إسقاطها لا يكفي .. !


هذه الحكومة تحدّت الشعب، وآذت الناس، ولم تستطع إقناع الأردنيين بأن ما فعلته لم يكن ضدّهم ولن تستطيع، لأن الأمور واضحة تماماً، ولا تخفى على عاقل أو حتى مجنون، وقد هتف الناس في كل شوارع البلاد لإسقاطها، وبالتالي فقدت شرعيتها، ففضلاً عن أنها حكومة منقوصة الولاية كونها فاقدة للثقة الدستورية الشعبية بسبب غياب المجلس النيابي، فإنها اليوم تفقد شرعيتها المعنوية بعد أقدمت على ما أقدمت عليه، فإذا كان الشعب مصدر السلطات، فإن سلطته في منح الثقة للحكومة تقول بأن الثقة أمر مستحيل، لأن الحكومة التي تؤذي الناس لا تستحق البقاء، ولا يجوز لرأس الدولة الاحتفاظ بها ليوم واحد..!!
هناك منْ يراهن على أن الشعب سينسى الإهانة والأذى، ولكنهم مخطئون، لأن الإهانة لا يمكن أن تُغتفر، ولأن الشعب كريم وأصيل، وكرمه وأصالته تحتمان عليه ألاّ يرضى بالضيم والإهانة، وسوف تزداد حالة الاحتقان الشعبي، ولن تتراجع حتى لو سكنت الأحوال واستقرت الأوضاع في الشارع مؤقتاً، فكم من عاصفة سبقها هدوء، وكم من ثورة سبقها سكون..!!
لا يوجد حلّ للأزمة إلاّ بالتراجع عن القرار الآثم، وعلى الدولة أن تتدبّر أمر خزينتها الناضبة، وهل منْ يصبر عقوداً أو يبطر عقوداَ، أو يمارس سياسات اقتصادية عجفاء عقوداً، أو يسكت على نهب مقدرات الدولة وثرواتها عقوداً، أو يقدّم الأعطيات المجزية لشخصيات تافهة عقوداً، أو ينفق على مؤسسات أضرّت بالوطن عقوداً، لا يستطيع أن يصبر شهوراً إلى حين إيجاد حلول ناجعة بعيداً عن إيذاء الناس وتلويث أجوائهم وتنغيص معيشتهم..!!؟
كل الناس تتحدث عن رموز فساد معروفين، ويتساءلون: لماذا لا يُحاسَبون، ولماذا لا تُسترجع ثروات الشعب من جيوبهم وأرصدتهم وثرواتهم..!!؟ وفوق هذا ثمّة فاسدون كُثْر تنوعت أنماط فسادهم ما بين فساد الإدارة، وفساد الاجتهاد، وفساد الاختيار، وفساد الشللية، وفساد الضمير، وفساد القَسَم، وفساد الرؤية، وفساد المزاج، وفساد الولاء، وفساد الهوية، ولا أحد يحاسب أصحاب هذا الفساد العام الذي لوّث أجواءنا وسمّم حياتنا، وأفسد معيشتنا، وأحالنا إلى قطعان تُساق كيفما اتفق، دون أن يكون لها خيار أو قرار..!!
لقد أفسدتمونا، بعد أن وزّرتم علينا فاسداً وحاقداً ومنافقاً وكذّاباً وساذجاً وأفّاقاً وجاهلاً وجباناً وتافهاً، فكانت رحلة الإفساد والسقوط: هُتاف وتصفيق حدّ النزيف العقلي، واهتراء في القيم والأخلاق حدّ السقوط النفسي، وتراجع في الولاء حدّ الخمول والجفاء، وهبوط في الفكر والرأي حدّ النفاق الفكري، وعبادة وثنية أزهقت روح الأمل وبعثت فينا الملل..!!
ما فعلته الحكومة لا يستوجب تدخّل الملك لإرغامها على التراجع عن قرارها الآثم فحسب، بل يستوجب محاسبتها بكامل أعضائها، لأنها مسؤولة عن كل الخراب والحرائق والدماء والخسائر النفسية والمعنوية والمادية، ولأنها ضربت الانتخابات القادمة وأفشلتها قبل أن تبدأ، ووضعتنا أمام طريق مسدودة..!!
حكومتنا اليوم باتت فاقدة للشرعية.. وقد أسقطها الشارع، وها نحن نطالب برحيلها ومساءلتها ومحاسبتها " وقفوهم إنهم مسؤولون.." لكن منْ يَسأل ومنْ يُحاسِب..!!؟

أعلم أن هذه الكلمات لن تؤدي إلى نتيجة لأنهم لا يريدون أن يسمعوا إلاّ ما يرضيهم، ولكنها من منطلق الجهر بالحق ولا أقبل أن أكون شيطاناً أخرس..!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات