ، وأنبذ كل منافق ، متملَّق ، متسلَّق .... ولن أكون في يوم من الأيام مواطن
ضد المواطن .... ! ذاك المواطن الذي ضاقت عليه الحياة بما رحبت ، وقست عليه الأيام
وأصبحت حياته كلهَّا ضنك في ضنك ....! بل سأكون دوماً مواطن ضد أولئك الذين عجَّت
أفكارهم بالظلام ... وضد تلك الأفواه والألسنة التي مزجت الحق بالباطل ....! وغشيت
أبصارها الغمام ... وضد أولئك الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ... وأرجوا الله
أن يصَّب فوق رؤوسهم صوت عذاب ...!


نعم ... أمقت ، وأنبذ أولئك الذين تذرَّعوا في هذا العصر ، وفي هذا البلد وجعلوا السلب
والنهب ... وتكميم الأفواه مصدر رزق لهم ...! بل مصدراً لتكديس الثروات والأموال....
تباً لهم .. وسحقاً لهم .. وستنقلب في يومٍ ..... أفعالهم ... " أفعى " لهم ............!!!
كل هذا أعلمه ويعلمه كل مواطن في هذا البلد ... عن تلك الأساليب الملتوية التي إنتهجتها
تلك الفئة المتسلطَّة ..المستبدة ، وعن تلكم الممارسات التي خلقت بذور التوتَّر في أبناء
هذا الوطن ..! وربما زادت ذلك " الزوان " في كل حقل معطاء ....
نعم .. لقد إتسعَّت تلك الفجوة ، وتعمقَّت تلك الهوَّة ...وأمتد ذاك الفراغ بين أبناء هذا الوطن
الشرفاء .. الأوفياء .. الكادحين ..وبين تلك الفئة التي نافقت أناملها ، وأسودَّت قلوبها ..!
وزاغت عن قول الحق ألسنتها .. بل ربما كانت تشكل " دمامل نتنة " و " وحلقات صدئة "
في جسم المجتمع .. وأركانة ......!
أنا مع ذاك المواطن ..... ولست معه ...!
معه في أن يحَّكم صوت ضميره الحيَّ ، صوت العقل المثقف الواعي .. وأن يضع النقاط
على الحروف ، ويعَّري أولئك الذين حاربوه ... ونازعوه في لقيمات العيش ..! وفي نفس
الوقت أن يتجنب " سموم " تلك الأفاعي المتسلطَّة التي لا همَّ لها إلا الخديعة ، والغدر
ومن ثم اللدغ ....! تلك الأفاعي التي ما شيدت مبانيها ..بل " جحورها " إلا من دم هذا
المواطن ... وقوت أبنائه ...! لكَّن الأفاعي تتعَّرى في كل عام مرة .. وهم يتعَّرون في
اليوم الواحد الآف المرَّات ....!
ولست مع ذاك المواطن حين يكون أداة تخريب ... لا معول بناء لهذا البلد ...!
فالأمة تدمَّر .. والشعب يهزم ..وينخر كيانه ،لا من عدوٍ خارجي يهدده ..بل يكون تدميره
وضعفة .. ووهنه من الداخل ، من أبناء جلدته ..!
لتكن أيدينا معول بناء ... لا أداة هدم وتخريب ... تجَّر هذا البلد إلى " وبال " وتسير به
نحو الهاوية ..! ... وإلى خرابٍ قد لا تمحو آثاره السنون ....!!!
=====================================
نايف سماره



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات