الأردن امانة في اعناق الجميع فلا تقتلوه !


بالأمس قلنا أن القرار الأخير المتعلق برفع الأسعار وما نتج عنه من اضطرابات واسعة عمت أرجاء المملكة يمكن تفسيره برسالتين :
الأولى : موجة إلى دول الخليج العربي وتقول بضرورة تقديم الدعم للأردن، قبل أن تشتعل النيران بأثوابكم.
الثانية : ليكسب النظام ممثلا بقائده تعاطفا شعبيا عندما يقر وقف القرار.
سواء أكان بعد الإعلان عن تقديم الدعم من دول الخليج، أو جراء وقف القرار حقنا للدماء وتطويقا للأزمة.
الأردن يسير باتجاه نفق مغلق، النفق يضم الشعب والنظام، النظام لا يقوى على التفكير، ولان أزمته تخطت حاجز أفكاره، لم يجد أمامه الا استخدام القوة المفرطة لإسقاط الاحتجاجات.
هذا التفكير إن دل فإنما يدل على عقم المحيطين بالملك، من الذين نصحوه برفع الأسعار، كما يدل على إيمان البعض بضرب استقرار الدولة بوساطة تطبيق افكارهم المرتبطة بأفكار خارجية اقليمية ودولية هؤلاء مع شديد الأسف يقيمون في وسط النظام، ويحاولون تفكيكه.
لنأخذ مثلا: قبل ساعات من اعلان القرار، رفضت بعض قيادات الدولة القرار كونه يعمل على اثارة الشعب، لكن اصرار النسور الغريب على تنفيذه حال دون الاستماع إلى تقدير هؤلاء.
هذا من جانب، من جانب أخر، إعلان القرار لم يأتي من ترف الفراغ، بل جاء نتيجة دراسات امنية، الغريب في امرها تأكيدها على ضرورة تنفيذ القرار، طبعا هذا يعني فشل ذريع للمؤسسة الامنية المخابراتية في تقدير الامور.
فهل يُسأَل فيصل الشوبكي عن سوء تقديراته ؟
من جانب أخر، لا أحد ينكر امتداد الاضطرابات إلى كافة مناطق المملكة وتحولها إلى مواجهات في بعض الاحيان إلى مواجهات بين الشعب والقوات الامنية، نتج عنه القيام بأفعال خارجة عن الحياء، من تكسير لمؤسسات الدولة وسرقتها.
هذه التصرفات لابد من التبرؤ منها، فلا يعقل أن يقوم أبن الشعب الذي يطالب بإصلاح الدولة، بتخريبها، وسرقتها، والتعدي على رجال الامن وضربهم وقتلهم، هذه الافعال مجنونه لا يتوجب أن تفرض سطوتها، فلا احد يريد الوصول إلى ما وصلت اليه مصر أو تونس في هذا الجانب تحديدا.
كذلك هذا لا يعني اعطاء القوات الأمنية الضوء الاخضر للقتل والتنكيل بالشعب، كما حصل في اربد.
التصرفات هذه أكاد اجزم أن لا علاقة للحراك بها من قريب أو بعيد.
مثال ذلك، بالأمس كان هناك اعتصاما في بلدتي ساكب – إلى الشمال من العاصمة عمان – وبعد انتهاء الفعالية، قام عدد من الشباب الملثم بإحراق الاطارات والحاويات.
مباشرة تحرك أعضاء الحراك وقاموا بتوبيخ الشباب و اطفاء النيران وتنظيف الشارع من الحجارة.
كذلك هو عين التصرف الذي حصل على دوار الداخلية في اليوم الأول، قام الشباب بتنظيف المكان، قبل الاعلان عن أوامر الاعتداء عليه مع صباحات الفجر .
الذي نريد قوله هنا، هو أن من يقوم بتهديد أمن مؤسسات الدولة وحرق ابنيتها وسرقتها، أنما هو في نظر الحراك لا يختلف عن الفاسد الذي سرقها والفاجر الذي باع مواردها ومقدراتها وزاد من مديونيتها.
استخدام القوة المفرط بحق الشعب وزيادة جرعات الاعتقالات لن تنهي المشكل.
حذار حذار من توجيه القوات الامنية لضرب الشعب، هذا تطبيق فاشل، وقادته معجبون بالشبيه المصري وقياداته الذين اصدروا القرار لقوات الأمن بالاعتداء على الشعب، فما كانت النتيجة ؟
لذا دعونا نقول للجميع: ابن الدرك والامن العام ابن الجيش والدفاع المدني هو اخي ابن عمي خالي وابن عمتي.
ابن الحراك ابن جرش وابن الطفيلة واربد والكرك، ابن عمان والزرقاء ومعان والاغوار وعجلون والمفرق هو اخ للدركي ولرجل الشرطة اخ لابن الدفاع المدني وللجيش.
ختاما: جلالة الملك عبد الله الثاني استمع الى عقلك الى قلبك الى شعبك لا الى المحيطين بك، هؤلاء يخدعونك الان كما فعلوا ذلك سابقا .
شركاء في الوطن جميعا، لا اجراء، احرارا لا عبيد .
اللهم احمي اردننا .
خالد عياصرة
kayasrh@ymail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات