أردنة الاردن قبل فوات الاوان وحدوث الطغيان


 تتسارع هذه الايام وتسير بثبات خطى قادة الشعب الإسرائيلي نحو تحقيق الحلم الازلي لشعبهم باعلان " يهودية الدولة " , مستغلين انشغال الشعب العربي باللهو في ربوع الربيع العربي " المنتج صناعياً في اسرائيل " , ومحاولات الشعب الفلسطيني الركض والهرولة وراء الحصول على الرقم الوطني الاردني تمهيداً للمطالبة بالجنسية الاردنية, تحت مسميات وشعارات زائفة لا طائل منها ولا رابح غير اسرائيل , مثل ( الوحدة الوطنية , وشعب واحد لا شعبين , وحدة الدم والمصير المشترك , اردن الحشد والرباط, انتم شرقي النهر وهم غربيه) .

فالتهافت غير المسبوق على الجنسية الاردنية والمطالبة بالمزيد منها في هذه الظروف يعني ضمنا إعلان يهودية فلسطين بتنازل اكثر من مليونين ونصف فلسطيني عربي مسيحي ومسلم يعيشون في فلسطين عن حق المواطنة في ارضهم التاريخية , ذلك الحق الذي سيترتب عليه لاحقا قيام اسرائيل بتخييرهم بين البقاء في فلسطين كمواطنين يهود يحملون وثائق يهودية كما هو حال عرب 48 والذين باتوا يسمون هذه الايام زورا وبهتانا عرب اسرائيل, او الترحيل قسراً نحو ارض الحشد والرباط في الاردن تمهيداً لتحقيق الحلم الازلي الثاني لليهود باعلان الوطن البديل للفلسطينيين على ارض شعب اخر في الاردن يئن من وطأة الاقتصاد المتردي والمفتعل لغايات تحقيق رؤى بني صهيون في تنفيذ مخطط الوطن البديل.

ففي الوقت الذي تتسارع فيه خطى غالبية ابناء الشعب الفلسطيني بالمطالبة بالمزيد من المكتسبات الشخصية على الارض الاردنية , غير آبهين بالنتائج حتى ولو كان الثمن على حساب فلسطين وارضها وتاريخها , نجد بأن قادة الكيان الصهيوني قد قابوا قوسين او ادنوا من تحقيق شروط يهودية الارض الفلسطينية من النهر الى البحر, حتى بلغ الامر في سبيل ذلك شوطا متقدما بإصرار نتنياهو قبل اشهر على وجوب اعتراف القادة الفلسطينيين بيهودية الدولة تمهيدا لاعتراف اسرائيل بالدولة الفلسطينية دون ان يحدد منطقة جغرافية لإقامتها.
فشرط الاعتراف بيهودية الدولة الذي وضعه قادة اسرائيل كأساس لانطلاق اية مفاوضات لاحقة مع الفلسطينيين , يجب ان نقف عنده كأردنيين بقوة وتروي , لنتساءل: لماذا لا يحدد قادة بني صهيون في تصريحاتهم مكاناً جغرافياً لاقامة الدولة الفلسطينية ؟.
فما تفعله القيادات الاسرائيلية في كل مرة يتنافى ومصداقية التصريحات الاعلامية لهم, لان ما تحققه اسرائيل من نجاح في مسعاها لاعلان يهودية الدولة وتهويد القدس بالذات ما هو إلا تكريس للمؤامرة الصهيونية المخطط لها بعناية ودقة منذ حرب عام 1948.
فعلى الاردنيين رفع درجة مؤشر القلق الى الاحمر , نتيجة للسرعة الفائقة التي تسير بها الخطوات الاسرائيلية نحو قرب اعلان تهويد القدس والذي يعني ضمنا تهويد فلسطين , والتي ستطلق اسرائيل بعدها العنان للخطوة القادمة للفلسطينيين لكي يبحثوا لهم عن وطن في مكان غير فلسطين, تمهيداً لإعادة مخطط وعد "بلفور" من جديد, والذي سينص هذه المرة على ضرورة مساعدة الشعب الفلسطيني على ايجاد وطن قومي لهم تحدده الدول الكبرى لاحقاً باعلان خفي قريبا في الاردن, تمهيداً لتخليص الاردن من ديونه واستخراج النفط من أرضه, وقد تسمح تلك الدول للاردن باحتلال جزء من ارض دولة شقيقة كبرى تمهيدا لتوطين الفلسطينيين القادمين من سوريا والعراق ولبنان فيها .
فإنقاذ فلسطين والاقصى بحاجة الى تضحيات صادقة وظاهرة ومعلنة , واهل البيت احق الناس بتلك التضحيات من غيرهم, لانها اذا ما تحققت فإنها ستلقي بظلالها على المشهد السياسي الدولي , فرفع شعار حق العودة لفلسطين مطلب تاريخي, وهو المطلب الوحيد في المشهد السياسي الذي يقلق اسرائيل ويقض مضاجعها.
فتعالوا يا اصحاب القضية وأهم ركن فيها نقض مضاجع قادة الكيان الصهيوني برفض الجنسية الاردنية لمن لم يحصل عليها بعد ويلهث خلفها,والتنازل الجماعي عنها لمن حصل عليها .
وقفة للتأمل:" لا يجوز ان نبقى في الندوات والمنتديات والمحاضرات والمسيرات والإعتصامات نرفع شعار "القدس إيمان وجهاد", في الوقت الذي نخشى فيه على الرقم الوطني من الضياع, اكثر من خشيتنا على ضياع فلسطين وتهويدها , فهل تعلمنا من اليهود كيف تكون التضحيات في سبيل الاوطان ؟ ".



تعليقات القراء

لولا - تسمعيني يا هيفا؟
يا هيفا، مبين ئيعدين بيئردنو بالأردن بعد ما سعدنو السعودية،. مبين بدهم يعملو الشرئ الاوسط جناينة حيوانيت.
25-02-2013 09:03 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات