غيرة البرّاك على الكويت


تصريحات البرّاك لايام خلت اشعلت المتابعين وغيرهم بحرب كلامية تداخلت معها مشاعر الولاء والانتماء والانتصار للكرامة ورد الشتيمة بمثلها وماهي الا ساعات حتى كانت الصحف والمنابر الاعلامية بمختلف اشكالها شاطئا مشاعا لكل الفئات من المثقفين الى غيرهم يعوم فيه من لايعرف العوم فيفسد مشهدا عربيا جميلا في الديموقراطية التي نتفيأ ظلالها في الاردن بتظاهر واعتصام وحراك من مايقارب العامين، وكانت بعض الكتابات خارج نص الادب والاداب وحادت عن الصواب حتى ان البعض رأى في الامر تمرير لتصفية حسابات قديمة او جديدة فتح بابها البرّاك، فاصبح قميص عثمان وتنازعت عليه كل الفئات من مختلف اصولها ومنابتها.
البرّاك كويتي وشقيق عربي من دولة طالما حرصنا كل الحرص على متانة علاقاتنا معها من مبدأ العروبة والهم المشترك، الا ان الرجل وكما هو الحال عندنا او عند اي بلد في العالم يدافع عن وطنه بفكر وطريقة يرى فيها انه محق ، وهذا شأنه فله وجهة نظره التي ربما يتفهما كويتيون اخرون، ففي كل بقاع واصقاع الارض توجد معارضة تمتد بين طرفي متصل من البساطة الى التعقيد والا فان ذالك البلد يكون عقيما وشعبه امّعة وغير مبالي لايفكر ولايرقى بتفكيره،والاصل ان وجودالمعارضة التي في العلن او الظل هي صمام امان لاي نظام فهي تنبه دائما الى مواضع الخلل والخطر فتنصح وترشد وترقب التصحيح والاصلاح.
البرّاك لديه مخزون من الذاكرة ترجع لاحداث مايسمى باحتلال الكويت الذي كان وسمة عار على جبين الامة وعلى كل من ساهم فيها فقد اوجعت الكثير والكثير كثير وطننا العربي الكبير، فقد رأى وسمع واحس بتنكر بعض ممن كان للكويت حكومة وشعبا الفضل والفضيلة عليهم، فقد خرجوا عن حدود اللباقة والادب وكانوا يسبون الكويت والكويتيون جهارا نهارا ظنا منهم بانتهاء النظام والبلد وقد نسوا او تنكروا لما قدمه لهم هذا البلد على مدى عقود وعقود فكان خير معين وحاضن لهم، بينما كان الكويتيون يتوقعون من هؤلاء ان يقفوا معهم في محنتهم وان تكون ارواحهم قبل ارواح الكويتيون فمن يشرب من بئر لايرمي فية حجر، وفي تقاليدنا العربية ان الضيف يمالح المضيف عهدا عليه بمشاركته افراحه واتراحه والدفاع عنه طالما انه بضيافته وحسن كرمه.
لا ادافع عن البرّاك او الكويت فهم اقدر على تفسير وجهة نظرهم او الدفاع عن انفسهم ان كان مايشاع حقا وغير مجتزيء من نصه، فقد فتّحنا اعيننا على الدنيا ونحن ننهل من مجانية الثقافة التي نشرتها دولة الكويت عبر مجلة العربي التي وصلت لكل بيت في الوطن الكبير.
جدلا لو ان البرّاك اخطأ بحق الاردن فلاترد الشتيم بالشتيمة ولا اللطمة باللطمة فاذا كان الرجل غير مصيب فغالبية الكويتيون عروبيون وقوميون ولانزاود عليهم ولانشك في انتمائهم لوطنهم الكبير، فلنتمهل ولننتق الفاظنا ولنعد الى العشرة وبالعكس ولنترك الكتابة والاعلام لاهلها فصديق اليوم هو عدو الغد وعدو اليوم هو صديق الغد، فلترحموا هذا البلد الذي كلما تعافى من جرح نكأتموه بطريقة حاقدة مارقة، ولن نكون بمنأ عن تنكركم وانكاركم لهذا البلد كما تنكرتم للكويت من قبل ، فدعو البرّاك للكويتيون فهم اقدر على تمييز غثه من سمينه، واعادته الى جادة الصواب ان كان الرجل انحرف او حرّف عنها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات