هل الدعم الحكومي، شبهة واهية وادعاء زهيد ؟!


 لو ابتعدنا عن شخص الرئيس وعن فلكه الثقافي المفعم بالمعارضة القائمة على أسس النقد البناء، لأدركنا حجم الهوة بيننا كمواطنين وإنسانيين وبين حكوماتنا التي تتعمق وتزداد تبعاً لفشل برامج التصحيح والتنمية يا دولة الرئيس ، و كلما كشف النقاب عن زور مشاريعنا التي قصمت ظهرنا بتقشف لا يعلم أثاره علينا وعلى أبنائنا إلا الله جل في علاه .

ونحن إذ نطرح هذا الموضوع اليوم فحرصا منا حتى لا تتعمق الفجوة وتزداد المشكلات أضعافاً مضاعفة بيننا وبين الرجل الثقة الذي نحترمه ونوقره كأردنيين من كافة الأصول والمنابت.

بداية يا دولة الرئيس لتعلم أننا أصبحنا خبراء في فنون حكوماتنا، لهذا كنا وما زلنا نطالب في تغيير السياسات لا الحكومات، ونتوقع ضمنياً وشكلياً أن مجلسكم الموقر لن يتنازل عن المسلمات الحكومية المتوارثة لكونه صورة مكررة عن المجالس السابقة والتي ليس لديها أدنى خبرة عن الدور الريادي الذي من المفترض أن يتمتع فيه كل مسئول في هذه المرحلة الأخطر ، وكإنسانيين نحمل العنوان الرسالي القائم على الإنسانية والأمن الإنساني نطرح بين يديكم هذا التصور والذي سبق وأن قدمنها من خلال مقالتنا (تسونامي الجوع في الأردن ينذر بخطر الانفجار) والذي جاء فيه وهنا أقتبس من المقالة أنفة الذكر : [[ لماذا لا نصنف الناس يا دولة الرئيس إلى فئات تبدأ من أربعة إلى سبعة أو ثمانية فئات وصولاً إلى السقف المراد صرف الدعم له والذي يقترب دخله الشهري من 1400 دينار ، والغاية من ذلك صرف مبالغ أكثر لأصحاب الدخل المتدني ، لأنه لا يعقل أن أعطي نفس الدعم المقطوع لكل الشرائح دون أي مراعاة للدخل الذي يتفاوت شهرياً من 300 دينار إلى 1400 دينار لمن يستحق الدعم ، بالمناسبة ال 300 دينار شهرياً قد تكون دخل أسرة وليس فرد ]]

وبناء على ما سبق لو قسمنا مستحقي الدعم إلى ثلاثة فئات فقط، شرط أن يرفع الدعم الحكومي عن كل شيء ، وفي المقابل يصل للمستحقين الدعم بشكل شهري ، وحين أقول بشكل شهري أعني ما أقول يا دولة الرئيس ، وكخبير أستطيع أن أؤكد لكم أن الدعم الشهري سيوقف كافة أشكال التظاهر والتذمر غير المبررين، نعود لتقسيم الفئات والتي أقترح أن تكون على النحو التالي :

الفئة الأولى: المستحقة للدعم والتي يكون دخلها الشهري من 600 شهرياً فما دون، وتتقاضى أعلى دعم ممكن يصل إلى 30 دينار شهرياً للفرد الواحد في الأسرة، على أن لا يتجاوز عدد أفراد الأسرة المدعومة عشرة أفراد، ويصرف الدعم بشكل شهري ومنتظم.

الفئة الثانية: المستحقة للدعم والتي يكون دخلها الشهري من 900 دينار ولغاية 601 دينار، وتتقاضى دعم متوسط يصل إلى 20 دينار للفرد الواحد في الأسرة ، على أن لا يتجاوز عدد أفراد الأسرة المدعومة ثمانية أشخاص ، ويصرف الدعم بشكل شهري ومنتظم .

الفئة الثالثة: المستحقة للدعم والتي يكون دخلها الشهري من 1400 دينار ولغاية 901 دينار، وتتقاضى دعم يتناسب مع دخلها يصل إلى عشرة دنانير للفرد الواحد في الأسرة، على أن لا يتجاوز عدد أفراد الأسرة المدعومة 6 أشخاص.

في الوقت الذي لا ننسى فيه كافة الإخوة الذين يتقاضون رواتب من صندوق الزكاة والمعونة الوطنية والذين لا بد أن يشملهم الدعم بصورة عادلة ومنصفة ، إضافة إلى كافة فئات المجتمع من متقاعدين وغيرهم بغض النظر عن وظائفهم سواء يعملون أو لا يعملون .

وللإخوة المسئولين في الحكومة الأردنية أقول : بلحاظ أنكم ممن انتسبتم إلى هذه الحكومة التي استهلت أعمالها بالإنسانية ، وبدأت تنهل من معين الأمن الإنساني ، فإن شجوننا نحوها كإنسانيين يستفيض بالمحبة التي لا بد أن تغمر هذا الشعب سعادة وهو يلتف حول قيادته الهاشمية ، وفي هذه الظروف التي تقتضي أن نكون كأردنيين أنموذجاً في الأردن ( المجمع الإنساني الأعظم ) والذي تجاوز بهمة الرجال حجم الوطن .

علينا أن نسرع إلى تأسيس المطلوب منا يا دولة الرئيس بكل شجاعة وإقدام لأن هنالك تصور خاطئ عند المواطنين ومنظور ملتبس يحرض على كل منجز في هذا المجمع الإنساني الأعظم ، في حين أن هناك أيضاً فئات تعيش الظن الأعمى والقناع المزيف الذي غطى عقولهم في تصورات لا تؤمن إلا بالإرهاب والقتل والتدمير والتهجير !

نريد أن نطوي هذا الملف لأن أمامنا الكثير من المهمات الجليلة التي جاءت لغايات تحرك المواطنة ضمن أطر ( الوطنية الإنسانية الجامعة ) عبر خط التفكر الإنساني ، الذي يعيد هيكلة بنية التفكير الجمعي الأردني الحامل للرسالة العربية الإنسانية الخالدة ، والذي يعتبر في الذهنية التاريخية الهيكل الأساسي القائم في ركائزه ودعائمه على الأخلاق والفضيلة الإسلامية والمسيحية واليهودية دون تحيز أو تميز أو عنصرية .

لهذا لا ولن نرضى يا دولة الرئيس أن يكون الدعم الحكومي عبارة عن شبهة واهية وادعاء زهيد غايته الخروج من المأزق الحالي والأزمات المركبة التي تعصف في البلاد وتستمل قلوب العباد ، نعم ، أقول ذلك لأن لدينا جميعاً أدلة دامغة على أن بعض أطفالنا وأسرنا تأكل من الحاويات ، لهذا المطلوب منا أيها العقلاء ، أيها الأغنياء ، أيها النبلاء ، أن ننقذ أنفسنا من خلال إنقاذ الوطن عبر إنقاذ هذه الأسر ، أنا أستحث وأحرض قدرتكم القيادية لتطوير سبل النجاة بهذا الوطن الذي بدأت نذر الخطر تحيق فيه من كل حدب وصوب ، ولا أجد حواجز ولا موانع أمامكم كسياسيين ورجال مال واقتصاد وبين حكومتنا غير التقليدية ، من أجل تلاقح الأفكار للوصل إلى توافق وطني علمي إنساني لهذا الدعم الذي لا بد من إرساءه اليوم قبل الغد . خادم الإنسانية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات